| مقـالات
لماذا يترك الانسان نشاطه المعتاد.. ولماذا يتخلى عن بعض هواياته التي عرف بها.. كالصيد مثلا او متابعة مباريات كرة القدم.. ولماذا يبدأ في الغياب.. عن أذهان الناس.. فلا يذكرونه.. ولا يتحدثون عن تميزاته إلا عرضا؟!
يرجع البعض هذا.. الى التقدم في السن أو الملل. أو ضعف القدرات في الجسم. من سمع.. ورؤية.. وأيضا.. قد يتحكم المزاج في ذلك، من الطبيعي ألا يبقى الانسان على حال.. فهو في الخمسين.. ليس ذلك الشاب الذي يقفز من مكان الى آخر ويطارد الصيد في الصحارى، ويركب المخاطر، ويجازف بالكلمات. كما انه كلما تقدمت به السن ضعف الوازع القديم لديه.. وبدأ في التخلي عن كثير من هواياته وميوله.. كما ان التفاعل الاجتماعي لديه يبدأ في التلاشي فيميل الى اختصار الأصدقاء . ويميل الى الراحة وسلوك طرق معينة لا تجهده.. ولا تسبب له قلقا. وكل هذه الأشياء تتماشى مع مراحله الزمنية المتبقية له في هذا العالم الحي.. وقد يدلل على هذا بما يجري في الاجتماعات المحدودة بين الأصدقاء .. حيث يبدأون في الحديث عن فلان وفلان وكيف كان يعمل وكيف كان بارزا في أمور معينة.. ويبدأون في الحديث عن قدراته في الرحلات البرية. وتميزه في معرفة الأمور المهمة في هذه الرحلات. من نصب الخيام. والطبخ وتحمل ذلك عن سواه.. والصيد.. ومزحه الدائم لتعطير الجو بما يسعد وعدم ايجاد فرصة للملل بين «الشلة».
وتجد من يتحدث عن تميزات أيضا لإنسان آخر وتبدأ المقارنات بين واحد وآخر.. ومن المؤسف ان هذا.. لا يوجد له مثيل بين الكتاب. والأدباء .. فهم ينسى بعضهم بعضا بسرعة. وكأنهم لم يتعايشوا مع الحرف والكلمة وكأنهم لم تجمعهم ندوة فكرية أو أدبية وكأنهم لما يتسامروا بالشعر.. لكن في الندوات بين العامة وانصاف العامة تبقى الصور الجميلة في الاذهان. وتكون على شكل شريط يتلألأ رغم مروره بنفق الموت. قبل الموت.
|
|
|
|
|