|
| أفاق اسلامية
أضحت مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتجويده وتفسيره التي تعقد في رحاب مكة المكرمة سنوياً علامة وضاءة، ومحط أنظار أبناء الأمة الإسلامية في كافة أرجاء المعمورة نظراً للتميز الخاص لهذه المسابقة للتنافس في أفضل كتاب أنزله الله سبحانه وتعالى على البشرية وحياً إلى رسول الهدى محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.
والمملكة العربية السعودية تنظم هذه المسابقة كل عام بتوجيه ورعاية ودعم متواصل من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله الذي يحرص كل الحرص أن يشمل برعايته كل مناسبة إسلامية خاصة ما يتعلق منها بكتاب الله العزيز وحفظته.
وقد تولدت فكرة المسابقة في لقاء عقد في تونس ربيع الأول سنة 1397ه ، اتفق فيه على إقامة مسابقة سنوية دولية لتلاوة القرآن الكريم، وتبنت وزارة الحج والأوقاف في المملكة العربية السعودية سابقاً هذه الفكرة وتم نقلها إلى خادم الحرمين الشريفين الذي أيد إقامتها وساند تنفيذها على أرض أم القرى، وفي مهبط الوحي والنور، ومن يومها والمملكة تستقبل المتسابقين كل عام بالمحبة والترحاب وبدعم ومؤازرة من المليك المفدى لتضيف عملاً جليلاً إلى سجل أعماله الخيرة في خدمة كتاب الله القويم وتشجيع حملته.
وبعد صدور الأمر الكريم بإنشاء وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في العشرين من شهر ربيع الأول من العام «1414ه»، تولت هذه الوزارة الفتية المسؤولية الكاملة عن هذه المسابقة المباركة في كافة جوانبها إعداداً وتنظيماً حيث شهدت ولله الحمد تطوراً مضطرداً في أعداد المتسابقين والدول والجمعيات والمؤسسات الإسلامية المشاركة لاسيما في الفرع الأول من المسابقة الذي يتضمن حفظ القرآن الكريم كاملاً، مع حسن التلاوة، والتجويد، وتفسير جزء منه يحدد سنوياً.
وتعد هذه المسابقة التي أنعم الله على المملكة بتنظيمها سنوياً مسابقة عالمية يشارك فيها متسابقون من شتى الأجناس والألوان والألسن تتناسب وعالمية القرآن الكريم، وتختلف عن غيرها من المسابقات من حيث مضمون التنافس فيها وهو كتاب الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو أجل ما تنافس فيه المتنافسون وأعظم ما يتسابق فيه المتسابقون وقد أصبحت من المناسبات الدولية العظيمة التي تتابعها وسائل الإعلام العربية والإسلامية والدولية والمهتمون بكتاب الله في مختلف بلاد المسلمين، وحققت في سنواتها الماضية نتائج عظيمة على المستوى المحلي والعالمي، وذلك بفضل من الله تعالى ثم بدعم ولاة أمرنا في المملكة.
وقد شاركت في هذه المسابقة الوزارات والجمعيات والمراكز الإسلامية فاهتمت بالقرآن الكريم وحفظه، وبسبب الإقبال والتنافس على المشاركة فيها، سعت تلك الجهات إلى تنظيم الاشتراك فيها، فأقامت مسابقات محلية وإقليمية وهذا أذكى عملية المنافسة والإقبال بين الشباب والناشئة.
وقد قدمت هذه المسابقة الدولية نفسها نموذجاً يحتذى، وقد تأثر بها وبتنظيمها وأسلوب إقامتها كثير من المسابقات الدولية التي قامت في بعض الدول الأخرى.
ولا شك أن تجاوب أبناء المسلمين وحرصهم على الالتحاق بالمسابقات التي تنظمها الوزارة في داخل المملكة وخارجها، وبخاصة تلك المسابقة الدولية التي تعقد في مهبط الوحي، يأتي ترجمة لمعرفتهم التامة بالجهود التي تبذلها المملكة في الاستعداد والتنظيم والحفز المادي والمعنوي والتشجيع المستمر.
