| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
ترقية الموظف في القطاع الحكومي كانت حلما ورديا يداعب خيال الموظف المستحق للترقية حتى اذا جاءت بشائرها وصدر القرار انتشى فرحا وسرورا وحمد الله كثيرا حيث جاءت غير ملزمة بمباشرة مهامها في مقر الجهة التي تتبع لها الوظيفة بسبب تقدير المسؤول لظروف الموظف وحاجة عمله لبقائه على رأس العمل في الجهة التي كان يعمل فيها قبل الترقية.
اما اليوم فسبحان مغير الاحوال، فقد غدت الترقية هماً يؤرق الكثير من الموظفين لسببين:
أحدهما: قلة فرص الترقية عن ذي قبل مما لازمه تأخر ترقية عدد من المستحقين والاخر، شبح التعهد الذي درج بعض الادارات الحكومية على ربط ترقية الموظف المستحق بتوقيعه على تعهد يلتزم بموجبه بضرورة مباشرة الوظيفة المراد ترقيته عليها في مقرها الذي قد يبعد عن مكان عمله السابق مئات الكيلومترات دون أدنى مراعاة لحاجة العمل أو لظروف الموظف الاسرية أو الصحية أو المادية بالنسبة لأصحاب المراتب الصغيرة، الامر الذي اثر على نفسية الموظف وجعله أمام خيارين أحلاهما مر وهما كما لا يخفى الاعتذار عن الترقية تحاشيا لما سيترتب عليها من انتقال مع الاسرة بالاضافة للتبعات المصاحبة.
لذلك التحول في حياته. او الموافقة على توقيع التعهد بمباشرة الوظيفة في مقرها ولو كان نائيا استجابة لرغبة النفس التي تطمح الى تحقيق أعلى مراتب السلم الوظيفي وتحسين الوضع المعيشي له ولأسرته.لهذا نهيب بالاخوة المسؤولين في الادارات والمصالح الحكومية ان يقدروا ظروف إخوانهم وزملائهم حين يلوح في أفق الادارة بارق أمل الترقية فيجعلوها غيمة تمطر خيراً على رحاب زملائهم وأسرهم وتولد استقرارا وظيفيا بدل ان تكون ريحا تعصف بفكر ووجدان الموظف فتبعثر أوضاعه وتسد نفسه عن العمل. والله الموفق.
علي اليحيي - بريدة
|
|
|
|
|