| ملحق الميدان
من الحقائق المعززة بالوقائع الثابتة المدعمة بالمشاهدات ما يروى عن وفاء الخيل وحبها لاصحابها وفي ذلك يقول النويري في كتابه «نهاية الأرب» وفي طبع الخيل الزهو والخيلاء والعجب والسرور بنفسها ومحبتها لصاحبها وفي الروايات التي تعكس هذه الصورة الجميلة وجاءت مؤكدة بالمشاهدة العيانية ما اثبته السيد علي البرازي في مؤلفه «المسمى الجواد العربي» اذا أورد فيه القصة التالية:
جاء علي باشا الى الجزيرة العربية بتكليف من عباس باشا الاول خديوي مصر ليشتري له احسن الخيول العربية من مهدها الاول وكان خبيراً بالخيل ومن العارفين بعادات البدو وتقاليدهم ولهجاتهم فاشترى عددا كبيرا من عتاق وحملها الى مصر لاستيلادها واكثارها وتحسين نسل الخيول المصرية بها، ، وكان من جملة ما اشترى فرس كان صاحبها غائبا عن اهله لاداء فريضة الحج فباعها شيخ القبيلة نيابة عنه فلما عاد وسأل عن فرسه اخبره بالخبر ودفعوا اليه الثمن فأبى البيع وحمل المال قاصدا مصر لاسترجاع فرسه وكان قد مضى على بيعها اكثر من ثمانية اشهر فاحتج لدى عباس باشا وطلب اعادة فرسه قائلا: انني لم ابعها ولا اوافق على بيعها فقال عباس «باشا» نحن لا نعرف فرسك لاننا اشترينا خيولا متعددة لا تحصى فهل تعرف انت فرسك؟،
فقال ان لم تعرفني فرسي فلا فرس لي عندكم وسأسامحكم بها ولا اريد ثمنها فسر عباس باشا من جوابه وامر باخراج الخيل الى الساحة حيث كانوا يطلقونها فيها لترويضها فخرجت الخيل نافرة بطرة واخذت تجري بسرعة وتلعب وتصهل حتى سكتت وهدأت فوقف صاحب الفرس على مكان مرتفع ورفع صوته يناديها باسمها ويدعوها اليه فرفعت رأسها وحركت اذنيها لتميز الصوت حتى اذا كرر النداء صهلت واسرعت واخذت تشمه وتمرغ وجهها على يده،
فقبلها وبكى من فرحة اللقاء بها وحسن وفائها له،
فتأثر عباس باشا وصحبه اشد التأثر واعاد اليه فرسه ولم يأخذ ثمنها طالبا ان يعدهم بمهرة من انتاجها فوعد بذلك وانصرف بفرسه شاكرا،
|
|
|
|
|