| عزيزتـي الجزيرة
حبيبتي مقاتلة أحبُها لأنها مقاتلة
أعشقها لأنها تؤمن بالتحرير وأنها ثائرة مناضلة
دعوتها لنزهة بشاطىء البحر معي
فاعتذرت بموعد وغادرتني قائلة
أراك يا حبيبي بعد مغيب الشمس عند بيتنا
ذهبتُ كي أُلاقي في ساحة الشهيد قرب مسجد المدينة المحاصرة
جمهرة الرفاق
كان الجنود خلف دباباتهم وفي مجنزراتهم
في آخر الساحة يطلقون نيرانهم علينا
ونحن بالحجارة وكل ما يأتي الى يدينا
وأطلقوا غازاتهم لكي يعيقوا زحفنا
لكننا نقذفها عليهم وردها اليهم
اهتدينا
يا أيها الثوار تقدموا الى الأمام مرة وانسحبوا
وناوروا وابتعدوا واقتربوا
يا أيها المقاتلون دائما تشجعوا فنصركم
على من استباح كل أرضكم مؤكد محتسب
لأنه في ساحة المواجهات أرنب
يأتيكم مدرعا يأتي اليكم فزعا
لكنه قبل اللقاء يهرب
وقبل ان يعتزم التقاءكم يرتعب
لأنه من الخداع مرهق ومتعب
وبعد ساعات من المنازلة
وبعد ان تكسف الموقف عن غطرسة الصهاينة
وانهم لا يقبلون أن نعيش في ربوع أرضنا
بشرفٍ لأنهم لا يفهمون هذه المعادلة. وبعد ان تعمدوا تشريدنا وبعد ان تأكدوا بأننا أكبر من ان يهزموا شهيدنا
عدنا الى شوارع المدينة
لننقل الجرحى الى أقرب مستشفى على أكتافنا
لأنهم يدمرون إن رأوا سيارة الاسعاف في
طريقها إلينا
وفي مكان وأنا منشغل مثل رفاقي بالمصابين من الأشبال
والنساء والأطفال رأيتها حبيبتي
كان الدم القاني يغطي وجهها
حملتها بقوة ما كنت قد عهدتها عندي
ولكني مثل البرق كنت أجري
أوصلتها لمركز الإسعاف فضمدوا جراحها الكثيرة
وانتزعوا رصاص اسرائيل من ساعدها
سألتها بعد ان استعادت الحياة
ماذا تريدين أيا حبيبتي مهرا فإني لم أعد
أحتمل التأخير في انهاء تلك المسألة
فابتسمت حبيبتي قائلة
بغير تسويف ولا مماطلة
لأجل أطفال فلسطين وكل عائلة
لأجل ان نسترجع الأرض ونحميها
وننهي المهزلة
فإن مهري غصن زيتون وميدالية
وقنبلة
رضا مصطفى عبده - سوريا
|
|
|
|
|