| الاقتصادية
استعرضنا الأسبوع الفائت الشفافية المصحوبة بضغوط خاصة على وسائل الإعلام، واليوم سنناقش ثلاثة أنواع أخرى للشفافية: المدبلجة والمؤدلجة والمبهرجة أو الانتقائية،
الشفافية المدبلجة هي شفافية منقولة بتعسف أو مقلدة بأسلوب نسخي لا يناسب طبيعة عمل الشركة المعنية وظروفها، ، فتصبح مثل الشفافية التي نراها في المسلسلات المكسيكية والتي حولت أحلام مراهقينا وبعض شبابنا إلى (ورق شفاف في مهب الريح)!! على سبيل المثال، هناك شفافية في القطاع الخاص منقولة من ممارسات القطاع الحكومي المشهور بالتحفظ والتكتم و («تشفيف»، من جعله شفافا) وعرض ما قل ولم يدل من الوثائق والعقود والعروض والمعلومات!! فالعقود الموقعة والتي يهم المساهمين تفاصيلها تعلن جملة بدون تفصيل وبدون التطرق للعروض المنافسة وبدون ذكر للمقاييس التكاليفية المعروفة في الصناعة لإنجاز مشروع معين وبدون تحليل لمعايير التكلفة والجودة وغيرها وبدون رسم آليات متابعة لباقي إجراءات تنفيذ العقود، ، وغير ذلك، يعني، تريدون رقم، ها أوم!! ولا تسألوا عن أشياء أخرى أن تبد لكم تسوءكم!!
الشفافية المؤدلجة هي تلك التي تنطلق من وتخدم مصالح وأيديولوجيا مصدرها ومصصم آلياتها وليس المستفيد منها أو المطلع على إنتاجها، هي شفافية تبرز لخدمة هدف معين ولا نراها في الأحوال الاعتيادية، ومن ذلك أن الشركة (أي شركة) تعلن المعلومات التي تخدم أغراضها وأفكارها ومآربها الأخرى وليس المعلومات التي تسد رمق المستثمرين أو المساهمين أو المتابعين، فمثلا، الشركة التي تنوي طرح أسهمها للاكتتاب العام تمارس عملية «التسمين الإعلامي» عن طريق إفساح المجال لنشر معلومات وأخبار مبشرة بالخير والمشاريع والأرباح والليالي الملاح، ، !! حتى تأتي الشفافية أكلها، ، ثم تتحول الشركة إلى صندوق أسود مغلق بالضبة والمفتاح، ، وتتسرب المعلومات منها كما سقوط المطر في الصحاري القلاح!!
أما الشفافية الانتقائية فكما يتضح من أسمها هي شفافية تنتقي النتائج الجيدة مهما تواضعت وتبرزها بأسلوب مبالغ فيه جدا وتطوي البشت المطرز على نتائج واخفاقات وعمليات سرية، ، فلا عين رأت ولا أذن سمعت وما لا يخطر على قلب مراقب! هي شفافية طاغية مصحوبة بعواصف إعلامية وإعلانات وتصريحات عندما تكون الأرقام والأحداث إيجابية ثم تنقلب إلى شفافية فقيرة مصحوبة بمعلومات مقتضبة وقطع خطوط الاتصال بالمساهمين والجمهور العام عندما تكون الأرقام متواضعة وغير متوقعة، وللحق تكون الشفافية الإنتقائية مصحوبة دوما بسلوكين متناقضين فعند الإيجابيات يرفع قادة الشركة إلى الجوزاء في فكرهم واستراتيجياتهم ورؤيتهم واختياراتهم، ، إلى أحر ال، ، هم هم هم!! ولكن عندما يكون الأداء سلبيا والنتائج تقصم الظهر يبرز السلوك التبريري المعروف والذي أصبح ملازما للاخفاق كتلازم الفرقدين أو تلازم السجائر والطفاية (فضلا ممنوع التدخين)!!
وقفة ضد الإرهاب الاقتصادي:
في الوقت الذي تعمل فيه أمريكا على تكوين وقيادة تحالف دولي لمحاربة الإرهاب كما تدعي، هل من وقفة لتذكير قباضاي البيت الأبيض أن المقاطعة والحصار وتجويع الشعوب ومنع الدواء عن الناس شكل من أشكال الإرهاب الرسمي،
وهذه التي يسمونها منظمة الأمم المتحدة التي تدعي الرغبة في تنظيف العالم من الإرهاب ألا تعرف أن القتل البطيء والمنظم والمدعوم بقراراتها لطفل واحد وفي أي مكان من البسيطة لا يقل وحشية وظلما وإرهابا عن هدم ناطحة سحاب على من فيها!! هل من عاقل في بريطانيا التي كانت إمبراطورية فأصبحت تابعة ليقول أن العالم بدون إرهاب لا يتكون إلا بعالم بدون الإرهاب الاقتصادي؟!،
|
|
|
|
|