محمود فعلك فيهمُ محمودُ
وفعالهم بين الخلائق سودُ
مرمشتهم وتركتهم في ذعرهم
يستصرخون: ممدَّدٌ وقعيدُ
والذعر في أعراقهم متناسلٌ
والذعر فوق جباههم معقودُ
لا يجرؤون على التحام في وغى
أو تعتليهم في اللقاء بنودُ
لكنهم في الغدر شر أئمةٍ
والغدر طبع في النفوس بليدُ
متغطرسون ذوو طباعٍ فظَّةٍ
أصحاب كيد ماكرون يهودُ
يستأسدون على الضعيف فإن بدا
رجل فهم مستأنسون قرودُ
بادرت تردي بالغين أتوابهم
كي يرهبوا أطفالنا ويكيدوا
ومضوا وأقبح ما حووه يسوقهم
البطش والتنكيل والتشريدُ
قصفوا بأنكى آلة ظفروا بها
من كف سامَ تخطَّفتْه البيدُ
تلقي القنابل في البيوت تدكُّها
وتمور أرض تحتها وتميدُ
وتناوشوها بالصواريخ التي
ليست سوى المستضعفين تصيدُ
هم يفتكون بطفلة في مهدها
أترى تخيف الظالمين مهود
وينكِّلون براكع وبساجدٍ
أترى سيُخذل ركَّعُ وسجودُ
وغدا سيثأر كل مهد في الدنى
ويقيم حظ العابد المعبودُ
وتحطم العجل المهين عواصفٌ
وتدمر الرجس الذميم رعودُ
لا يعرفون من الفضائل خصلةً
أو يستقيم مع اليهود وعودُ
كلا ولم يرعوا المودة ساعةً
إن الوفاء عن اليهود بعيدُ
أجلتهمُ عن أرضها أوربةٌ
وسخت لكيلا يرغبوا ويعودوا
وتلقفتهم بعدها أمريكةٌ
وتتابع التمكين والتأييدُ
أغراهم ضعف ألمَّ بأمة
كانت على أمم الزمان تسودُ
فيها الإمامة والرسالة والندى
والهَدْيُ والتنزيل والتوحيدُ
صيغت على الخير العميم حياتها
والخير ينقص تارةً ويزيدُ
فتهامس الأنذال نحو عرينها
وتآمروا كي يغنموا ويقودوا
والضعف يُغري كل صاحب غدرةٍ
ويقوم يطمع في الضعاف عبيدُ
لكن وعد الله فيها قائم
إن قام جيل بالكتاب رشيدُ
والوعد نصر للتقيِّ ورفعة
والوعد في حق الشقي وعيدُ
إذ ينبئ الحجر الأصم وينحني
شجر الكماة وينبري الصنديدُ
ويجيء وعد الله فتحا ناجزاً
وتخيب للشيطان ثمَّ وعودُ
هي أرض ميعاد لجيش محمدٍ
ومصيرهم في خيبرٍ سيعودُ
ما ساد بين الناس قط مخادع
أو حاز مجد المكرمات حقودُ
أو كان حاخام لحق حافظاً
هو ناكثٌ حقَّ الحياة مريدُ
سفكوا الدماء زكية وتعللوا
بالزور حتى يفجروا ويبيدوا
ويمارسوا الحيل التي جبلوا على
تلفيقها وسجلهم معهودُ
حرموا المحامد في الحياة ففيهمُ
حبل الفواحش والخنا ممدودُ
وفدوا من الآفاق شذاذاً فلا
يرجى لهم عيش يقوم سعيدُ
بل ذلة وتمزق وتناحرٌ
وتشتُّتٌ بين الصفوف شديدُ
لا يستوي مستوطن ومواطنٌ
ومرابط في أرضه وطريدُ
ونقيُّ ثوب طاهر متوضئٌ
وخدين فحش فاجر عربيدُ
إنا لنرجو الله في عليائهِ
والله برٌّ بالعباد ودودُ
أن يجعل الفردوس مثواك الذي
يرجوه متجهٌ إليه شهيدُ
ونرى شباباً للفداء تسابقوا
يُدنون نصراً كلهم محمودُ