| مقـالات
روى البخاري ومسلم عن الزبير بن عدي، قال: دخلنا على أنس بن مالك، قال: فشكونا اليه ما نلقى من الحجاج، فقال: ما من عام إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم، سمعت هذا من نبيكم.
قال ابن حجر:«ثم وجدت عن عبدالله بن مسعود التصريح بالمراد، وهو أولى بالاتباع»، فأخرج يعقوب عن شيبة من طريق الحارث بن حصيرة عن زيد بن وهب قال: سمعت عبدالله بن مسعود، يقول:«لا يأتي عليكم يوم إلا وهو شر من اليوم الذي قبله حتى تقوم الساعة، لست أعني رخاء من العيش يصيبه، ولا مالا يفيده ولكن لا يأتي عليكم يوم إلا وهو أقل علما من اليوم الذي قضى قبله، فإذا ذهب العلماء استوى الناس، فلا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر، فعند ذلك يهلكون»، ومن طريق الشعبي عن مسروق قال عنه: لا يأتي عليكم زمان إلا وهو شر مما كان قبله، أما إني لا أعني أميرا خيرا من أمير، ولا عاما خيرا من عام ولكن علماؤكم وفقهاؤكم يذهبون ثم لا تجدون منهم خلفاء، ويجيء قوم يفتون برأيهم».
ومن ينعم النظر في حال العالم الاسلامي هذا الزمان يجد ذلك متحققا في عقلية كثير من الجماعات المحسوبة على الاسلام والمسلمين، إذ تظن أن خيرية أمة على أمة نابعة من خيرية حكامها أو وفرة اقتصادها، وبذلك يتأكد قول سيدي عمر بن الخطاب عندما رأى الناس يتطاولون في البنيان في زمانه:
«يا معشر العريب، الأرضَ الأرضَ، إنه لا اسلام إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بامارة، ولا امارة إلا بطاعة، فمن سوده قومه على الفقه كان حياة له ولهم،ومن سوده على غير فقه كان هلاكا له ولهم». وعن الحسن قال:
«كانوا يقولون: موت العالم ثلمة في الاسلام لا يسدّها شيء ما اختلف الليل والنهار».
ومن العجب في هذا الزمان ان يتصدر المفتون، ويصرحوا ببعض الفتاوى التي من مصلحة الأمة والبلاد ألا يصرح بها، وقد جوّز الشرع كتمان الفتوى لمقتضى المصلحة، وسيرة السلف الصالح مليئة بالشواهد والأمثلة، وهذه الفتاوى الصادرة يتلقفها أدعياء الأمة، ويبنون عليها فكرا متطرفا، فيكفّرون المسلمين، والمجتهدين ويصفونهم بالإرجاء وكل ذلك ليس في مصلحة الأمة التي أثقلها التفرق والتمزق، بل ان بعض الجماعات تحاول ان تدفع العالم الشرعي الى اصدار فتوى تناسب أهواءهم، فيرضون عنه إذا وافقهم، ويسبونه، ويكفرونه إذا خالفهم، نسأل الله العفو والعافية، ليزجوا بالمسلمين وأبنائهم الى الموت والهلاك اعتمادا على استنتاج ساذج من فتوى غير صريحة، قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله :
«وقد حقق العلماء ان غلبة الأنبياء على قسمين:
غلبة بالحجة والبيان، وهي ثابتة لجميعهم، وغلبة بالسيف والسنان، وهي ثابتة لخصوص الذين أُمروا منهم بالقتال في سبيل الله».
ولذلك يؤمر المسلمون المستضعفون في مجتمعاتهم اليوم بعدم القتال والمواجهة حرصا على الدماء البريئة، والتركيز على مواجهة الأعداء بالحجة وسلطان العلم والدعوة، ثم يأتي أناس لا يفقهون شيئا في العلم ويدعون بشرعية منهجهم الذي يعتمد على ترويع الآمنين، وقتل المستضعفين، وقد حذر منهم سيدي عمر بن الخطاب فقال:«إن أناسا يجادلونكم بشبه القرآن، فخذوهم بالسنن، فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله عزوجل».
