| تحقيقات
* تحقيق/ عبدالحكيم القحطاني
طالب عدد من الأهالي بمحافظة الطائف المسئولين في البلدية بمتابعة حقيقية للعوامل التي تسبب تلوث البيئة والتي يعاني منها سكان بعض الاحياء. ومن العوامل التي يشتكي منها الاهالي وجود بعض المطابخ داخل الاحياء التي أصبحت «مسالخ» تستعمل لذبح المواشي مثل الخراف والبقر والجمال ورمي ما تبقى من اوساخ داخل الاحياء السكنية مما تسبب في انتشار الذباب والبعوض.
كما يوجد احواش تابعة لتلك المطابخ لتربية المواشي حيث تتسبب في انبعاث الروائح الكريهة وتكاثر الحشرات داخل الاحياء دون الاهتمام للاخطار التي تهدد صحة السكان.
ويعاني الأهالي من عدم تدخل البلدية لإزالة أكوام من النفايات والاهتمام بنظافة الشوارع العامة فقط ايضاً عدم افراغ الحاويات المخصصة لرمي الزبائل المتراكمة داخل الاحياء السكنية التي اصبحت تشكل هاجساً للسكان.
«الجزيرة» رصدت هموم الأهالي خلال هذه الجولة.
في البداية تحدث المواطن محمد علي فرحان الشهري وقال: إن من الواجبات على البلدية المحافظة على نظافة المدينة ومظهرها وكذلك الاحياء السكنية بإرسال مراقبين على الشركة المستلمة والمسؤولة عن النظافة في جميع احياء الطاف علماً ان النفايات توجد في اماكنها لمدة طويلة جداً دون حملها وابعادها.. وكذلك توجد أوساخ على الأرصفة داخل الاحياء علماً بأن سيارة النفايات تمر دون الالتفات إليها وابعادها.
مع ملاحظة انتشار الأمراض وتكاثر الذباب في الحي من هذه الأوساخ.
ايضا المسئولون في البلدية لايقومون بعملية الرش بالمبيدات الحشرية.
وهناك ايضاً «البيارات» المؤذية ورائحتها الكريهة وطفحها داخل الاحياء السكنية وهذا يتسبب في إيذاء الناس ونقل الأمراض.
تحولت إلى مسالخ
كما التقينا المواطن ردة بن عيضة الثبيتي حيث قال هناك عدة عوامل تتسبب في تلوث البيئة من حيث انتشار الأوبئة والأمراض وتكاثر الجراثيم والذباب والبعوض والتي انتشرت بشكل ملفت.
ومن تلك العوامل وجود مطابخ داخل الاحياء السكنية والتي هي في الحقيقة «مسالخ» حيث يقوم اصحاب تلك المطابخ بتربية الاغنام داخل احواش تابعة للمطبخ داخل الاحياء ويقومون ببيع الاغنام من ثم ذبحها وسلخها وبعد الانتهاء من الذبح والسلخ يقوم العمال برمي ما تبقى من أوساخ ومخلفات الذبح داخل الاحياء السكنية مما يتسبب في انتشار الذباب والبعوض ويتسبب ايضا في تلوث البيئة.
ايضا تتكاثر القطط في الشوارع مما يجعلها تلتقط مخلفات الذبح والسلخ ورميها عند ابواب المنازل داخل الاحياء ودون رقابة من البلدية رغم ان بعض تلك المطابخ لاتبعد عن مقر البلدية سوى ال500 متر فقط ونحن وعبر جريدة «الجزيرة» نرجو من المسئولين اتخاذ اللازم حيال هذا الموضوع والاهتمام به.
المراقب في حراج الخردة
كما تحدث المواطن عبدالله بن محمد الشريف فقال: الدين الإسلامي يحثنا على النظافة فمن صفات المسلم النظافة في ملبسه ومسكنه ومأكله ومشربه.
حيث ان حكومتنا الرشيدة قد أوجدت جميع الوسائل من اجل النظافة العامة في جميع المدن والقرى والهجر فقد انشأت البلديات لتلك المهمة واقامت مجمعات قروية وامانة من اجل النظافة العامة.
إلا ان هناك اهمالاً من البلدية والشركة القائمة على نظافة الشوارع حيث يقوم العامل الوافد بغسل السيارات وتنظيف المنازل والعمل اثناء دوامه الرسمي في حمل عفش المنازل وغير ذلك واذا لم يجد عملاً يذهب للنوم تحت شرفات المنازل بعيداً عن المراقب علماً بأن المراقب قد أوجدت له سيارة لمراقبة العمال نجده يعمل بها لنقل زملائه العمال من شارع لآخر لكي يجمعوا له الاخشاب والنحاس والالمنيوم لكي يقوموا ببيعها في حراج الخردة دون الاهتمام بنظافة الشوارع فقد تراكمت حاويات الزبائل مما تسبب في انتشار الذباب والبعوض حتى اصبح المواطن يتأذى بسبب تلك الأوساخ ايضاً أصبح عامل النظافة لا ينظف امام المنازل وشوارع الحي حتى يعطى مبلغاً من المال من المواطنين واذا لم تعطه «البخشيش»لا ينظف المنطقة التابعة له.
