| العالم اليوم
رغم أننا مازلنا نركب السيارات الأمريكية ونأكل الهمبرجر ونفضل صناعات العم سام حتى على ما ينتج في بلداننا العربية والإسلامية في ظل عقدة )المستورد الأجنبي( إلا أن الكثيرين منا، من الناس العاديين إلى السياسيين المحترفين أخذوا يشككون في التقارير السياسية التي تصدر من واشنطن وبالذات التي يكون مصدرها الكونغرس الأمريكي بشقيه مجلس النواب ومجلس الشيوخ، لتأكدنا من أن تلك التقارير تعد من قبل متخصصين يهود أو صهاينة أمريكيين حتى بات من المتعذر أن يخلو تقرير يصدر عن الكونغرس الأمريكي له علاقة بالدول العربية إلا ويحمل اساءات متعمدة الى العرب والمسلمين، في حين ان لم يكن يتضمن اشادات وتنويهاً بإسرائيل، فإنه يغفل عن عمد ذكر أي خروقات لإسرائيليين حتى وان كانت تتسبب في قتل البشر وتجويعهم وتدمير قدراتهم الاقتصادية والمعيشية.
آخر التقارير المضللة والاستعدائية ضد العرب ما أصدرته ما تسمى ب«لجنة الحريات الدينية الأمريكية» التي قام وفد منها بزيارات لعدد من الدول في المنطقة العربية منها مصر وفلسطين وإسرائيل، ولأن هدف زيارة اللجنة البحث عن أوراق ضغط على مصر حتى «تساير» صهاينة أمريكا وتغمض قيادتها عيونها عن الافخاخ التي ينصبها الإسرائيليون للفلسطينين بأيدٍ أمريكية من خلال ما يقدم من مشاريع استسلام تحت مسميات السلام، فقد جمعت اللجنة ما أسمته ب«أدلة» على اضطهاد مصر للمسيحيين والبهائيين، وأن أعضاء اللجنة الذين التقوا شيخ الأزهر وبابا الأقباط اللذين أوضحا للأعضاء ما يتمتع به المجتمع المصري من سماحة في التعامل الديني واصرار شعبي على النسيج الوطني، والذي دفع جميع الرموز السياسية والوطنية والدينية من المسلمين والمسيحيين بالامتناع عن مقابلة أعضاء اللجنة كتعبير على «دس الأنوف الصهيونية» في الشؤون الداخلية المصرية، إلا أنه ورغم كل ما وجدته اللجنة في مصر، جاء تقريرها مليئا بالمغالطات وعبارات التحريض ضد قيادة مصر ومؤسساتها السياسية والدينية وضد المصريين جميعاً، ولقد عجبت وسيعجب المصريون حينما يقرأون ما ذكره التقرير من اضطهاد البهائيين في مصر.. فالذي أعرفه من خلال زياراتي المتكررة لمصر، أنه لايوجد في مصر هذه الفرقة المنحرفة، فلماذا هذا الاختلاق الذي يعزز قناعتنا التي تزداد كل يوم بعدم مصداقية ما يصدر عن الكونغرس الأمريكي ولجانه من تقارير تخص الدول العربية والتي تمتلئ بالأكاذيب وعبارات الاستعداء والتحريض ضد العرب جميعاً، وتخلو من أي ادانة أو حتى ملاحظة ضد إسرائيل التي زارها أعضاء اللجنة، وشاهدوا بأعينهم ما تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة من انتهاكات دينية وإنسانية، فالإسرائيليون دمروا المساجد والكنائس وقتلوا المصلين وهم يؤدون الصلاة ومزقوا وأحرقوا المصاحف وهدموا الكنائس ومع هذا لم يتضمن تقرير لجنة حرية الأديان أي كلمة تدين قتلة الأنبياء.
لمراسلة الكاتب
Jaser@Al-Jazirah.com
|
|
|
|
|