وقد يتطور الهوى، فيصيب المخالف في دينه، قال تعالى:(فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم).
وصدق سلفنا الصالح في قولهم:«أسرع الناس ردة أصحاب الأهواء» مؤكدين لهؤلاء المخالفين ان أعظم أسباب الهزيمة والوهن هو التنازع الذي فرقوا به الأمة فتجدهم يكفرون الناس والمجتمعات، ويدعون الى الارهاب في المجتمعات المسلمة فينسفون الجسور، والأسواق،والمنشآت العامة، وكم فيها من آمن أو مستأمن لا ذنب له، وبعد ذلك تنظر الى حال أهل البدعة والهوى فتجدهم متفرقين شيعا وأحزاباً، يبدّع بعضهم بعضا، ويكفر بعضهم بعضا. قال تعالى:(تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون).
وهذا الخطر في تطرف الفكر الاسلامي أدركه علماء الأمة، بقية السلف الصالح كابن باز وابن عثيمين وناصر الدين الألباني، فحذورا الأمة من هذا الفكر الخارجي الذي انتشر تحت لباس الدين، والذي دفع بالأمة الى الهلاك من عهد الخلفاء الراشدين، ولا زالت تعاني من تطرفه الى هذا اليوم حتى أشغلها بنفسها عن الأعداء وتبليغ الرسالة. روى الترمذي وغيره عن الخوارج:«شر قتلى تحت أديم السماء، خير قتيل قتلوه» وقال عنهم ابن تيمية:
«مستحلين لدماء المسلمين وأموالهم وقتل أولادهم، مكفرين لهم، وكانوا متدينين بذلك لعظم جهلهم وبدعتهم المضلة...».وقال ابن القيم:«والجهاد بالحجة واللسان مقدم على الجهاد بالسيف والسنان» وقال ابن هبيرة في حديث أبي سعيد:«وفي الحديث ان قتال الخوارج أولى من قتال المشركين، والحكمة في ان قتالهم أولى حفظ رأس مال الاسلام، وفي قتال أهل الشرك طلب الربح، وحفظ رأس المال أولى..».
ولا يخفى على لبيب ان الماسونية والعالم الغربي يزرعون ويروجون لمنهج هؤلاء في ضمير الأمة، وذلك بجعلهم رموزاً وأساطير وقدوة للدهماء والغوغاء، ولا يخفى على لبيب أيضا ان التربية الحزبية قد عصفت بهذه الأمة، يدعوننا الى المواجهة مع الحكومات والأنظمة التي لا ترقب في مؤمن إلا ولا ذمة، ولا أدل على ذلك من تأييدهم لنظام صدام حسين الذي شهد العلماء بكفر حزبه ونظامه دون أي تفكير وعرض على ا لكتاب والسنة، متخذين مواجهته لأمريكا دليلا شرعيا على اسلامه، جاهلين بطموحاته التوسعية التي فجرها في بلدين مسلمين هما ايران والكويت مما ضرَّ بالمسلمين هناك...
ان السلف الصالح قد ابتلوا وصبروا ولم يفقدوا صوابهم ولم يخدشوا صفاء عقيدتهم، بل تحملوا المسؤولية وتجاوزوا بدماء المسلمين تلك المراحل الصعبة والعصور المظلمة، منطلقين في ذلك من هدي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ودعوته للأفراد الذين كان يظن فيهم الاستعداد لقبول الحق، وصبر على التعذيب ولم يستعجل، وكف أبناء عمومته عن مواجهة قريش الظالمة، وقال عبارته المشهورة:«صبراً آل ياسر إن موعدكم الجنة».
