| العالم اليوم
* القدس د ب أ:
ذكر راديو إسرائيل صباح أمس «الخميس» أن القوات الاسرائيلية توغلت الليلة قبل الماضية داخل المناطق الخاضعة للسيطرة الفلسطينية بالقرب من جنين ورام الله بالضفة الغربية.
وقال الراديو إنه على الرغم من أن القوات الاسرائيلية لم تجد مقاومة في البداية إلا أن اشتباكا مسلحا اندلع بين الفلسطينيين والجنود الاسرائيليين في وقت لاحق بالقرب من رام الله.
وجاء التوغل الاسرائيلي بعد أن وجهت إسرائيل إنذارا نهائيا إلى السلطة الفلسطينية لتسليم مسلحين من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذين اغتالوا وزير السياحة الاسرائيلي راحبعام زئيفي صباح أمس الاول «الأربعاء».
وقالت إسرائيل إنها ستقوم «بعمل خطير» إذا لم تقم السلطة الفلسطينية بتسليم المطلوبين.
ونقلت صحيفة هآرتس الاسرائيلية عن مصادر دبلوماسية قولها أمس «الخميس» إن إسرائيل سوف تطالب بتسليم أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والمسؤولين عن اغتيال زئيفي ومن أرسلهم.
وطبقا للمصادر فإن إسرائيل سوف تتخذ إجراءات صارمة ضد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في المناطق وسوف تحاول تصفية المنظمة.
وقال راديو إسرائيل إن الاسرائيليين يعرفون هوية منفذي الاغتيال وسوف يسلمون أسماءهم للسلطة الفلسطينية. وقد حظر الاسرائيليون كذلك على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات استخدام مطار غزة الدولي.
وكانت الحكومة الاسرائيلية قد قررت أمس الاول تجميد كافة الاتصالات مع السلطة الفلسطينية حتى انتهاء أعمال العنف، حسب تعبير الاسرائيليين. كما قررت الحكومة كذلك «تصعيد» الرد العسكري على الهجمات الفلسطينية.
وكان زئيفي قد أصيب بجراح قاتلة أمام باب غرفته في فندق حياة في القدس صباح أول أمس «الاربعاء». وأعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسؤوليتها عن الحادث وقالت إنه انتقاما لمقتل الامين العام السابق للجبهة أبو علي مصطفى في آب أغسطس الماضي.
وقالت مصادر فلسطينية إن الدبابات الاسرائيلية دخلت مدينة رام الله من اتجاهين شمالا وأقامت مواقع داخل المناطق الخاضعة للسيطرة الفلسطينية.. كما دخلت الجرافات الاسرائيلية لتدمير التحصينات الفلسطينية على طول الطريق.
وقالت المصادر الفلسطينية إن الدبابات أطلقت العديد من القذائف على الأحياء الفلسطينية وأن مسلحين فلسطينيين أخذوا مواقعهم لمنع الدبابات من التوغل لمسافات أكبر داخل المدينة.وفي جنين توغلت الدبابات لمسافة كيلومترات داخل المناطق الخاضعة للسيطرة الفلسطينية واتخذت مواقع جديدة على التلال المشرفة على المدينة.وذكرت تقارير من جنين أن الفلسطينيين قاوموا التوغل إلا أنه لم ترد أنباء عن وقوع إصابات.
هذا ومن ناحيتها ذكرت قناة الجزيرة القطرية أمس «الخميس» أن أفراحا عمت مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان احتفالا «بتحقيق الانتقام» من وزير السياحة الاسرائيلي راجبعام زئيفي على أيدي نشط بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالقدس صباح أمس الاول.
وقالت القناة الفضائية إن المبتهجين قاموا بتوزيع الحلوى في الشوارع لتصفية زئيفي، الذي قالت في تقرير سابق إنه كان «يكن كراهية شديدة للعرب»، انتقاما لاغتيال السكرتير العام السابق للجبهة مصطفى «أبو علي» في آب أغسطس الماضي برام الله على أيدي الاسرائيليين.وتكرر نفس المشهد في مخيم اليرموك جنوبي العاصمة السورية دمشق بينما وصف فادي، نجل أبو علي، المشهد بأنه «عرس جماعي» للشعب الفلسطيني.
