| تراث الجزيرة
يخطئ من يظن أن الشعر الشعبي يمكن تعلمه من خلال القراءة أو حتى دراسة نتاج كبار الشعراء من زمن الخلاوي الى اليوم، فالدراسة قد تفيد الدارس بمعرفة ما تحمله القصائد من دلالات إبداعية وقد يستفيد منها الدارس في معرفة بيئة كل شاعر ومعالم مكان الشاعر من خلال قصائده وجغرافية الأرض وأعلامها من الجبال والأودية الى آخره!
لكن طريقة نظم القصيدة وفنياتها لن يعرفها الا من خالط الشعراء وسمع منهم الآراء واستمع في مجالس أهل الشعر والى نقدهم لشعر فلان وثنائهم على شاعرية فلان.. أو حتى رأيهم فيما يكتبه هو.
أما أصحاب البروج العاجية وإن صفوا شيئاً من الحروف بوزن وقافية فلن ترقى إلى مستوى الابداع مهما طبلت لهم بعض صحافة الشعر الشعبي، فالاتقان يبدأ من معرفة خفايا الأدب الشعبي شعره ونثره قبل الكتب وبعدها.. ولن يخلق التلميع وإن كثر شاعراً يستحق البقاء قياساً على قول العرب:«البقاء للأصلح» ولن يكون الجاهل أصلح من العالم مهما كان.
فاصلة:
رحم الله القاضي محمد بن عبدالله إذ يقول:
«الصدق يبقى والتصنف جهالة»، وليت بعض من يلجأون الى الكذب ليجملوا صورهم في عيون القراء ويدارون فشلهم الذريع يعلمون أن الصدق هو الأبقى وأن «حبل الكذب قصير».
آخر الكلام:
للشاعر الكبير معالي الأمير محمد بن أحمد السديري رحمه الله:
لاتلتفت للناس راحل ونزال
ما لك على ذرية آدم مطاليب
ولايغرك بالرخم كبر الازوال
وكبر النسور المهدفات المحاديب |
وعلى المحبة نلتقي
|
|
|
|
|