وقال:«إنكم قوم تستعجلون» ليكون ذلك درسا منهجيا للأمة في كل عصورها ولم يقتصر على ذلك بل أمر أصحابه بالهجرة الأولى والثانية، ولم يأذن له الله بالقتال حتى قويت شوكته حرصا على الدم المسلم، وبكل أسف نجد ان الجماعات الاسلامية في هذا الزمان لم تستفد من قرن كامل، إذ شغلت بالمواجهات السياسية والدخول مع الأنظمة الحاكمة في حروب غير متكافئة مما حد من انتشار الدعوة وكان بالامكان ان تؤثر هذه الجماعات على أولئك الحكام ودعوتهم الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، لأن في صلاحهم صلاحا كبيرا للأمة ودعوتها العالمية.
قال علامة الزمان فضيلة الوالد عبدالعزيز بن باز رحمه الله وأسكنه فسيح جناته في صحيفة «المسلمون» 12/5/1416ه وعدد «557»:
«فقد اطلعت على الجواب المفيد القيم الذي تفضل به صاحب الفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني وفقه الله المنشور في صحيفة المسلمون الذي أجاب به فضيلته من سأله عن تكفير من حكم بغير ما أنزل الله من غير تفصيل فألفيتها كلمة وفيّة قد أصاب فيها الحق، وسلك فيها سبيل المؤمنين، وأوضح وفقه الله أنه لا يجوز لأحد من الناس ان يكفر من حكم بغير ما أنزل الله بمجرد الفعل من دون ان يعلم انه استحل ذلك بقلبه، واحتج بما جاء في ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما وعن غيره من سلف الأمة...»، وقد بين الماوردي السر في ذلك وكأنه مقيم بيننا، فقال في كتابه «درر السلوك في سياسة الملوك»:«مع ان لكل جديد لذة ولكل مستحدث صبوة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:«إن أخوف ما أخاف على أمتي منافق عليم اللسان» فتصير البدعة فاشية، ومذاهب الحق واهية، ثم يفضي الأمر الى التحزب والعصبية، فإذا رأوا كثرة جمعهم وقوة شوكتهم داخلهم عز القوة ونخوة الكثرة، فتضافر جهال نساكهم وفسقة علمائهم بالميل على مخالفيهم فإذا استتب لهم ذلك زاحموا السلطان في رئاسته، وقبحوا عند العامة جميل سيرته، فربما انفتق ما لا يرتق، فإن كبار الأمور تبدو صغارا»، وقال حذيفة رضي الله عنه:«إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة ان يؤثروا ما يرون على ما يعلمون، وان يضلوا وهم لا يشعرون».
لقد أعطى هؤلاء الحزبيون العالم بأسره الدليل القاطع على ان تأييد الكفار ضد الاسلام ضرورة عصرية، فأي دين سماوي يفتي علماؤه بجواز تفجير الأسواق ونسف المرافق العامة وقتل الأبرياء في حين ان نبي هذه الأمة وصّى جيشه الغازي ألا يقتلوا شيخا ولا طفلا ولا امرأة ولا يقطعوا شجرة ولا يدفنوا بئرا، ولا يهدموا كنيسة، وأين هم من تصرف الخليفة المسلم الذي شكا اليه أهل بلد كافر ان المسلمين دخلوا بلدهم على غرة ولم ينبههم الجيش الاسلامي، فطلب ذلك الخليفة من قائد الجيش المسلم ان يخرج عن هذه البلدة وأن ينذرهم ويدعوهم الى الاسلام، فلما رأى المشركون تصرف المسلمين وسماحة دينهم دخلوا فيه طوعا، فالله أكبر مؤكدين على ان نبي هذه الأمة بعث رحمة للعالمين.
لقد فهم الحزبيون أمر التبليغ على طريقتهم وليس على طريقة محمد صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين والسلف الصالح، شغلوا بالسياسة وكأنها فرض عين حتى قال أحد زعمائهم:«أنا لو اشتغلت بالرد على الأشاعرة، فإن الحكومة تضحك من عينيها». وهذا دليل على فهم سقيم لقيمة العقيدة في نفس المسلم وسيطرة للطيش والزيف والتكفير على تلك العقلية التي وصفها المصطفى صلى الله عليه وسلم بأن أصحابها «الخوارج» كلاب النار كما جاء في الصحيحين.
