|
| أفاق اسلامية
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين أما بعد:
فتعيش بلادنا هذه الأيام في أجواء روحانية محملة بأجمل وأعبق شذا بإقامة مسابقة الملك عبدالعزيز رحمه الله الدولية السنوية التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في رحاب مكة المكرمة، وتنبع أهمية هذه المسابقة الدولية الكبرى من أنها خاصة بكتاب الله الكريم الذي «لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من عزيز حكيم» والتي حملت هذه الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله على عاتقها العناية والاهتمام به وتقديم جميع الأسباب للمحافظة عليه وحمايته من التحريف والأغلاط كما أقامت المسابقات المحلية والدولية لقراءة القرآن وتجويده وتقديم جميع الإمكانات المادية والبشرية لتحفيز الناشئة على المشاركة في هذه المسابقات من شتى بقاع الأرض ورصدت لأجل ذلك مبالغ مالية طائلة، حتى أصبح لهذه المسابقة اهتمام كبير من قبل جميع الدول الإسلامية وأبناء الأقليات والجاليات الإسلامية للمشاركة فيها وهم على يقين كامل بأهمية وعظم فوائد هذه المسابقة في تشجيع شباب الأمة الإسلامية على العمل على فهم القرآن الكريم باعتباره دستور هذه الأمة. ومملكتنا ولله الحمد حباها الله سبحانه وتعالى بقيادة عليا جعلت جل اهتمامها العمل الإسلامي في جميع مجالاته وصوره والاهتمام بالقرآن الكريم من أعلى وأشرف هذه المجالات فأخذت على عاتقها العناية به والحفاظ عليه بإنشاء الصرح الإسلامي الكبير مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة وتوزيعه لجميع المسلمين في شتى بقاع الأرض. وهذه البلاد ولله الحمد تسعى بكل ما أوتيت من قوة ونشاط إلى أن تظل مصدراً مضيئاً لكتاب الله العزيز في حفظه وتفسيره والمنافسة على حسن ترتيله وتجويده وهي تعد سنة حسنة ومآثر عظيمة للقائمين عليها والداعين لها في هذه البلاد المعطاء، اتضحت نتائجه في الاهتمام الذي يلقاه القرآن الكريم من قبل الدول الإسلامية أكثر من ذي قبل.
ومن أبرز مظاهر الاهتمام بكتاب الله الكريم في هذه البلاد المسابقة الدولية التي تحمل اسم مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله وأسكنه فسيح جناته تقديراً وعرفاناً لما قدمه رحمه الله للعناية بالقرآن الكريم الذي جعله دستوراً تسير عليه هذه الدولة في جميع شؤونها وتشريعاتها فحظي لذلك بحب وتقدير جميع أبناء العالم الإسلامي الذين ما زالوا يقدرون له رحمه الله هذا الاهتمام وهذه العناية لينطبق عليه قول رسول هذه الأمة صلى الله عليه وسلم«من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها الى يوم القيامة» وهذه المسابقة وهي ترفل في عامها الثالث والعشرين تسير بخطى ثابتة من نجاح إلى نجاح وذلك بفضل الله ثم بالرعاية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله لهذه المسابقة مذ كانت فكرة وحتى أصبحت واقعاً حياً ملموساً فقد دعمها ورعاها وذلل كافة الصعوبات أمامها فله منا الدعاء بجزيل الأجر وحسن الثواب من رب الأرباب، ولسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني واخوتهم الكرام، ولمعالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على حسن التوجيه والرعاية، وأحيي كافة الزملاءالعاملين في لجان المسابقة من منسوبي هذه الوزارة من موظفي الأمانة العامة للمسابقة والإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام وأخص الزميلين الكريمين الأستاذ/ سلمان بن محمد العُمري والأستاذ/عبدالعزيز بن عبدالرحمن السبيهين، وكافة الجهات المشاركة والمتعاونة من قطاعات الدولة المختلفة سائلاً الله أن يجزل الأجر لكل عامل مخلص وأن يكلل الجهود بالنجاح والتوفيق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
* وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية المكلف
|
|
|
|
|
