|
| القرية الالكترونية
* حوار فهد الزغيبي:
«وهل هناك أجمل من يوم عيد الأضحى المبارك لإصدار أمر يتعلق بتطوير الوطن الذي قدم لأبنائه الكثير ولا زال يقدم للجميع الكثير؟ كان هذا اليوم هو اليوم الذي خرجت فيه برقية سمو سيدي ولي العهد حفظه الله لتكليف جمعية الحاسبات السعودية بتطوير تقنية المعلومات في المملكة».
كان هذا هو أول ما قاله الدكتور خالد الغنيم رئيس جمعية الحاسبات السعودية عندما التقته وحاورته «الجزيرة» حول خطط الجمعية نحو هذا التكليف الكبيروالذي لا يستغرب من دولة تسعى بكل قوتها للحاق بركب التطور المعلوماتي العالمي ولا يستغرب أيضا من رجل عرف بدعمه لمشروعات المعلوماتية والتكنولوجيا.
تعريف بالجمعية.
وفي البداية كان لنا طلب من الدكتور خالد الغنيم لإعطاء فكرة تعريفية حول الجمعية ونشأتها وأهدافها للقارئ الكريم في حال كان لا يعرفها جيدا.
وتحدث الدكتور خالد بقوله جمعية الحاسبات السعودية هي جمعية علمية وطنية غير ربحية أنشئت بموجب قرار المجلس العلمي بجامعة الملك سعود في 17/5/1408ه وتعنى بالنشاطات والبحوث المتعلقة بالتقدم العلمي والثقافي في مجال الحاسب الآلي وتهدف الجمعية إلى تنمية وتطوير الفكر العلمي والمساعدة في تطوير حركة التقدم العلمي بالمملكة وتيسير تبادل الإنتاج العلمي والأفكار العلمية كما تهدف إلى تقديم المشورة والدراسات اللازمة لرفع مستوى الأداء في المؤسسات والهيئات المختلفة وتفتخر الجمعية بكون صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان هو الرئيس الفخري لها والذي كان له الأثر الكبير في دفع مسيرة الجمعية في كل الاتجاهات.
الهند والتطور المعلوماتي الهائل
وعند سؤالنا للدكتور حول الأسباب والخلفيات التي دعت لتبني خطة وطنية متكاملة لتطوير تقنية المعلومات في المملكة؟
إن جمعية الحاسبات السعودية هي التي تتولى الإشراف على المؤتمرات الوطنية للحاسب الآلي والمعلومات في المملكة ومنذ أكثر من )9( سنوات وهذه المؤتمرات تطالب بوضع خطة استراتيجية وطنية لتطوير قطاع المعلومات وأضاف الدكتور ولقد سبقتنا في هذا المجال دول كثيرة ومنها الهند والتي زرتها شخصيا واطلعت على الثورة المعلوماتية هناك إذ إن كل مسجد يحتوي على معهد لتدريب الخياطة وآخر للحاسب الآلي في مدينة بانجلور والتي تعتبر وادي السيليكون في الهند)إشارة إلى وادي السيليكون في أمريكا والذي يضم قطاع تقنية المعلومات(. وفي الهند يعود فضل الخطة الوطنية هناك لشخص واحد رجع من الولايات المتحدة وأقنع رئيس الوزراء بضرورة استغلال الطاقات الهندية المختلفة في مجال تقنية المعلومات وحظيت هذه الفكرة بدعم مباشر من رئيس الوزراء مما أدى في الوقت الحالي إلى أن أكثر من 30% من البرامج تكتب في الهند حتى أن أكبر الشركات العالمية تملك مكاتب لكتابة البرامج هناك مثل مايكروسوفت وآي بي ام وأوراكل وغيرها الكثير وأيضا لاحظت أن رواتب الموظفين هناك شيء لا يصدق فهي مرتفعة جدا والجميع هناك يفخرون بأنهم يدرسون حاسب آلي لأنها أصبحت المجال المتاح للوظائف وبشكل كبير حتى أني ذهلت شخصيا عندما قمت بزيارة أحد الشركات التي توجد في أحد المباني غير المكتملة البناء وتقع في العراء وطريقها ترابي وهذه الشركة حاصلة على 3 مشاريع لتطوير البرامج من شركة أمريكية وهذا أدى إلى أن تصبح الهند دولة حاسوبية كبيرة ففي إحصائية عام 1998م وجد أنه في مقابل )500( شخص هناك جهاز كمبيوتر وهذه نسبة مرتفعة في دولة فقيرة وعدد سكانها يفوق المليار نسمة وترغب الهند بمضاعفة هذه النسبة إلى عشرة مرات أي جهاز واحد لكل 50 شخص كما تهدف أيضا إلى أن تصل صادراتها من تجارة صناعة المعلومات إلى )50( مليار دولار في عام 2008م.
