| أفاق اسلامية
د. أبو عباة:برنامج دعوي حافل لساكني خشم العان وعشرون جهة مشاركة بالمعرض
إن السحر والركون إلى أهله تدمير للعقل، وتخريب للحياة، وإيغار للصدور، وزرع للعداوة بين الناس.
وهذا كله من أسباب ظهور الفتن في المجتمع وتدميره، وكثير من السحرة يشيعون الرذيلة والفحشاء بين الناس، ويوقعون في مصائب كثيرة، منها القتل والمخدرات والزنا واللواط، فالسحرة في كثير من أعمالهم السحرية يعمدون إلى تدنيس القرآن الكريم ووضعه في أماكن الخلاء وتلطيخه بالدم أو النجاسات.
ويطلب السحرة كثيراً ممن يلجأ إليهم التلفظ بكلمات كفرية من مناجاة غير الله، وتعظيم شياطينهم فوق تعظيم الله جل وعلا واعتقاد قدرتهم على إحداث التغيير والشفاء، وهذا كفر وإشراك بالله عز وجل: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) والسحرة والمشعوذون يلبسون كثيراً على الناس بقراءة بعض الآيات والأدعية إيهاماً بصدقه وإبعاداً للتهمة عنه، والله جل وعلا لم يجعل شفاء أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيما حرم عليها، وكثير ممن ذهب إلى السحرة أصيب بأمراض عضوية، وأخرى نفسية من الهلوسة والوسوسة.
والسحرة يستعملون كثيراً الإيحاءات النفسية من خلال معرفتهم بحالة المريض أو طالب السحر ومحيطه الاجتماعي، وواقعه الأسري أو العملي، فتكون تشخيصاتهم مجرد تأكيدات لما يعاني منه، ولكن مع إيهامه بأسبابها ليقينهم أنه سيصدقهم فيما يقولون، وغالب من يستعملون السحر، ويتعاطونه يكون دافعهم في ذلك الحسد والأنانية وحب الذات والرغبة في التسلط، والسحر لا يؤثر بذاته وإنما بتقدير الله جل وعلا ابتلاء منه وفتنة (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله) ولو كان السحرة قادرين على دفع الضر عن الناس أو جلب الخير لهم، لفعلوا ذلك لأنفسهم، ولما تخفوا بأعمالهم في الظلام بعيداً عن أعين رجال الحسبة والجهات الأمنية.
والذهاب إلى السحرة سوء ظن بالله ويأس من رحمته، فالله وحده هو الذي بيده النفع والضر والإعطاء والمنع (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير)، وقال تعالى: (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم).
والغاية من الخلق تحقيق العبودية لله وحده (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، واستعمال السحر والاستعانة بالسحرة ينافي تلك الغاية، ويناقضها (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره).
والجهات الأمنية في بلادنا تضع الخطط والبرامج للقضاء على هذه الآفة الخطيرة ومحاربتها بشتى الوسائل طبقاً لأحكام الشريعة الإسلامية التي تعمل بها محاكمنا الشرعية، ونسمع بين الحين والآخر صدور، وتنفيذ أحكام القتل على من يثبت عليهم تهمة السحر، هذه الظاهرة ينبغي أن تتضافر فيها الجهود للقضاء عليها، من أبناء الوطن والمقيمين الغيورين الذين يفتخرون بانتمائهم للإسلام الذي يحارب مثل هذه الظواهر الكفرية، وذلك بالإبلاغ عن هؤلاء السحرة المشعوذين، كما أنه ينبغي أن يكون لوسائل الإعلام دور كبير في هذا المجال في تذكير الناس بخطورة هذا الأمر، والأئمة والخطباء والدعاة لهم أثر واضح وجلي في تبيان ذلك من وجهة النظر الشرعية، وتذكير الناس بذلك.
أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يقي مجتمعنا وبلدنا من كل سوء وآفة، وأن يعين حكومتنا الرشيدة على مواصلة محاربة هذه الآفة الخطيرة وغيرها من الظواهر التي تفتك بمجتمعنا.
alomari1420@yahoo.com
|
|
|
|
|