| متابعة
* واشنطن د ب أ:
أكد مسؤولون أمريكيون أمس أن واشنطن متيقظة تماما إزاء نفوذ محتمل لباكستان على حكومة في أفغانستان خلال حقبة ما بعد حكم حركة طالبان، إلى حد أنها تفضل ألا تجتمع جماعات أفغانية معارضة داخل باكستان لتشكيل حكومة،
وقد وافقت واشنطن على مضض على اجتماع عقد أمس الاول قي مدينة بيشاور الحدودية الباكستانية وضم زعماء قبائل وجماعات عرقية أفغانية لانها تتلهف على إحراز تقدم بصدد تشكيل حكومة ما ذات قاعدة عريضة ومتعددة الاعراق لتملأ الفراغ المتوقع في الحكم عقب الحملة العسكرية الراهنة،
ونقل وزير الخارجية الامريكية كولين باول مخاوف واشنطن إلى الرئيس الباكستاني برفيز مشرف في إسلام أباد الاسبوع الماضي في مواجهة رغبة إسلام أباد القوية في أن تجتمع الفصائل الأفغانية في بيشاور،
وقال باول أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الامريكي «لقد أوضحنا أننا لسنا واثقين من أن باكستان هي المكان الامثل لعقد الاجتماع الشامل»،
وقد عقد مئات الممثلين لقبائل البشتون الأفغانية التي تشكل الاغلبية والفصائل الموالية للملكية أمس الاول مؤتمرا في بيشاور استغرق يومين لمناقشة شكل حكومة ما بعد طالبان، وذلك رغم الهواجس والمخاوف الامريكية،
وأشار باول بروح من عدم الرفض إلى اجتماع آخر في تركيا لجماعات مناهضة لطالبان ، وتركيا في وضع يسمح لها بأداء دور بارز في أفغانستان المستقبل بصفتها بلدا إسلاميا وعضوا في حلف شمال لاطلنطي «الناتو» حليفا للولايات المتحدة،
يذكر أن باكستان كانت قد أغضبت واشنطن بمساندتها السابقة لحكم طالبان الاسلامي ولكنها تؤدي اليوم دورا أساسيا في الحملة الامريكية على الارهاب،
وقال النائب الامريكي بنيامين جيلمان «إن ما يقلقني هو أن تحاول باكستان من جديد التدخل بقرار بشأن من يملك السلطة في أفغانستان مع حلول حكومة جديدة»،
وتساءل «هل نقول للباكستانيين أن يكفوا أيديهم؟»، وأجاب باول بقوله إن باكستان بوصفها دولة مجاورة للملايين المنتمين إلى قبائل البشتون التي ينتمي إليها أيضا طالبان «لديها مصلحة أكثر من عابرة» في شكل أي حكومة تتولى السلطة في أفغانستان،
لكنه قال إن واشنطن تفضل أن تؤدي الامم المتحدة دورا قويا في أفغانستان الجديدة يماثل دورها في مساعدة تيمور الشرقية على تأسيس وظائف إدارية عقب استقلالها عن إندونيسيا،
وقال باول إن الرئيس مشرف اعترف بأن «باكستان لا تستطيع أن تلعب نفس أدوار الماضي»،
وأضاف إن الحكومة الافغانية الجديدة يجب أن تلقى «مباركة دولية» وأن يتم تشكيلها من جميع الجماعات الأفغانية مع استخدام عادات وتقاليد مختلف القبائل وسلطة الملك السابق في المنفى ونظام المجلس القومي،
وأضاف باول «إن الامور لن تسير على ما يرام إذا أملت دولة ما تصورها لما ستكون عليه حكومة أفغانستان في المستقبل، حتى لو كانت تلك الدولة هي الولايات المتحدة»،
|
|
|
|
|