| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الاطفال هم زهور الحياة المتفتحة المقبلة على الحياة برؤية بريئة لا تحلم الا ان تلهو وتفرغ الطاقات المتدفقة لديها ولكن ان يتحول هؤلاء الاطفال الى رجال كسرتهم الحياة وهم في ريعان طفولتهم لتنقلب تلك الزهور المتفتحة الى أشواك صنعتها سنين الحياة. هؤلاء الاطفال هم من يجوبون شوارع المدينة ويقفون عند الاشارات يحملون للبيع اقفاصا تحمل عصافير وهم عصافير في قفص الحياة او علب مناديل لا تكفي لمسح ادمع الحاجة لديهم او قوارير مياه لا تطفىء نار العوز وسواد الدنيا في اعينهم، اطفال تتراوح اعمارهم بين الست سنوات الى خمس عشرة سنة ومن في تلك الاعمار نجدهم على مقاعد الدراسة طالبين للعلم وقت درسهم ويلعبون وقت فراغهم.
واود التطرق الى السبب الذي جعلهم باعة متجولين فليس امس من الحاجة لقهر الانسان وجعله طائعا لها، رغم ان الناتج المادي لا يسد رمق جوعه فكيف بأسرته التي ربما لا عائل لها سواه.
وماذا عن تلك الروح الطفولية التي يحملونها مع هذا العناء وتلك الحاجة يحملون ألما نفسيا يزيد ليتساءل وبحرقة لِمَ هو ليس كغيره من الاطفال، ينام ليحلم وهو بين العابه لا لينام وهو يحمل بين يديه علب مناديل ويحلم بأن يبيعها غدا دفعة واحدة.
واتساءل عن دور الجمعيات الخيرية في مساعدتهم فلو وجدوا الحاجة التي يبحثون عنها لما لجؤوا الى البيع في الشوارع تحرقهم أشعة الشمس وتصرهم حرارة الارض، لِمَ لا تقوم تلك الجمعيات بالسؤال والتحري عنهم لتقديم المساعدات المادية وبخاصة ان اعداد هؤلاء الاطفال يزيد من وقت لآخر.. واخشى كثيرا ان يصبح الوضع هذا طبيعيا جدا ولا نتحرك ازاءه بشيء لنفقد دعائم من جيل قد تنحرف للبحث عن المردود المادي المرضي لها.
هدى بنت محمد - الرياض
|
|
|
|
|