| مقـالات
الشيطان أخذ على نفسه أن يضلَّ عباد الله، بعدما غوى وعاند، ولكن الله تعهد ان يحفظ عباده المخلصين عنه، وأنه ليس له سلطان على أوليائه الصادقين في ايمانهم.. يقول سبحانه مبيّناً مقالة الشيطان:(قال فبما أغويتني لأقعدنَّ لهم صراطك المستقيم. ثم لآتينّهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين)الأعراف 1617.
واليهود لعنهم الله في كتابه الكريم عدة مرات، واللعن هو الطرد من رحمة الله، وبيّن كثيراً من خصالهم التي هي مبعث الفتن في كل مجتمع، وفي أي زمان، وتطاولوا على الذات الإلهية، وكذبوا على الله، وعلى أنبيائه، وقتلوا الأنبياء، وأخبر صلى الله عليه وسلم:«ان أشقى الأشقياء من قتل نبيَّاً، أو قتله نبيٌّ».
قال اليهود عن الله جلَّ وعلا: (إن الله فقير ونحن أغنياء) آل عمران 181، وقالوا عن الله سبحانه وتعالى عَمَّا يقولون:(وقالت اليهود يد الله مغلولة غُلّت أيديهم ولعنوا بما قالوا)المائدة 64.
وحرّفوا وبدّلوا فيما نزل عليهم على ألسنة أنبيائهم، فأفسدوا دينهم، وأحدثوا الفتن في مجتمعاتهم، ثم مع الأمم من حولهم، وأخذوا على النصارى دينهم تحريفاً وكذباً، فكانوا هم مضرمو الفترة في المجتمعات الغربية، وفي عقائد النصارى، وصاروا هم حبائل الشيطان الذي يصيد بواسطتهم فرائسهم، ويترصد عن طريقهم عباد الله بما يحيكون من أعمال، وبما يموّهون من حقائق حسبما تصف ألسنتهم.
والفتنة جاء تعريفها في التّاج: المحنة، والفتنة: اختلاف الناس في الآراء، عن ابن الأعرابي. وقوله صلى الله عليه وسلم، «إني أرى الفتن خلال بيوتكم، يكون القتل والحروب، والاختلاف الذي يكون بين فرق المسلمين، إذا تحزّبوا، ويكون ما يبلون به من زينة الدنيا وشهواتها، فيفتنون بذلك عن الآخرة والعمل لها». قال الرَّاغب: وجعلت كالبلاء في أنهما يستعملان فيما يدفع إليه الانسان من شدة ورخاء، وهما في الشدة أظهر معنى.
ثم قال: مع الأفعال التي تكون من الله عزوجل، وتكون من العبد، كالبلية والمعصية، والقتل والعذاب، وغير ذلك من الأفعال الكريهة، ومتى كانت من الله تعالى: تكون على وجه الحكمة، ومتى كانت من الانسان، بغير أمر الله تكون بضدِّ ذلك تاج العروس 9:298.
والفتنة التي من العباد أنفسهم، هي المذمومة، التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم:«الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها».
والشيطان يحرك الفتن، ولكنه لا يعمل شيئا بنفسه،وإنما الذين يوقدون نار الفتن، ويزيدونها اشتعالاً، هم أعوانه من شياطين الإنس، فهو وأعوانه من شياطين الجن، يحرّشون ويوغرون الصدور الخالية من ذكر الله، والقلوب الضعيفة من الايمان، فتحصل الاستجابة، ثم الخوض في الفتنة، التي يحتار فيها الحليم، ويزيدها اشتعالاً، بما يكبّر الصغائر، ويعظم الأمور البسيطة، الأعوان من شياطين الإنس، لمصالح ظاهرة أو خفيّة، أو حسداً وحباً في الشرّ.
وأغلب شياطين الإنس، الذين يثيرون الفتن، ويزيدون نارها اشتعالاً هم اليهود، الذين ملئت قلوبهم حسداً وكراهية، لأي جنس على وجه الأرض، لأنهم يحلمون بالسيادة على العالم، وأن من على وجه الأرض كلهم عبيد لهم وخدم لمصالحهم.
وقد ظهرت آثار عداوتهم للبشرية، بالأسلوب الذي يتلاءم مع كل مجتمع عاشوا فيه: عداء وحقداً وحباً في التسلط، وزرعاً للضغائن والفرقة، واستئثاراً بالاقتصاد، وسيطرة على النواحي المادية.
ومن الفتن، التي يحرص الشيطان وأعوانه واليهود ومن يتأثر بآرائهم: تخفيف أوامر الله وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم ، من قلوب أهل الإيمان، وإفساد دينهم عليهم، بالبدع واستحسانها.. إما من أجل الغلو والتعصب، أو باسم الطاعات والمحبة، فيزيدون في شرع الله ما ليس منه، ومعلوم أن الزيادة مثل النقص، لأنها تعني اتهام الدين بالنقص، واتهام رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدم التبليغ، أو السكوت عن شيء، جاء أصحاب البدع ليكملوه، وهذا من المحال، لأن الله قال وقوله الحق «اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً» (المائدة 3).
