حياة المرء في الدنيا اختبار
وطول بقائه فيها اعتبار
حياة المرء في الإسلام نور
وإيمان وصبر واصطبار
وفي أثنائها الأحداث تجري
وليس لكائن فيها اختيار
تعالى الله كم نسهو ونلهو
وركب الليل يعقبه نهار
صباح العيد داود بخير
كضوء البدر نور وازدهار
بفرحة عيده ناداه داع
يهاتفه ومنطقه هذار
لأمرٍ ما دعا داود داع
وخلف الداع شرٌّ مستطار
فسار مبادراً يسعى إليه
ليعرف مالمراد وما يثار
فلم يُسمع له من بَعْدُ صوت
فجلَّ الخطب وانكشف الستار
فظل مع الحياة ولا حياة
مدى الأسبوع صمت واحتضار
وبعد سباته أمسى شهيداً
مسجىً والدموع لها انهمار
وشُيّعَ والنواظر داميات
وقد جفت مدامعها الغزار
أبنت الدهر لم لم تُنظريه
ليمضي كالشيوخ لحيث صاروا
بنات الدهر لم تمهل صغيرا
وكم لاقى مآسيها كبار
فللرحمن ما أمضى وأبقى
له ما شاء حكم واقتدار
مع الأبرار يا داود دوما
بذمة من يجير ولا يجار
إلى الزُّلفى وخيرات حسان
بجنات يطيب بها القرار
وللشيخ المكرم بَنْ عقيل
ومَنْ بالظاهري له يُشار
أديب عالم بر تقي
سجيته السماحة والوقار
أزف إليه تعزيتي بشبل
توارى والقلوب بها انكسار
أعزي أم فيصل في حبيب
بزهرة عمره وقف القطار
سقى مثوى الفقيد سجال عفو
وأزهار الرياض له دثارُ
وصلِ إلهنا دوما وسلم
على المختار ما سجع الهزار
وما هبت صباً أو قال شاد
حياة المرء في الدنيا اختبار