وفي إيضاحه لخطط تطوير تقنية المعلومات حول العالم أشار الدكتور إلى أن الأردن تعتبر من الدول العربية الأكثر اهتماما إذ إنها تملك خطة وطنية وبإشراف مباشرمن الملك عبدالله حاكم الأردن ومن قبل توليه الحكم.
وأوضح الدكتور الغنيم أن أول دولة وضعت خطة وطنية لتطوير تقنية المعلومات هي اليابان وكان هذا في عام 1972م وخصصت ميزانية قدرها )65( مليار دولار في المشاريع المعلوماتية في الفترة من عام 1972م إلى 1985م
خلفيات تكوين القرار
كانت أول مطالبة بوضع خطة تطويرية شاملة قد طرحت في المؤتمر الثاني عشر للحاسب الآلي في جامعة الملك سعود في عام 1411ه .
أما عن خلفيات تكوين القرار الحالي فأشار الدكتور إلى أن هذا القرار صدربعد توصيات من اللجنة الوطنية العليا لمشكلة الحاسب لعام 2000م، بناء على توصية معالي وزير المالية والاقتصاد الوطني الدكتور إبراهيم العساف للمقام السامي.
ومن أبرز تلك التوصيات:
وضع خطة وطنية لتطوير تقنية المعلومات في المملكة.
عقد اجتماع سنوي لمديري الحاسب الآلي.
وضع مواصفات عامة تكفل سهولة تبادل المعلومات والبيانات بين أجهزة الدولةالمختلفة.
تبني النظم المفتوحة )Open Systems( .
الاعتماد على الكوادر الوطنية.
ومن أبرز النقاط تكليف الجمعية بتقديم الاستشارات الفنية للجهات الحكومية والخاصة عن طريق أعضائها المختلفين.وقد انتهت الجمعية من وضع تصور مبدئي لكيفية اعداد الخطة يتضمن أهداف الخطة ومحاورها الفرعية، كما يتضمن كذلك التكاليف اللازمة لوضع الخطة ومتابعتها.وسيرفع هذا التصور خلال الاسبوع القادم للجهات العليا لاعتماده إن شاء الله.
تعريف وزارة الصناعة بحقيقة صناعة المعلومات
وأضاف الدكتور أن الدكتور عبدالعزيز الجزار وهو رئيس لجنة تقنية معلومات في الغرفة التجارية يقوم بتعريف القطاعات الحكومية وعلى رأسها وزارة الصناعة بمنطق ومفهوم صناعة المعلومات والتي تواجه عوائق كثيرة في المملكة في أن الكثيرين لم يفهموا ما هو المقصود منها. فصناعة المعلومات هي في كل دول العالم صناعة قائمة وأساسية وهي صناعة المستقبل بغض النظر عن طريقتها فهي كما هو معروف تقوم على تحويل مهارات وخبرات وأفكار الأشخاص إلى برامج ومنتجات للاستخدام التقني والمهني وما يقوم به الدكتور الجزار هو من ضمن خطة تطوير تقنية المعلومات عن طريق شرحها لصناع القراروما أكبر دليل على اهتمام ولاة الأمر والمسؤولين بهذا الأمر إلا صدور البرقية في يوم عيد الأضحى المبارك مع أنه يعتبر إجازة رسمية للدولة ولم ينتظر لما بعد الإجازة والحديث للدكتور الغنيم.
وأردف الدكتور وما أثار حماسي وحماس أعضاء الجمعية أيضا هو أن التكليف الصادر من المقام السامي وصل للجمعية بعد انتخابات الجمعية واختياري رئيسا لها بيوم واحد فقط وهذا ما يجعلنا نضاعف الجهد لنكون عند حسن الظن. وبعد وصول البرقية قمنا بتشكيل فريق عمل لوضع دراسة تصورية عن الخطة المقترحة لإعداد خطة وطنية لتطوير تقنية المعلومات في المملكة ليتم فيما بعد رفعها للمقام السامي وإصدارالتوجيه حيالها.
وأشار الدكتور إلى أن فريق العمل كون برئاسة الدكتور خالد السبتي ويساعده كل من الدكتور سعد القصبي والدكتور توفيق الربيعة ولقد قاموا بجهد جبار يشكرون عليه وبعد ذلك تم تقسيم الخطة على أعضاء مجلس الإدارة ليقوم كل عضو بالبحث في عنصر من عناصر الخطة لكي يظهر العمل بالشكل المرضي والمرغوب.
الدعم المالي أكبر المعوقات .
