أَرَى البُؤسَ يسخر منكَ صغيريْ
وَيَسقيكَ منهُ الأمرّ الأمرْ
وَيَرْسُمُ فوقَ جبينكَ جرحاً
كبيراً أمامَ عيونِ البشرْ
أُلامس في مقلتيكَ الأسى
وأرقبُ في حاجبيكَ العِبرْ
وأقرأُ في شفتيكَ المعاني
بعاداً فيأسو عليك النظرْ
فأنتَ أسىً وأسىً وأسى
بصورة طفلٍ بكى واصطبرْ
وأنتَ شموخٌ يكسّرُ في
أمانيه كلَّ معاني الضجرْ
أيادٍ تَشَقّقَ أطرافها
منَ الرمي تعزفُ لحنَ القَهَرْ
حبيبَ الحجارة أنت صغيري
ألا ليتَ يجدي حبيبي الحجرْ
شموخُ الجبالِ إذا ما رسا
عليها من البُؤس رغمَ الصغرْ
ثباتُ الرجالِ بجسم الصبا
تجلّتْ معَ الصبرِ كلُّ العبرْ
فلسطينُ يذبل أطفالها
كحلمٍ جميلٍ، ألا ينتظرْ؟
فلسطينُ يا صرخةً تزدري
ولحناً حزيناً، ألا يعتبرْ؟