إن حرمة الدماء عظيمة، والأمن والاستقرار مطلبان شرعيان، قال ابن تيمية رحمه الله:«يجب ان يُعرف ان ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين، بل لا قيام للدين والدنيا إلا بها، فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع لحاجة بعضهم الى بعض، ولا بد لها عند الاجتماع من رأس.. الى ان قال لأن الله تعالى أوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يتم ذلك إلا بالقوة والامارة، ولهذا روي: «ان السلطان ظل الله في الأرض»، ويقال:«ستون سنة من امام جائر أصلح من ليلة بلا سلطان» والتجربة تؤكد هذا في كثير من المجتمعات والدول ولهذا كان السلف الصالح كالفضيل بن عياض وأحمد بن حنبل وغيرهما يقولون:«لو كان لنا دعوة مستجابة لدعونا بها للسلطان.. فالواجب اتخاذ الامارة دينا وقربة يتقرب بها الى الله، فإن التقرب اليه فيها بطاعته وطاعة رسوله من أفضل القربات، وإنما يفسد فيها حال أكثر الناس لابتغاء الرئاسة أو المال بها».
أيها السادة:
إن ما عصف بفؤادي وشل تفكيري هو اتهام علمائنا الأفاضل بالكذب والزيف والمداهنة والنفاق على رؤوس الأشهاد، وقد حصل كل ذلك في مقابلة مع أحدهم في قناة الجزيرة، أعادت بثها بعد سلسلة التفجيرات التي هزت أمريكا في 11/سبتمبر، وكان المقابل يتهم الشيخ العلامة بقية السلف الصالح ابن عثيمين بالمداهنة والسكوت عن الحق وانه تفرض عليه الفتاوي وما عليه إلا أن يوقع في صورة ساذجة يبرأ منها الله ورسوله والملائكة والناس أجمعون، وأقسم بالله العظيم ان هذا المنهج لا يتفق مع ما تميز به فضيلته من شدة في الحق وحب للخير وصدق في الفتوى وخشية الله ولا نزكي على الله أحدا ولكننا نحسبه كذلك إمامنا، ان طلاب الشيخ ابن عثيمين يعلمون جيدا ان هذا الجزء من المقابلة لم يخرج في حياته خشية ان يرد الشيخ على ذلك المفتري وعلى تلك القناة التي زرعها اليهود والنصارى للتشويه والكذب والتزوير والتطاول على الثوابت والعلماء، ولم تجرؤ القناة على بث ذلك المقطع في حياته في العرض الأول لأنهم يعرفون ان الشيخ ابن عثيمين سيفند ما نسب اليه، فالشيخ لا يخشى في الله لومة لائم وهذا بشهادة الجميع، وأما وقد مات الشيخ ابن عثيمين فلن يسكت طلابه ومنهجه السلفي الذي ينير لنا دياجير هذا القرن، ومما يدل على ان الدولة لا تجبر علماءها على اصدار فتوى معينة كما تفعل بعض الحكومات ما أصدره أخيرا سماحة المفتي العلامة عبدالعزيز آل الشيخ في عدم شرعية العمليات الفلسطينية من منطلق أنه يخشى ان يكون ذلك من باب الانتحار وتناقلته وسائل الاعلام وهذا أمر مزعج للدولة ومحرج أمام موقفها من قضية فلسطين التي حملت همها أيضا عالميا، ومع ذلك لم يصدر أي أمر حكومي يخص هذه الفتوى التي لا تتناسب مع مواقف السعودية من قضية فلسطين ابتداء وانتهاء لأنها تؤمن باستقلالية القضاء والفتوى. ولقد تثني ولاة الأمر في هذا البلد وشعبهم عن مساندة اخواننا في فلسطين الحبيبة.