وبالتنسيق مع فريق العمل تم مقابلة معالي الدكتور عبدالله الفيصل مدير جامعة الملك سعود ووكيل الجامعة للبحث العلمي والمشرف العام على الشؤون الإدارية والمالية في الجامعة لمناقشة سير وتنفيذ الخطة الوطنية فبكل تأكيد هذه الخطة الوطنية لا يمكن أن تنفذ وتتم بدون تكاليف مالية فالجمعية جميع من يعمل فيها هم أشخاص متطوعون ولا يدفع لهم مقابل عن أعمالهم فيها وشيء بديهي أن أي جهة تريد الجمعية الاستفادة منها في تطوير تقنية المعلومات ستطلب مقابلاً لذلك ولهذا وجب التنسيق مع الجامعة بصفتها الجهة الراعية للجمعية لمعرفة الطريقة التي سيتم من خلالها الحصول على التمويل المادي اللازم لعمل الجمعية. وتم كذلك مقابلة بعض المسؤولين في وزارة المالية لبحث التمويل المادي وأيضا حرصت الجمعية على مقابلة جميع من يكتبون عن تطوير تقنية المعلومات في المملكة ومنهم الدكتور محمد مندورة )عميد كلية الحاسب سابقا( والذي عرف بكتاباته وبحوثه ودراساته حول تطبيق تطوير تقنية المعلومات في القطاع الحكومي وكذلك أيضا الدكتور عبدالرحمن المازي وهؤلاء الأشخاص أفادوا كثيرا في وضع خطة تصورية شاملة لتطوير قطاع تقنية المعلومات في المملكة.
حتمية وجود خطة عاجلة
ويضيف الدكتور يجب عند وضع خطة وطنية شاملة لتطوير تقنية المعلومات أن يستفاد من التجارب السابقة لبعض الدول ومن هذه الدول تبرز الهند التي وضعت خطتين أحدها قصيرة الأمد وتنفذ خلال بضعة أشهر وأخرى طويلة الأمد تنفذ على عدة سنوات ولذلك تقترح الجمعية وضع خطة عاجلة ينتهى منها خلال عام واحد على أكثر تقدير وأثناء ذلك يتم متابعة العمل من خلالها لتكون خطة تطويرية شاملة عن طريق النظر إلى المشاكل الملحة وحلها بسرعة كبيرة لتستمر الخطة في التطويرالمرجو منها.
تبني ولي الأمر سيكون أكبر حافز
ويوضح الدكتور الغنيم أن مثل هذه الخطة بحاجة إلى أمرين رئيسين هما: تبني الخطة بشكل مباشر من ولي الأمر سيعطي الخطة قوة تنفيذية لتتم عملها بالشكل المطلوب والمرجو منها فهذه الرعاية ستضمن للخطة القوة الحكومية التي تستطيع من خلالها تنفيذ ما أنيط بها لتطوير تقنية المعلومات في جميع الجهات الحكومية براحة وتسهيلات كبيرة.
توفير الدعم المالي المناسب سيوفر للخطة التنفيذ على أعلى مستويات الكفاءة وأيضا الاستفادة من آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا في العالم. وأوضح الدكتور الغنيم أن جميع الخطط الوطنية لتطوير تقنية المعلومات حول العالم ترتبط مباشرة بحاكم ورئيس الدولة أو بنائبه وولي عهده.
الجمعية ليست لينكس Linux
وفي سؤال للجزيرة حول المرحلة التي وصلت إليها الجمعية في تعريب نظام تشغيل لينكس Linux )وهو نظام مفتوح( وهل سيتم الانتهاء منه قريبا؟
أجاب الدكتور خالد الجمعية ليست لينكس. لينكس هو فقط نشاط واحد من نشاطات الجمعية والتي منها المؤتمرات والندوات والنشاطات التدريبية والذي يعتبر ناجحا جدا وكذلك هناك نشاط الاستشارات كما ذكرت سابقا ونشاط الإعلام الذي يصدر مجلة عصر الحاسب والتي يرأس تحريرها الدكتور عبدالرحمن العريني، والجمعية من نشاطاتها دعم مجموعات الاهتمام الخاص ومنها لينكس ومن أبرز أولوياتها نشر الوعي بلينكس وتعريف المستخدمين به في المعارض والمؤتمرات وكان للجمعية مشاركة في معرض جيتيكس في دولة الإمارات العام الماضي للتعريف بلينكس وكذلك شاركت الجمعية في معرض الرياض الأخير للحاسب الآلي وتقديم نبذة تعريفية للمستخدمين حول لينكس وكذلك من نشاطاتها تعريب لينكس وبما أن لينكس هو نظام مفتوح فيمكن تعريبه بعد معرفة التقنيات المستخدمة فيه ولقد بدأت الجمعية الصيف الماضي بهذا المشروع عن طريق استقطاب عدد من طلاب البرمجة في كلية الحاسب الآلي في الجامعة كجزء من تدريبهم الصيفي للمشاركة في تعريب النظام بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وتحت إشراف كل من الدكتور إبراهيم الخراشي والدكتور عبدالرحمن الجضعي وتم أخذ الدعم من شركات متفرقة منها شركة النهلكومباك والتي قامت بتوفير أجهزة الحاسب وشركة الجريسيبتلكو )أثير( التي وفرت مكافآت الطلبة وتمكنت المجموعة بحمد الله من تعريب برنامج التحريرالخاص بلينكس وستتواصل الجهود الصيف القادم إن شاء الله .