وكان أحد نشطاء الجبهة قد قام بإطلاق ثلاثة أعيرة نارية على زئيفي بأحد فنادق القدس من مسدس كاتم للصوت وفشلت محاولات إنقاذ حياته بمستشفى حداسا عين كرم كما ذكر راديو إسرائيل.وأضاف أن جنازة مهيبة أقيمت تكريما لزئيفي أمس «الخميس» وشارك فيها كبار رجال الدولة وعلى رأسهم رئيس الوزراء أرييل شارون.
وذكرت الجزيرة نقلا عن مراسل لها برام الله أن مدرعات إسرائيلية توغلت في رام الله والبيرة وجنين وأصبحت تسيطر على القسم الشمالي من رام الله والبيرة كما أنه من المتوقع أن تواصل توغلها في مناطق أخرى من أراضي السلطة الفلسطينية.
كما نقلت في وقت سابق من العاصمة الاردنية عمان تصريحات صحفية منسوبة إلى ليلى خالد وهي قيادية بالجبهة الشعبية تحذر فيها من أن شارون «سيكون هدفا للاغتيال» من قبل نشطاء الجبهة التي ستواصل «استهداف المسؤولين الاسرائيليين بعد نجاح مقاتليها في اغتيال وزير السياحة الاسرائيلي».
كما ذكرت الجزيرة في تقرير آخر أن عائلة محمود محمد خليل النسور الذي قتل خلال الحملة الجوية الامريكية الحالية في أفغانستان أقامت جنازة خاصة له بمدينة سلطة الاردنية.
وكان النسور، وهو في العقد الثاني من العمر، قد توجه منذ قرابة عامين للانضمام لصفوف المجاهدين في أفغانستان مع عشرة من زملائه.
وكان مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية قد عقد اجتماعا مطولا ليلة أمس الاول برئاسة شارون لمناقشة رد تل أبيب المحتمل في أعقاب عملية اغتيال زئيفي.
وأضافت الجزيرة أن إسرائيل قررت منع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من استخدام مطار غزة وإن كان باستطاعته استخدام المروحية في السفر إلى مصر.
إلا أنها أجرت بعد ذلك اتصالا هاتفيا بياسر عبد ربه مسؤول الثقافة والاعلام بالسلطة الفلسطينية أكد فيه أنه لم يسمع بمثل تلك الانباء.
وفي واشنطن، أدان المتحدث الرسمي باسم البيت الابيض بشدة عملية اغتيال الوزير الاسرائيلي ووصفها بالخسة وتؤكد الحاجة إلى محاربة الإرهاب كما شدد على أن الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش قد أدانها «بكل قوة».
وطالب آري فليشر عرفات أيضا بسرعة القبض على المسؤولين عن قتل زئيفي وتقديمهم للعدالة.. بينما حذر نائب المتحدث باسم الخارجية الامريكية سوريا بشكل غير مباشر لوقف تأييدها للجبهة الشعبية التي تقدم لها ملاذا.
وكانت مراسلة لشبكة «بي. بي. سي» الاخبارية البريطانية قد نقلت عن زئيفي قوله ذات مرة إن على الفلسطينيين أن يرحلوا «إلى مكة».
وقالت بي. بي. سي إن الجنرال السابق «75 عاما» كان يحمل معه دائما مسدسا خاصا به. وكان زئيفي قد قدم استقالته عشية اغتياله تقريبا احتجاجا على قرار الحكومة الاسرائيلية الانسحاب من حارة الشيخ وحي أبو سنينة بالخليل وانضم إليه وزير البنية التحتية ليبرمان بينما ظل شارون يأمل في أن يقوما بالعدول عن استقالتهما.
واتصل عرفات هاتفيا بوزير الخارجية شيمون بيريز للتعزية وطالبه بيريز بضرورة القبض على منفذي عملية اغتيال زئيفي مؤكدا أن «مسدسا واحدا يمكن أن يفجر المنطقة بأسرها» كما أورد ذلك راديو إسرائيل.
وفي القدس أكد راديو إسرائيل صباح امس «الخميس» أن القوات الاسرائيلية توغلت الليلة قبل الماضية داخل المناطق الخاضعة للسيطرة الفلسطينية بالقرب من جنين ورام الله بالضفة الغربية.
|
|
|
|
|