ويقول سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم في الأمر بتبليغ الرسالة :« يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك، وإن لم تفعل فما بلّغتَ رسالته والله يعصمك من الناس» (المائدة 67).
وفي موقف من مواقف الشيطان وحثه رجاله للوقوف بالمراصد، لغواية الناس، وإبعادهم عن ذكر الله والاستغفار، حتى يقعوا في الفتن، التي يحذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أورده الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين، أن إبليس لعنه الله بعث جنوده في وقت الصحابة رضي الله عنهم فرجعوا إليه منتكسين . فقال: ما شأنكم؟ فقالوا: ما رأينا مثل هؤلاء القوم، عجزنا أن نصيب منهم شيئاً، وقد أتعبونا.. فأجابهم بقوله: إنكم لن تنالوا من هؤلاء شيئا، قد صاحبوا نبيهم، وشاهدوا نزول الوحي، ولكن سيأتي بعد هؤلاء قوم تنالون منهم حاجتكم، فلا تيأسوا.
فلما جاء التابعون، بعث جنوده، وقال عليكم بهؤلاء، تحيّنوا منهم غرّة، لكنهم رجعوا إليه منتكسين أيضا، فقال لهم: ما شأنكم؟ قالوا: ما رأينا أعجب من هؤلاء، نصيب منهم الشيء بعد الشيء، من الذنوب فإذ كان آخر النهار، أخذوا في الاستغفار، فيبدل الله سيئاتهم حسنات، فقال:إنكم لن تصيبوا من هؤلاء شيئاً، لصحة توحيدهم، واتّباعهم لسنة نبيِّهم، ولكن سيأتي بعد هؤلاء قوم، تقرُّ أعينكم بهم، وتلعبون بهم لعباً، وتقودونهم بأزَّمة أهوائكم، كيف شئتم، لا يستغفرون فيغفر لهم، ولا يتوبون فيبدل الله سيئاتهم حسنات.
قال: فلمّا جاء قوم بعد القرن الأول بث فيهم الأهواء وزين لهم البدع، فاستحلُّوها، واتخذوها ديناً، لا يستغفرون منها، ولا يتوبون عنها، فسلطت عليهم الأعداء، وكثرت الفتن والأهواء، وقادوهم أين شاؤوا واليهود نموذجهم في إثارة الفتنة والسعي في التفريق بين المسلمين، عبدالله بن سبأ، اليهودي الذي أسلم لكي يتحين من المسمين باب فتنة ليفتحه، دخل دمشق أيام عثمان بن عفان رضي الله عنه فأخرجه أهلها، فانصرف إلى مصر، وجهر ببدعته، ومن مذهبه رجعة النبي صلى الله عليه وسلم فكان يقول: العجب ممن يزعم أن عيسى يرجع، ويكذِّب برجوع محمد، وادعى ألوهية علي، ويأخذ بمذهبه هذا بعض الروافض، فقد جاء إلى علي رضي الله عنه لما بويع فقال له: أنت خلقت الأرض، وبسطت الرزق، فنفاه إلى ساباط والمدائن، حيث القرامطة وغلاة الشيعة (الأعلام 4 : 220).
وكان من أكبر الفتن، التي لا تزال جذورها باقية، التي أحدثها ابن سبأ اليهودي، فتنة مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان من دعائه :«اللهمَّ رب النبي محمد اغفر لي ذنبي وأذهب غيظ قلبي وأجرني من مضلاّت الفتن ما أحييتني» وكان يعلِّمه أصحابه.
وقد أوضح الزبير بن العوام رضي الله عنه، وهو من العشرة المبشرين بالجنة، دلالة هذه الآية: «واتقوا فتنة لا تصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصة» (الأنفال : 25) عندما سأله مطرّف قال: قلت للزبير يا أبا عبدالله ما جاء بكم؟ ضيّعتم الخليفة الذي قُتل يريد عثمان بن عفان ثم جئتم تطالبون بدمه؟ فقال الزبير رضي الله عنه: إنا قرأنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، هذه الآية، ولم نكن نحسب أنا أهلها، حتى وقعت منا حيث وقعت (تفسير ابن كثير 2 : 299).
فمثلما أن اليهود، قد أفسدوا ديانتهم، التي جاءت من عند الله، على ألسنة أنبيائهم طاهرة نقية، فعدّلوا وبدّلوا بما تصف الألسنة، وتهوى القلوب، حتى افترقوا على إحدى وسبعين فرقة، ثم جاءوا لديانة النصرانية، وأثروا فيهم لجهلهم كما وصفهم الله في سورة الفاتحة، وشككوهم في صحة ما بأيديهم من تشريع جاء به عيسى عليه السلام من عند ربه، فافترقوا بسبب ذلك إلى ثنتين وسبعين فرقة، وحاولوا مخالفة اليهود في مؤتمر نقيا، فأفسدوا بجهلهم ديانتهم بتغييرات من عند أنفسهم.