وعندما نبلغ المراقب عما يحدث من العمال يعطي وعودا بالنظافة لكي يسكتنا وتمر الأيام ويزداد تراكم المخلفات والنفايات داخل الاحياء السكنية.
ايضا لا تقوم البلدية برش اماكن الحاويات والنفايات بالمبيدات الحشرية المعروفة من الأمانة أو من المجمعات القروية.
مشاكل صحية
ويتحدث المواطن عادل بن محمد آل محبوب فيقول: ان مدينة الطائف من اجمل مدن المملكة السياحية ولكن يوجد تجاوزات تتسبب في كثير من الاخطار البيئية على المدى الطويل حيث اصبحت الشوارع مليئة بالاوساخ والنفايات وذلك لعدم افراغ الحاويات من الزبائل والكراتين وبقايا اوساخ المطابخ المتواجدة داخل الاحياء السكنية واحواش لتربية الاغنام التابعة لأصحاب المطابخ والتي تتسبب في تلوث البيئة، ايضاً اهمال عمال «شركة النظافة» تنظيف الشوارع والاحياء السكنية التي اصبحت من اهم المشاكل البيئية والتي تهدد مستقبل مدينة الطائف السياحية من حيث انتشار الذباب والبعوض وتكاثر الجراثيم وهذا كله بسبب اهمال البلدية حيث من المفترض إزالة تلك النفايات والأوساخ والتركيز على مراقب البلدية حتى يقوم بعمله على اكمل وجه والا سوف تنعكس مشاكل صحية لا تحمد عقباها.
كما أكد آل محبوب على ان الأهالي يتحملون جزءاً من المسؤولية لعدم التزامهم برمي النفايات داخل الحاويات المتخصصة لها ويناشد آل محبوب البلدية بإخراج النفايات والاوساخ التي تتسبب في تلوث البيئة وتجمع الحشرات.
سياحة وسط الذباب والبعوض
كذلك تحدث المواطن عبدالرزاق عبدالحفيظ مغربي فقال: لا شك ان عنوان حضارة الأمم ورقيها هي النظافة. ونحن كأمة مسلمة حثها دينها على النظافة وجعلها جزءاً من الايمان وأرشد رسولُها صلى الله عليه وسلم الى طرقها واوصى بالالتزام بها الا ان الزائر لمدينة الطائف عروس المصايف ومقصد السائحين ورغم كل ما بذلته لجنتها السياحية من جهود جبارة لإظهارها بما يليق بها كمدينة لها ماضيها وحاضرها المشرف الجميل.. الا ان الزائر يلاحظ أن هناك قصوراً في ناحية النظافة بشكل عام وفي مكافحة الذباب والبعوض بشكل خاص.
حيث انه لوحظ في الصيف المنصرم ان الذباب والبعوض قد افسدت على المصطافين متعتهم وافسدت على لجان التنشيط السياحي جهودهم دون أن يكون هنالك برامج معدة مسبقاً لمكافحتها وفي الحقيقة ان ذلك يحتاج لتعاون المواطن وقيام الجهات المسؤولة بواجباتها من رقابة صارمة على كل من يعتقد بأنه عامل مساعد على انتشار الذباب والبعوض من مسالخ ومطاعم كما يجب الزام شركات النظافة العاملة في المدينة بإفراغ حاويات الزيالة المكشوفة يومياً مع رشها بمبيد حشري حتى لا يجد الذباب والبعوض مأوى بداخلها كما ان ذلك لا يعفي البلدية من مسؤوليتها في المكافحة التي لوحظ في الآونة الأخيرة غياب فرقتها عن الأحياء.
جهود.. ولكن..؟
ان سكان مدينة الطائف يأملون بأن يتضاعف عدد زوارها عاماً بعد عام كما ان حكومتنا الرشيدة تسعى جاهدة للحد من السياحة الخارجية وتشجع المواطن على قضاء اجازته داخل بلده. فإذا عرفنا المردود المادي والاخلاقي لما تهدف إليه سياسة حكومتنا الرشيدة وجب علينا جميعاً افراداً وادارة السعي الدؤوب لتحقيق ذلك ولا تعفي من كان تقصيره مع قدرته ومسؤوليته سبباً في ذلك من المحاسبة. نتمنى على لجنة التنشيط السياحي بمدينة الطائف ان تضيف على حملها مهمة اخرى بأن تدعو بعض شباب المدينة للتطوع بمراقبة النظافة العامة للمدينة وان ترفع اللجنة بملاحقة هؤلاء الشباب لجهات الاختصاص للعمل بها ولفت نظر أي جهة قصرت في اداء مهمتها ومعاقبتها اذا لزم الأمر.
|
|
|
|
|