وتتكون لجنة التحكيم من اثني عشر عضواً منهم ستة من خارج المملكة ويتم اختيارهم وفق اعتبارات أهمها الخبرة مع مراعاة التوزيع الجغرافي ومناطق انتشار القراءات ويتولى أحدهم رئاستها بحكم سنه أو منزلته العلمية أو ما يراه البقية، ويجوز أن تتفرع منها لجنة أخرى تتولى الاستماع إلى بعض الفروع وفق ما تقره اللجنة العامة.
ومهام هذه اللجنة تتركز في الاستماع المباشر إلى تلاوة المتسابقين وتقويمها وتدوين الملاحظات والدرجات، وإعداد أسئلة الحفظ وإعداد أسئلة التفسير، ودعوة المتسابق للمنصة وطرح أسئلة التفسير، والفتح على القارئ «المتسابق».
وتتكون اللجان العاملة في المسابقة من اللجنة التنفيذية واللجنة الإدارية والمالية، ولجنة العلاقات العامة والإعلام، ولجنة المسابقات وشؤون التحكيم، واللجنة الثقافية.
وتوجه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد دعواتها إلى فئتين فقط هي:
1 الجهات الحكومية: وهي وزارات الشؤون الإسلامية، وما يقوم مقامها بالدول الإسلامية الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي ويحق لكل دولة وجهت لها الدعوة بخمسة مرشحين فقط، بمعدل مرشح واحد لكل فرع، بحيث لا يشترك في الفرع إلا شخص واحد فقط.
2 الجمعيات والمنظمات والمراكز الإسلامية بالدول غير الإسلامية: ويحق للجمعية وما في حكمها أن ترشح شخصين اثنين على ألا يشتركا في فرع واحد.
وقد اعتمدت الوزارة تقديم مكافأة مالية لكل متسابق حضر، واستمعت لجنة التحكيم له مع شريحة هاتف بقيمة خمسين ريالاً، إلى جانب الهدايا الرمزية، وهي: عبارة عن حقيبة تحمل شعار المسابقة وبداخلها جهاز تسجيل صغير، ومصحف جيب، ومصحف مرتل، وكتاب التفسير الميسر من إنتاج مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف مع مجموعة مختارة من الكتيبات والشرائط التسجيلية المتنوعة، كما رصدت الوزارة جوائز مالية كبرى للفائزين الخمسة الأوائل من كل فرع توزع عليهم في الحفل الختامي للمسابقة.
وقد حققت هذه المسابقة منذ إقامتها عدة أهداف رئيسة بعون الله وفضله منها: تشجيع الناشئة والشباب من أبناء المسلمين في شتى بقاع الأرض على الإقبال على حفظ كتاب الله تعالى ودفع حفظة كتاب الله إلى الاشتراك في هذه المسابقة الدولية، ومشاركة فئات الشباب المسلم والناشئة من جميع الأعمار وذلك ابتداءً من سبع سنوات وحتى الثلاثين سنة، ومشاركة المسلمين من جميع بقاع الأرض في هذه المسابقة، وجعل المسابقة ميداناً للتعارف والتآخي بين الشباب المسلم رغم اختلاف الأجناس واللغات وحفز الجمعيات والمنظمات الإسلامية على الاتجاه لتحفيظ القرآن الكريم وتجويده.
من جهة أخرى بلغ إجمالي المبالغ التي انفقتها حكومة المملكة العربية السعودية على مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتجويده وتفسيره منذ عام 1399ه حوالي ثمانين مليون ريال، بينما بلغ عدد المتسابقين الذين شاركوا في المسابقة منذ تنظيمها لأول مرة في التاسع عشر من شهر جمادى الأولى عام 1399ه وحتى العام 1421ه بلغ 3519متسابقاً، وبلغ عدد الفائزين في فروع المسابقة الخمسة 523 متسابقاً منهم 486 ينتمون إلى دول إسلامية، و37 يمثلون جمعيات ومنظمات ومراكز إسلامية في بلدان الأقليات والجاليات.
أما عدد مشاركات الدول في هذه المسابقة منذ ذلك الوقت فقد بلغ 647 مشاركة بينما بلغ عدد مشاركات الجمعيات 756 مشاركة وأن أكثر القارات المشاركة في المسابقة هي أفريقيا بما مجموعه 614 متسابقاً ثم آسيا ب522 متسابقاً، فأوروبا ب143 متسابقاً، تليها أمريكا ب100 متسابق، وأخيراً أستراليا بـ 13 متسابقاً.
|
|
|
|
|
