| الثقافية
هموم الروح
لا أعلم ماذا أكتب أو لِمَ !! ولكنها هموم الروح وتعب الجسد تنساب على سطح الورق حزن دفين ظهر فجأة نتيجة للرحيل المفاجئ عن هذه الدنيا، الرحيل الذي سلب الجسد روحه الطاهرة البريئة فنقل هذه الروح إلى بارئها وبإذن الله يكون مأواها الجنة.. هموم وأحزان تتعلق بأطراف القلب حتى تعتليه فلا يكون للعين من منفذ سوى ذرف الدموع الغزار وتأبى الأنفاس إلا المشاركة في مهرجان اللوعة والحزن بالزفرات العالية فينتفض الجسد انتفاضات متتالية ثم يصاب بالهبوط المفاجئ لتبدأ الدورة من جديد ولا نعلم هل هذه نهاية المأساة ولكن الذي نعلمه أن الحزن يتراكم متراصا على جدار القلب حتى يغطيه ونصاب في لحظة واحدة بالانفجار المدوي الذي يحطم شيئاً ويشعل النار فيقطع علينا خط الرجعة فلا يكون لنا سوى الاستسلام وقد فات الأوان.
نوف العتيبي
***
الصداقة
لابد أن يكون لكل إنسان من صديق في هذه الحياة.. يفهمه ويشاركه المحبة والحزن والفرح وأن يوجهه إلى الصواب ويبعده عن الخطأ ما استطاع فالإنسان صعب عليه أن يعيش بلا صديق وقد يكون صديقه والده أو والدته أو أحد اخوته أو غيرهم وقد يكون الكتاب.
أنتِ صديقتي.. أنتِ من يقرأ ماضي عيني. أنت أملي.
الحياة مليئة بالصعاب والإنسان ضعيف أمام الله ثم ضعيف على مواجهة الحياة وبدون الصديق والرفيق الذي يستنجد به فلن يواجه الحياة إلا بعد مشقة وصدق من قال :«الصديق وقت الضيق».
فتاة الغروب
***
وداعاً حمامة السلام
الطير يرفرف على سماء تلك القرية، والشمس تداعب خيوط أرضها الخضراء ورغد تداعب حكايات زمان رغد طفلة في السادسة من عمرها تعيش مع جدتها في تلك القرية الصغيرة التي تحولت من الماضي إلى الحاضر في يوم جلست به الجدة على ذلك البساط القديم جلست بجانبها حفيدتها رغد الطفلة التي عاشت الماضي خيالا والحاضر مشاهدة، تذكرت الجدة أيام زمان وأيام القرية وأخذت تحكيها على حفيدتها تحكي كيف تحولت بها الحضارة من سعادة إلى خرافة كيف تحولت أيام الجيران والأيام المرحة.. رغد أعجبتها حكايات جدتها عن القرية جدتي قولي لي كيف طارت حمامة السلام من القرية قالت الجدة: إن حمامة السلام تحمل في جناحيها حكايات كثيرة طارت عندما رأت الحاضر أنكرها عندما أخفوا عاداتها وتقاليدها وبدلوها بعادات وتقاليد جديدة. وداعا يا حمامة أيام زمان وداعا يا حمامة الجيران وداعا يا حمامة العادات والتقاليد العريقة وداعا يا حمامة السلام.. ونظرت الجدة إلى حفيدتها فوجدتها غارقة بالنوم فتبسمت الجدة وحملت حفيدتها الى حجرتها المليئة بصور الماضي ووقفت الجدة على شباك الحجرة ونظرت إلى السماء وقالت يا سماء قريتنا التي تحولت عن ماضينا أعيدي لنا حمامة السلام.
شهد الذكرى
الرياض
***
عالمٌ آخر
كنتُ أسير في طريق ضيقٍ ومُظلم.. يوحي بشتى معاني الخوف والحيرة والضياع!!.. أبحث عن مخرج لذلك الطريق.. ولكن.. بدون فائدة.. تعبتُ من كثرة المشي.. ولم أعد أقوى حتى على الاستناد إلى ذلك الحجر القاسي.. فاستلقيتُ على تلك الأرض الصلبة التي تحيط بها الأشواك من كلِّ جانب.. تأملت في هذا الكون بإمعان.. وقد سرى اليأس في عروقي.. فكاد أن يقطعها!!
