| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة.. بعد التحية
الحقيقة تسر كثيرا عندما تشاهد قطاعاً حكومياً في أي مكان من بلادنا الغالية يدار بشكل جيد ومنظم وخصوصا إذا علمنا محدودية الإمكانات المتاحة لهذا القطاع مقارنة بأمثاله من القطاعات الاخرى، لاسيما وإذا كان الأمر يتعلق بأعز ما يبحث عنه الانسان.. ألا وهو الصحة..
وخلاصة القول انني قمت بزيارة محافظة المذنب ولأول مرة وكانت الزيارة خصيصا لمستشفى المذنب العام بقصد العلاج لأحد أبنائي لدى الدكتور القدير/ إبراهيم أبو شماله.. والحقيقة أني مكثت في المستشفى قرابة أربعة أيام كمرافق اندهشت لما لاحظته من تنظيمات جيدة لا تتوفر في كثير من مستشفيات بلادنا الغالية ومنها على سبيل المثال:
ü انسيابية العمل بدءًا بإجراءات الدخول وفتح الملف ومرورا بمراحل المعالجة بما في ذلك التنويم والعمليات وخدمات طاقم التمريض.. وانتهاء باجراءات الخروج المعدة من قبل الأقسام المختلفة دون تدخل من المريض أو مرافقه فقط بمجرد أن يقوم الطبيب المعالج بالتأشير عند زيارته للمريض بالخروج تتم الإجراءات بشكل تلقائي وذلك على خلاف بعض المستشفيات الأخرى حيث ان المريض أو مرافقه «يركض» من قسم لآخر بغية التسريع في إنهاء تلك الإجراءات ولو لم يعمل بهذا الأسلوب ربما يمكث في المستشفى ماشاء الله أن يمكث.
ü التعامل الراقي من قبل كافة المسئولين بالمستشفى وعلى رأسهم الأستاذ/ محمد المانع مدير المستشفى فالرجل لا يهدأ له بال حتى يقوم بزيارة المرضى والاطمئنان على صحتهم والوقوف على احتياجاتهم وذلك بشكل مستمر، وعلى نفس النمط الاخصائي الاجتماعي ومسئول التغذية ومسئول النظافة وحتى على مستوى الأمن الخاص بالمستشفى نجدهم على مستوى عال في تعاملهم مع المرضى والزوار وحضور دائم طوال ال 24 ساعة وبنفس الروح العالية.
والحقيقة أن الدولة أيدها الله لم تأل جهدا في سبيل تقديم مافي وسعها من أجل راحة المواطنين في شتى المجالات وخصوصا في الجوانب الصحية وهي في ذلك تدفع الغالي والنفيس من أجل توفير الأطباء الأكفاء والأجهزة الطبية والمباني والأدوية وكلنا ندرك ضخامة تكاليف هذه الأمور وغير ذلك من تكاليف محسوسة وغير محسوسة...
فالسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا تلك الإمكانات تستغل في مكان ما بشكل جيد ومقبول ونفسها أو قد يكون أفضل منها يساء استخدامها أو لا تستخدم بالشكل المطلوب في مكان آخر؟ ثم هل توفر الإمكانات المادية وحدها يمكن ان يخلق لنا منفعة كاملة أم أن هناك قوة خفية وراء تفعيل تلك الامكانات وجعلها تتفاعل لخدمة الصالح العام؟
نحن في هذا الوقت بأمس الحاجة لدعم الكفاءات وتشجيع المبدعين وخلق بيئة تنافسية بين القطاعات المتشابهة من حيث نوع الخدمة ويكون دور المواطن إيضاح ذلك من خلال وسائل الإعلام المختلفة ويكون للجهة المسئولة دور بارز من خلال تشكيل لجنة «دائمة» أو قسم في المركز الرئيسي للجهاز «الوزارة» تضع معايير معينة يمكن من خلالها قياس أداء هذا الفرع ومقارنته بغيره من الفروع ومن خلال ذلك نستطيع أن نكافئ المحسن حتى ولو معنويا.«خطاب شكر درع أفضل فرع» وفي المقابل نعاقب المسيء، ونستطيع أيضا تكوين قاعدة بيانات عن كل فرع تستطيع اللجنة من خلال تلك القاعدة نقل الأساليب الراقية في فرع من الفروع إلى غيره وتعمل«هذه اللجنة» على تنسيق الزيارات المتبادلة بين الفروع بهدف تبادل الخبرات. والنتيجة، ان ما نراه في مستشفى المذنب العام من تعامل راق، يدل على النزعة الإيمانية القوية، والخلق الفاضل وحب العمل والإخلاص والتفاني، وذلك التفاهم والانسجام المطلق بين منسوبي المستشفى والعمل بروح الفريق الواحد، فكيف نعمل على نشر هذا الأنموذج الإنساني المتميز في مملكتنا الحبيبة في مرافقنا الصحية وغيرها؟ سؤال أطرحه أمام أنظار معالي وزير الصحة وفقه الله، وله من الله العون والسداد.
وختاما اقدم شكري وتقديري لكافة المسئولين بوزارة الصحة وعلى رأسهم معالي الوزير على اهتمامه المتواصل ومتابعته المستمرة للرقي بكافة مستشفيات بلادنا الغالية ولمدير عام الشئون الصحية بمنطقة القصيم ولمدير مستشفى المذنب العام وللدكتور/ إبراهيم أبو شماله ولكافة العاملين وأهالي المذنب لزياراتهم المتواصلة للمرضى عامة والدعاء لهم مما يكون له أكبر الأثر في تخفيف معاناة المريض، وهم بذلك يحتسبون الأجر والثواب.
والله من وراء القصد،،،
غازي بن مالح الشمري
وزارة الشئون البلدية والقروية
|
|
|
|
|