| مقـالات
أقدر الوضع الحالي للبارونة «مارجريت ثاتشر» الرئيس الأسبق للحكومة البريطانية عن حزب المحافظين بعد ان بلغت سن اليأس السياسي وحياة الانكفاء.. والانطفاء.. وفقدت تألقها السياسي بعيداً عن الأضواء عشقها الأول.. والأخير التي أصبحت حكراً على الشخصيات الهامة التي تؤثر في الأحداث.. وتتفاعل بها ومعها.. وهذا ما لا ينطبق على السيدة «ثاتشر».. ولأن ليس لديها ما تقول.. أو تفعل مما يثير اهتمام الرأي العام البريطاني وجدت في أحداث التفجيرات الأخيرة في أمريكا فرصة ذهبية للعودة إلى الأضواء!! ولما لم تجد لديها شيئاً ذا قيمة وجدت ضالتها في «وصلة» ردح من العيار الثقيل تكيله للإسلام.. والمسلمين يتوافق نفسياً مع التيارات المعادية في بريطانيا «العظمى».. وتضمن نشره في صحيفة «التايمز» الواسعة الانتشار.. من خلال تصريح يفيض.. حقداً.. ولؤماً.. ومغالطة!! بالرغم من تصريح «طوني بلير» رئيس الحكومة البريطانية أكثر من مرة آخرها الاسبوع الماضي عندما اثنى على «الدور الايجابي الذي يلعبه المسلمون في مواجهة الارهاب.. وشجبه».. وإشارته الى ان «الجريمة روّعت المسلمين الاتقياء في كل مكان.. وهي مناقضة تماماً لتعاليم الإسلام».
* رغم شعوري بالمرارة.. والغضب لكن لكوني مسلماً.. يتخلق بخلق القرآن لن أكون بذيئاً في ردي على السيدة «البارونة ثاتشر» كما فعل ربيبهم «سلمان رشدي» الذي هاجمها في كتابه «آيات شيطانية» THE SATANIC VERSES فكان جزاؤه.. الحماية الأمنية على مدار الساعة داخل وخارج بريطانيا.. والتكريم.. والأوسمة من الدرجات الرفعية لأنه شتم الإسلام ورموزه!!
* وفي ردي لن أهبط الى مستوى الممثل الأمريكي «ميكي روك» MICKEY ROUKE الذي طالب مكتب رئاسة الوزارة إبان عهدها الميمون بطرده من بريطانيا.. وحظر دخوله الى اراضيها.. وذنبه الذي ارتكبه.. وصفه سياسة المز ثاتشر، رئيسة الوزارة حينذاك بكلمة قبيحة وفقاً لما نشرته صحيفة THE DAILY NEWS في 22 مايو/ آذار عام 1989!! لكن كل ما سوف أفعله كرد على انتقاداتها تذكيرها فقط بأشياء ربما غابت أو غُيّبت عن ذاكرتها المشوشة.
* إن العداء.. والخلافات بين الكنيستين البروتستانتية الانجيليكانية.. والكاثوليكية في بريطانيا.. وأعمال الارهاب.. والعنف التي يمارسها المنتمون الى الكنيستين في حق بعضهما البعض في ايرلندا.. وغيرها لا تعد في الغرب من العاهات والمعايب.. لأن المرجعيتين الكاثوليكية في الفاتيكان.. والبروتستانتية في كانتربري.. تدعيان عدم المسؤولية عما حدث ويحدث.
* والتفجير الذي حدث في نيويورك.. وواشنطن.. قامت به فئة ضالة.. موقف الإسلام الحنيف منه.. ومنها واضح وضوح الشمس في رابعة النهار.. عبّر عنه مفتي المملكة العربية السعودية.. ورئيس مجلس القضاء الأعلى.. وخطيبا بيت الله الحرام.. وقبل ذلك شجبت.. واستنكرت قيادة المملكة العربية السعودية العمل الارهابي في موقف واضح.. وحازم ليس بالجديد.. وقد كان للمرجعيات الدينية في طول العالم الإسلامي وعرضه الموقف ذاته بوضوح.. وشفافية.. فماذا تريد «البارونة ثاتشر» أكثر من ذلك؟
* الإسلام أيتها «البارونة» لم يُعلِّق المشانق لآلاف الأبرياء في مشارق الأرض ومغاربها كما فعلتم في مستعمراتكم التي لم تكن تغرب عنها الشمس فراح ضحيتها زعماء شرفاء ومواطنون أبرياء كل جرمهم المطالبة بحرية.. واستقلال بلادهم.. والإسلام لمعلوماتكم لا يجيز التطرف في تطبيق عقوبة الاعدام كما فعلتم أنتم.. ولعلك لم تنسي الأرقام المخيفة لعدد الجرائم التي كان الانجليز يعاقبون مرتكبيها بالإعدام ومن بينها جنح كالسرقة!! وقطع شجرة!! أو قتل أرنب برّي!! كما حدث في عهد الثلاثة الأول من ملوك هانوفر، وكما جاء تالياً في القانون الانجليزي!! ولعلك لم تنسي أيضاً أن كل حي من أحياء لندن كان له مشنقة كمعلم بارز من معالم الحي!!
* وأخيراً.. وليس بأخير.. المسلمون وعبر تاريخهم الطويل لم يلجأوا الى الحروب عند تراجع سياساتهم.. او تقهقرهم الى الصفوف الخلفية كما حدث معك عندما اتخذت قراراً بغزو «جزر الفولكلاندز» عام 1982م.. وشن حرب مباغتة بحجة التراجع الكبير للسياسة البريطانية منذ مأزق السويس عام 1965م!! وهذه الحقيقة ليست من عندي بل جاءت على لسانك حرفياً في كتابك «سنوات داوننج ستريت» صفحة 183.. وهذا غيض من فيض!!
algnaieer@yahoo.com
ص.ب 3434 الرياض 11471
فاكس 4785339 01
|
|
|
|
|