تبا لذلك اليأس فقد أيقنت أنه شعورٌ لا يرحم. عزمتُ على عدم الاستسلام له. فنهضت من فوق تلك الأرض.. لأبدأ رحلتي في البحث عن مخرج لذلك الطريق مرةً أخرى.. وفجأة.. وجدتُ في نهايته نوراً يخرج من فتحة صغيرة .. فأذابت ما بداخلي من يأس قاتل.. ولكنَّها كانت مجرد سرابٍ مبهم. فكلما حاولتُ الاقتراب منها ابتعدت.. ثم اختفت.. لم أعد احتمل هذا التخبط العشوائي.. فقررت أن أغير اتجاهي نحو طريق آخر.. التفتُّ يميناً وشمالاً .. فوجدت عالماً آخر تحيطُ به الأزهار من كلِّ جانب.. تركتُ طريق اليأس.. الذي كاد أن يقضي علي.. فالطُّرق من حوله كثيرة.. فسلكتُ إحداها .. لأرى ذلك العالم الجديد الذي أيقنت بأنني أعيشُ على أرض واقعه.. إنه عالم الأمل والتفاؤل.. فما أجمله من عالم!!
نوف سلطان
***
آلام.. وآهات
آه.. ألم.. ماذا أفعل؟
ألم فظيع يعصف بي.. لم أر مثيلاً له من قبل..
يا إلهي.. إنه يزداد شدة وقسوة..
لم ينفع معه أي دواء.. أكاد أجن..
مشيت ذهاباً وإياباً.. نزلت.. صعدت.. جلست.. استلقيت انقلبت يمينا ويساراً.. نهضت .. فعلت كل ما بوسعي.. ولكن.. دون أي فائدة.. إنه فظيع جداً..
أشعر أن وجهي يريد أن يسقط.. ورأسي يكاد أن ينفجر.. كل شيء فيني يكاد أن يتلاشى..
كيف أتصرف؟.. ليست هناك أي وسيلة أمامي سوى الاستسلام له.. والخضوع لسطوته .. فهو ألم لا يطاق..
ما هذا ؟ هل سأموت ياربّ ارحمني..
عيناي لا أستطيع فتحهما.. جسدي صار ثقيلا..
لم أعد أشعر بشيء.. في اليوم التالي صحوت، وجدت نفسي على فراشي..
نهضت بسرعة وألقيت نظرة فاحصة لوجهي على المرآة.. الحمد لله انتهى الألم .. ولكن هناك انتفاخ على خدي..
لا يهم .. فهو تأثير طبيعي لمن يعاني من ألم الأسنان مثلي..
فتاة الجنوب
***
صداقة مزيفة
كنا وكانت صداقتنا، وكان الكل يحسدنا
الوفا نحسده
والتضحية لنا شعار
القلوب تقية والنوايا صافية والمقاصد سامية الأهداف معاً رسمناها ومع الايام تعاهدنا على تحقيقها، هذا نحن وهذا مبدؤنا..
كنا في يوم وكانت صداقتنا نرى الجميع يختلفون والأصدقاء يفترقون فنضحك سويا ونتساءل هل الصداقة كلمات تقال وفي لحظة غضب تنهار؟.
يا لهذا البشر!!
لا نجرح احداً ولا نعتذر ، لان الجروح بالكلمات لا تندمل والقلوب بالاعتذارات لا تلتئم.
مرآة لبعضنا ننظر من خلالها الى تصرفاتنا ضحكنا كثيرا وتقاسمنا لحظات الألم أكثر، كثرت تجاربنا وزادتنا قوة لمواجهة الحياة اعتقدنا أن لا صداقة كصداقتنا ولا رفقة سوانا وفي ذات يوم تحجرت فيه القلوب وقتلت فيه المشاعر تدخلت المصالح بيننا فكانت نهاية عالمنا الوردي.
كتبنا نهاية صداقتنا بأيدينا وخططناها بدماء قلوبنا، فكان الوداع والرحيل المر لا لم يكن هناك وداع ولكن رحيلاً كأقسى ما يكون.. نظرت الى الوراء وادركت لماذا كان الاصدقاء يختلفون ويفترقون لأن الصداقة اصبحت فعلاً كلمات تقال وشعارات ترفع ومصالح مشتركة.
ظلمنا كلمة صداقة واطلقناها على من لا يستحقها..
انها تستغيث وتنادي ابعدوني عن علاقتكم فأنا منها بريئة بريئة.
نورة السبيعي
|
|
|
|
|