دورات المستخدمين
وحول سؤال عن الدورات التي توفرها الجمعية لمستخدمي الحاسب الآلي في المملكة أجاب الدكتور بقوله:
تقيم الجمعية العديد والكثير من الدورات وتصدر الجمعية منشورات وجداول الدورات خلال العام وفي العام الماضي أقامت الجمعية ورش عمل متخصصة ومتقدمة ولا يفوتني أن أشكر الدكتور إبراهيم الخراشي الذي قام بجهد يشكر عليه في إقامة تلك الدورات.وسنقيم بمشيئة الله دورة متقدمة في تقنيات الشبكات في بداية الفصل القادم.
مشروع وطني
وحول وطني وهل ستشارك الجمعية في إعداده الجديد وستوفر خطط جديدة للمضي فيه وتنفيذه؟
تحرج الدكتور من الحديث في هذا الأمر ولكنه في النهاية قال مشروع وطني هو خطوة قوية وكبيرة نحو عصر المعلوماتية خاصة وانه يستهدف أبناء هذا الوطن والجيل القادم ولقد أرسلت نسخة من التقرير الخاص بخطط مجموعة لينكس لإدارة المشروع والأخوة في مشروع وطني متحمسون ومستعدون لدعم تلك الخطط خاصة وأن الخطة الوطنية تحوي بند الثقافة والتعليم كأول بنودها المحتاجة للتطوير واعتماد النظام المفتوح في مشروع وطني سيوفر الكثير من التكاليف المالية الباهظة خاصة وأن البرمجيات المغلقة تباع رخصها بأسعار مرتفعة جدا وتكلف الدولة ما يقارب 57 مليون ريال على الأقل سنويا لشراء تلك التراخيص كما أن النظام المفتوح يوفر بيئة برمجة مناسبة لصغار السن كما هو في دول أخرى مثل الصين هذا هو التعاون بيننا وبين وطني وأتوقع أن يكون لمشروع وطني دور كبير في الخطة الوطنية لتطوير تقنية المعلومات في المملكة إذا أقرت سياسة العمل فيه.
«الجزيرة» تقترح نسخة الطالب من البرامج
ووجهت «الجزيرة» سؤالا مباشرا للدكتور هل ستسعى الجمعية لتبني خطة تستطيع من خلالها توفير البرامج المغلقة المصدر والمرتفعة الأثمان للطلاب بأسعارمخفضة تبلغ 10% من قيمتها الأصلية خاصة وأن هذا هو المعمول به في الدول الأخرى في ظل التزام المملكة بقانون حماية الحقوق الفكرية ومحاربة نسخ البرامج؟أشاد الدكتور بسؤال «الجزيرة» وصرح أن جامعة الملك سعود تقوم حاليا بمفاوضات مع عدد من الشركات لتوفير مثل هذه النسخ لطلابها. أما عن دور الجمعية في ذلك قال الدكتور: إن هذا اقتراح جيد وممتاز وستقوم الجمعية إن شاء الله بتكوين لجنة طلابية تستطيع من خلالها معرفة المشاكل التي تواجه الطلاب في الحاسب الآلي وتعيقهم عن مواصلة التعلم ففي الهند اعلنت جامعة IIT مؤخرا عن توفر جهاز كمبيوتر حديث ورخيص جدا إذ يبلغ سعره 200دولار فقط وأطلقت عليه اسمSimputer وستسعى الجمعية لتبني فكرة مماثلة في المستقبل إن شاء الله.
وفي الختام شكر الدكتور خالد الغنيم جريدة الجزيرة على اهتمامها بالقضايا المحلية لتقنية المعلومات، ودعا إلى مزيد من التواصل بين الجمعية والصحف المحلية لمعالجة تلك القضايا ولتوعية مستخدمي الحاسب الآلي بدور الجمعية في هذا المجال.
|
|
|
|
|
