| عزيزتـي الجزيرة
مأخذ يحتج على كلامه بحجج كاللجج، وبراهين كالبراهين، وكنت قد أزمعت على إنعام النظر فيما قال.. ولو كلفني ذلك رمي الغترة والعقال!!
فنظرت وكررت وأغمدت وأشهرت حتى بلغت منزلة الوسط، وتفاديت الزلل والغلط، فإذا به مُحِقٌّ (لا مُحِقَ) وصادق فلقد علمت بعد الصبر والغور ونفي التعصب والجور أنه قد بان لنا النور..
فذاك قد تلثم وكأنه (خولة بنت الأزور) ولكنها لم تكن تزور، وقد نظر بعين فاترة قد أضناها طول السهر، وكأنها عين قيس بن الملوح، ولكنه متقوقع لم يلوِّح، إن قلت له: (إذا سمحت) قال لك: (اقلب وجهك) وإن قلت له (بليز) قال لك (شرب).. عجيب أمره والله!!
فيا ترى هل هذا يصلح لأن يكون مربياً لأبنائنا، ومرشداً لجهالنا... لا والله فنحن في غنى عن هذا وأمثاله..
قال صاحبي: إن المعلمين في هذا العصر كلهم نسخة أصلية من هذا المذكور أعلاه!!
كان صاحبي متحمساً وللخير ملتمساً، فهدأت من ثورته وقلت بنفس نبرته: قف!! فوالله لقد أجحفت ولم تنصف، فلقد أبليت نصفاً وبقي نصف، فإني رأيت ما لم تره وما كلمتي بمستنكرة، فلقد رأيته كالقمر بهاء وكالنسيم رواء وكالشمس ضياء وكالزهر نقاء يرشد ويعلم ويسدد ويقوم، نغمته كحداء أنجشة وكلامه يثير (الفرفشة) عذب نمير ورحب منير، نريده لأبنائنا مربياً ولأذهاننا مصفياً، تأمنه فتدعو له وتشكره وتصغي له.. نعم يا صاحبي.. إننا نطمح لأن تكون القدوات صالحة مصلحة، وأن وجود بعض الباطلين لا يؤثر في مسيرتنا التربوية الخالدة.
فقم يا صاحبي وشد العزم لترتقي ببناء مجتمعك وأمتك.. ولا تكن متشائماً فإن كان الليل عابساً فإن الضحى ما زال مبتسماً.. ثم قل لي: الليل أم بسمات الضحى؟
حمد بن عبيد الضوي - رفحاء
|
|
|
|
|