|
| شرفات
احتفل متحف طه حسين في مصر بالذكرى الثلاثين لرحيل عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، وذلك بإقامة ندوة ثقافية بعنوان «طه حسين.. عطاء متجدد» تحدث فيها المفكر المعروف محمود أمين العالم والشاعر ادوار الخراط ود. جابر عصفور، وادارها مدير المتحف محمد نوار.
وطالبت الندوة بضرورة إحياء مشروع طه حسين الثقافي، الذي عبر عنه في كتابه «مستقبل الثقافة في مصر» ونشر الوعي الثقافي بين الشباب وتلاميذ طه حسين في مصر والعالم العربي.
وحدد الدكتور جابر عصفور الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة في مصر هذا المشروع بمبادئ يتنباها عميد الأدب العربي هي العقلانية وايمانه بها، ورفض الخرافات، وعدم التردد في مساءلة أي شيء والبحث عن معنى العلمية التي ظل طه حسين باحثاً عنها من منطلقات التراث العربي والاسلامي وعدم تراجعه عن افكاره، اضافة إلى الانسانية وهو المبدأ الثاني الذي جعله يهتم بالبحث في الخصوصيات الثقافية، والاهتمام بالانسان.
وقال: إن المبدأ الثالث وهو الايمان بالتقدم الذي لم يتوقف فيه عن الزمن الآتي، واعتبر ان التطور سنة كونية، وانه اصل حتمي في الحياة، كما انه الحلم الذي ينبغي أن نسعى إليه. مشيراً إلى ايمان طه حسين بالعدل ومساواته بين الفقير والغني ورسائله في ذلك الى الفقراء وانحيازه اليهم، وانه اشترط قبول وزارة المعارف بتطبيق مجانية التعليم، وقبلت بذلك الحكومة المصرية آنذاك برئاسة مصطفى النحاس باشا.
واضاف أن حسين آمن بالحرية بشقيها السياسي والاجتماعي، وانه جسدها في سلوكه وواقعه وكذلك ممارساته، التي كانت كلها تهدف إلى الدفاع عن الحرية، وخاصة في الجامعة، عندما كان يؤكد أنها مبدأ اساسي في الجامعة.
واعتبر عصفور أن القنبلة، الموقوتة التي فجرها طه حسين كانت في كتابه «الشعر الجاهلي» واستعرض عصفور مراحل طه حسين في معاركه الثقافية التي خاضها سواء مع عباس محمود العقاد أو مع تلك التي خاضها عندما أكد أن العصر العباسي ليس على زهد كامل، فضلاً عن مواجهته لتحديات الحياة حتى حصل على درجة الدكتوراه كأول درجة تمنح لباحث، فضلاً عن انها كانت الأولى في العالم العربي من الجامعة في رسالته عن أبي العلاء المعري في العام 1914م.وتناول المفكر الكبير محمود أمين العالم بدايات اللقاء مع طه حسين في العام 1946م عندما قابله هو وآخرون، مشيراً إلى أن حسين حاول ان يقيم جسراً من العقلانية، فضلاً عن رؤيته لمستقبل الثقافة التي طرحها في كتابه الشهير.
فيما وصفه الشاعر ادوار الخراط بانه كان واسع الاركان، عميق الثقافة، وكانت لديه ثورات من القلق. مشيراً إلى تميز اسلوبه وعذوبة الفاظه وطالب باستلهام تراث طه حسين ومؤلفاته المشعة والتي اتسمت برفاهية الحس في الآداب والحياة معاً، فضلاً عن بصيرته النافذة.
|
|
|
|
|
