| دراسات
التدخين عادة سيئة مقيتة انتشرت في المجتمع انتشار النار في الهشيم لاتفرق بين مجتمع متعلم ومجتمع جاهل فتنتشر في المجتمع الفقير كما تنتشر في المجتمع الغني.
المؤتمرات الطبية والندوات الصحية تعقد هنا وهناك للتحذير من هذا الداء وبيان خطورته إلا أن الاستجابة لهذه النداءات ضعيفة.. ومهما حاولنا أن نبرر عدم تأثير هذه الأصوات المشفقة والدراسات الجادة على المدخنين بعدم اطلاعهم عليها أو علمهم بها لأنها تقام في صالات المستشفيات أو قاعات النوادي والجامعات.
إلا أن هذا العذر يزول إذا علمنا أن كل علبة سجائر يقلبها المدخن طوال يومه ويحملها معه أينما ذهب مكتوب عليها عبارات التحذير وبيان الآثار المدمرة لهذا الداء لكن المدخن مع ذلك لا يلقي لها بالاً.
ولو أن شخصاً أهدى هذا المدخن مشروباً أو مأكولاً يضر بصحته لامتنع عن تناوله بل وغضب على من جلبه إليه واتهمه بسوء النية وخبث المقصد كيف إذاً يقرأ هذه النصائح ويرى هذه التحذيرات ويسوق نفسه وهو يعلم إلى الهاوية.
لسنا بحاجة لأن نبين أن التدخين الذي ابتلي فيه كثير من الناس سبب لأمراض فتاكة كالسل والسرطان وأمراض الالتهابات الرئوية وغيرها من الأمراض القاتلة.
ألا يكفينا أن نعلم أن ضحايا التدخين أكثر عدداً من ضحايا الحروب والإيدز!!
أكثر من خمسة ملايين إنسان يموتون سنوياً بسبب التدخين وهذا عدد كبير مخوف، يحتاج من المدخن لحظة تفكير ليقلع عن هذا الداء إن كان له قلب يعي.
وبالإضافة إلى اضراره الصحية فهناك الخسائر المالية إذ يحرق المدخن ألوف الريالات سنوياً ليجلب لنفسه المتاعب ولجسده الاسقام.
وإذا اجتمعت هذه الخسائر الفردية أصبحت عاملاً رئيساً في هز اقتصاد المجتمع.
فكل ألف مدخن ينفقون سنوياً أكثر من مليون ونصف المليون من الريالات على هذا الداء.
ولا شك أن المجتمع بحاجة ماسة إلى هذه الثروات فلو انفقت هذه الأموال على مشاريع تعود على البلد وأهله بالخير لكان هذا دعماً كافياً لجميع المشاريع الخيرية فكم من ألف مدخن بيننا؟
لقد أذل هذا الداء النفوس وأضعف العقول وأنهك الأجسام وعقد الأمزجة واستعبد الشباب وقتل الشيوخ وأذهب الأموال كما أنه السبب في كثير من حوادث الحرائق التي تذهب بالأرواح والأموال.
ولذا صدر الأمر السامي بمنع شربه وتعاطيه في جميع الوزارات والإدارات الحكومية والمؤسسات العامة، وهذا قرار صائب حكيم يحتاج إلى جدية في تطبيقه وحزم في معاقبة مخالفيه ليكون سبباً وعوناً لتخلص المبتلي بهذا الداء.
ما يبلغ الأعداء من جاهل
ما يبلغ الجاهل من نفسه |
* جامعة أم القرى ص.ب 13663 مكة.
|
|
|
|
|