نحن السعوديين، بكل فخر واعتزاز وانتماء، وولاة أمر وشعب كريم لا يضرنا من خذلنا من الذين قدمنا لهم يد العون والمساعدة، لأننا لا نبتغي بذلك مصلحة دنيا، وإنما هو واجب شرعي نؤمن به وتؤمن به أيضا منزلتنا في قلب العالم الاسلامي.
دخل الأفغانيون معارك طاحنة مع الروس، ودخلنا معهم، محققين بذلك الوحدة الاسلامية والشعور الاسلامي، ساعدناهم كما ساعدنا غيرهم وقدمنا لكثير من الجماعات والجمعيات ما يعجز القلم عن كتابته، أرسلنا أبناءنا الى أفغانستان فقاتلوا صفا صفا معهم، وشحذنا همم العالم بأسره للدفاع عن قضيتهم، وملأنا الدنيا ضجيجا على أفغانستان وسلامة أراضيها وشعبها المسلم، طلبنا من نسائنا ان ينزعن الحلي والجواهر والذهب من أيديهن ليباع بأبخس الأثمان لنشتري به رشاشا وطلقات نارية من أجل سلامة أراضيها وشعبها المسلم، ومع ذلك لم نغفل عما كان يجري في ساحة الجهاد من توزيع للكتب والأشرطة التي تهاجم السعوديين حكاما وشعبا والأدهى من ذلك ان هؤلاء من جنسيات مختلفة وقد شغلوا عن بلدانهم التي طردتهم وسجنت ذويهم وفعلت بهم الأفاعيل وصبوا جام حقدهم وحسدهم علينا في هذا البلد المعطاء، وصفونا بالوهابية، وأكرم وأنعم بهذا الوصف وإذا كانوا يرونه سبة فنحن نرى التوحيد مصدر شموخ واعتزاز، ومع ذلك لم تلتفت الدولة حرسها الله لهذه الأفكار، بل انها في ذلك الوقت الذي انتشرت فيه هذه الأفكار كانت تشجع الشباب على الجهاد، بتقديم التسهيلات، وصرف الجوازات والتذاكر لهم بنصف القيمة، وتفرق شمل الأفغانيين فحاولت السعودية جمع كلمتهم، ومَنْ منا لا يذكر جهود الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السابق بتوصية من خادم الحرمين الشريفين ادراكا منه ان ذلك الاختلاف شر عظيم لا يخدم القضية الأفغانية التي حمل همها، وسينفجر ذات يوم في وجه الأفغاني الذي اتعبته الحروب وعدم الأمن والاستقرار، فدافع عنهم عربيا واسلاميا واقليميا وعالميا في المنظمات والمؤسسات، ومنح قائدا من قادتهم جائزة الملك فيصل العالمية للدفاع عن الاسلام من أجل حشد التأييد العالمي لقضية انسانية اسلامية، وكل المجتمعات تعرف ان السعودية وراء الجهاد في أفغانستان ماديا ومعنويا، ونسي الأفغان للأسف هذه التضحيات وذلك الدعم في لحظات، وزرعوا في عقول أبنائنا أفكارا متطرفة ضد ديننا ونظامنا وشعبنا العظيم، متجاهلين ذلك المبدأ في قوله تعالى:(هل جزاء الإحسان إلا الإحسان).. ولم تلتفت السعودية الى كل ذلك بل إنها تناست ما جرى حبا في جمع كلمة الأفغان فاعترفت كأول حكومة بنظام طالبان حاكما شرعيا لأفغانستان، ويدرك الجميع معنى هذا الاعتراف عربيا واسلاميا واقليميا وعالميا، وها هو العالم الاسلامي يدفع اليوم ثمن الارهاب والتطرف، إذ المسلمون في أنحاء العالم مضطهدون في الأسواق والمطارات والجامعات والمرافق العامة، وطالبان والجماعات الحزبية مسؤولة عن ذلك وتتحمل نتائجه؛ لأن الاسلام يرفض الارهاب والتطرف نصا وروحاً.
والله من وراء القصد
'الإمارات العربية المتحدة رأس الخيمة
|
|
|
|
|