لقد جثمت فوق التراب وحولها
صغير لها يرنو بعيني ميتّم
تراه وما إن جاوز الخمس عمره
يدير لحاظ اليافع المتفهّم
بكى حولها جوعاً فغذته بالبكا
وليس البكا إلا تعلّة معدم
وقفت لديها، والأسى في عيونها
يكلمني عنها ولم تتكلّم
وساءلتها عنها وعنه فأجشهت
بكاء وقالت: أيها الدمع ترجم
ولما تناهت في البكاء تضاحكت
من اليأس ضحك الهازئ المتهكم
ولكن دموع العين أثناء ضحكها
هو أطل مهما يسجم الضحك يسجم
فلم أر عيناً قبلها سال دمعها
بكاء وفيها نظرة المتبسّم
فقلت، وفي قلبي من الوجد رعشة
أمجنونة يارب فارحم وسلّم