| المجتمـع
* الرياض الجزيرة:
برئاسة سمو الأمير طلال بن عبدالعزيز رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية عقدت اللجنة التحضيرية لتنمية الموارد للتصدي لظاهرة أطفال الشوارع اجتماعا استعرضت فيه هذه القضية وتداعياتها الخطيرة ودور المجلس بالنسبة لها وكيفية تدبير الموارد اللازمة لمساعدة الجمعيات التي تعمل في هذا المجال ودعم المشاريع الحيوية التي تساهم في معالجة هذه المشكلة والحد من آثارها.
وقد أكد سموه في كلمته التي وجهها الى اللجنة أن الاهتمام بهذه الفئة من الأطفال وفي طليعتهم ذوي الظروف الخاصة هو التزام ديني حثت عليه شريعتنا الإسلامية والأديان السماوية الأخرى وأكدته المواثيق والأعراف الدولية. كما أنه واجب اخلاقي وإنساني تجاه هذه القضية، دعت إليه اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة وان ظاهرة أطفال الشوارع تعد من أخطر القضايا التي افرزتها مشكلات الإنسان في العصر الحديث تتداخل في نموها وحجمها أسباب عديدة سياسية واقتصادية واجتماعية وأسرية وبيئية وأنها تصيب كل دول العالم الثالث عامة والعربية بصفة خاصة، وبالرغم من خطورتها لا توجد في العالم العربي إحصائيات دقيقة إما بسبب خجل الجهات الرسمية في الإعلان عنها أو لصعوبة حصرها بسبب كثرة تنقلات هذه الفئة بين الأماكن المهجورة والشوارع والكبارى والأرصفة وغيرها وإن كان المجلس العربي استنادا الى بعض الدراسات والبحوث الفنية يقدر عدد أطفال الشوارع في العالم العربي ما بين سبعة وعشرة ملايين طفل. وأيا كان عدد هؤلاء الأطفال فإن الأديان السماوية وقيمنا العربية تدعونا للوقوف إلى جانب هذه الفئة من أبنائنا وبناتنا التي فقدت عائلها أو هرب منها وحرم بالتالي من كل وسائل الرعاية والحماية وانساق بلا وعي أو تحت الضغط الى الشارع لكي نمد لهم يد العون والمساعدة، حتى لا ينام طفل عربي في الشارع، ويتعرضوا للجنوح والهلاك.
وأضاف ان أخطر ما يتعرض له أطفال الشوارع هو استقطاب المجموعات المنحرفة لهؤلاء الأطفال واستخدامهم كأدوات سهلة ورخيصة للأنشطة غير المشروعة في تهريب وترويج المخدرات وارتكاب الكثير من جرائم الاعتداء على النفس والمال كالقتل والضرب والسرقة الى غير ذلك من اعمال العنف واحداث الأضطرابات وكذلك استغلالهم في الممارسات المنافية للآداب والأعمال الرخيصة وإدمان المخدرات وما ينجم عن ذلك من انتشار الأوبئة والأمراض. الخطيرة الفتاكة التي تهدد سلامة المجتمع وبالتالي يصبح هؤلاء الأطفال الصغار رهائن لواقع مشوه ضلت طريقها بسبب قسوة الظروف أو أخطاء الكبار.
وأشار أيضا الى التجارب العربية التي تساهم بجهود طبية في التصدي لهذه الظاهرة وأكد ان المجلس العربي للطفولة والتنمية وامتداداً لدوره في علاج هذه المشكلة قد وضع مشروع استراتيجية عربية للتصدي لهذه الظاهرة بشقيها العلاجي والوقائي بالتعاون مع المؤسسات الدولية والجمعيات الفاعلة في بعض البلاد العربية. كما قرر المجلس البدء بحملة لدعم هذه المؤسسات والمشاريع العربية الناجحة من خلال عدة اساليب من بينها إقامة الحفلات الخيرية التي يدعى لها أصحاب الخير ويؤول عائدها لدعم هذه المشاريع الحيوية لصالح أطفال الشوارع وستكون أولى هذه الحفلات في القاهرة في شهر يونيو القادم وسوف يشارك في هذه الحفلات نخبة من النجوم العرب الذين تطوعوا لهذا العمل الإنساني.
وأهاب بمؤسسات المجتمع المدني وبالمعنيين بهذه القضية في الجهات الحكومية والقطاع الأهلي في الاقطار العربية ان تهتم بهذه المشكلة على قدر حجم خطورتها وان تدعم برامجها ومشاريعها لخدمة هذه الفئة حيث يمكن بالمساعدة والدعم والرعاية أن يتحول أطفال الشوارع الى فئة نافعة منتجة لا فئة ضارة هدامة.
|
|
|
|
|