ثم كانت بداية المدخل مع المسلمين بالفرقة السبئية، التي نسبت إلى عبدالله بن سبأ اليهودي الذي أظهر الإسلام، وتكاثرت في المجتمع الإسلامي الفرق الباطنية وغيرها، نموذج ذلك فرقة القرامطة، الذين قتلوا الحُجَّاج في مكة، بل في الحرم وعطلوا الحج عدة سنوات، وأخذوا الحجر الأسود لديارهم لأكثر من عشرين عاماً، ولم يعد إلا بموافقة الفاطميين «العبيديين» لأنهم وإياهم من مشرب واحد، يقول ابن عذارى المراكشي، في كتابه التاريخي البيان المغرب، في أخبار الأندلس والمغرب، لما سئل عنهم، وهل هم من نسل فاطمة الزهراء كما يدَّعون قال: لا يعلقون في فاطمة إلا كما يعلق الحمار في البقرة، وهم من يهود اليمن، واتصلوا بابن الحلاَّج وأخذوا عنه معتقدهم.
ومن الفتن التي بثها هؤلاء في المجتمع، نشأت الفرق التي تحدث عنها علماء الأندلس كالشهرستاني في كتابه الملل والنحل، وابن حزم في كتابه: الفصل في الأهواء والملل والنحل، وابن تيمية في كتابه الفتاوى، وكتابه منهاج السنة، وغير ذلك من الكتب التي اهتم بها علماء الإسلام، وبيَّنوا فيها المذاهب الكثيرة، التي دخلت المجتمع الإسلامي، وأثارت الفتن، التي كانت كقطع الليل المظلم، كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتموج بالناس في ذلك الوقت حتى الآن، فافترقت بذلك أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى ثلاث وسبعين فرقة..وأخبر صلى الله عليه وسلم: أنها كلها في النار إلا واحدة. قيل من هي يا رسول الله؟ قال :«من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي».
لقد حاول اليهود أن يدخلوا جميع المجتمعات، وأن يؤثروا في الحضارات، ولا ينسون كيفية التربية، التي يجب أن يؤصلوها في أبنائهم، ليغرسوا في قلوبهم المكانة التي تخيّلها لهم زعماؤهم، خيالاً يسعون إلى تحقيقه، وفكراً يهمهم أن يؤصلوه.
حتى تتوارثه الأجيال، وعملا يحققون به ذلك الهدف، بأي وسيلة كانت، ألم يخبر عنهم رب العزة والجلال، في محكم التنزيل، بما ينبىء عن طباعهم الشريرة، وأعمالهم السيئة في مثل هذا القول الكريم: «وألقينا بينهم العداوة والبغضاء الى يوم القيامة، كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله، ويسعون في الأرض فسادا، والله لا يحب المفسدين، «المائدة 64».
يقول الدكتور محمد تقي الدين الهلالي في كتابه المترجم من العبرانية، والانجليزية: كيف يربي يهود الولايات المتحدة الأمريكية أولادهم، في نهاية الترجمة: تنبيه: لا أرى بي حاجة الى زيادة شرح وبيان، فان القصة واضحة في مدلولها، ولكني اريد ان اخبر القراء الكرام، بخبر يهمهم معرفته، وهو ان كل صبي وصبية، من أبناء اليهود في الولايات المتحدة، له مدرستان عليه ان يتعلم فيهما، الأولى مدرسة العبرانية، كل يوم يتوجه إليها، لدراسة اللغة العبرانية، والتوراة وتاريخ اليهود، وكتب العقائد والعبادات، والثانية المدرسة العامة التي لا بد لكل مستوطن في الولايات المتحدة، ان يتعلم فيها، لينال حقوقه المدنية كاملة وكل هؤلاء التلاميذ ينجحون في المدرستين أما أبناء العرب والمسلمين فحالهم معروفة، فلا يهتم آباؤهم الا بتحصيل شهادات تضمن لهم المعيشة، وكثير منهم، وخصوصا الأغنياء يسلِّمون ابناءهم وبناتهم الى مدارس دعاة النصرانية، ويدفعون أجوراً غالية، زيادة على حرمان ابنائهم من التربية الصالحة التي تجعلهم أعضاء صالحين في قومهم، محافظين على دينهم وكرامتهم «ص 31 32».
إن اليهود في كل مجتمع يحاولون النفاذ حتى يسيطروا ويبذلون في هذا السبيل كل جهد وطاقة ومال، فاذا تمكنوا طغوا وأفسدوا كما أخبر الله عنهم، فيطردون من ذلك المجتمع، كما حصل في ألمانيا، وقبلها روسيا وفي أسبانيا، حيث أصدروا قرار الثأر على 1492م، حينما قيل ان شيمور حاخام أسبانيا الأكبر كتب لحاخام القسطنطينية الأكبر، يسأله النصح حين يتعرض شعبه لخطر صدور قانون بطردهم أو اضطهادهم، فكتب إليه:
يا أبناء موسى الأعزاء، لقد تسلّمنا كتابكم إن نصيحة الحاخامات والأحباء هي ما يأتي:
1 فيما يتعلق بما تقولونه، في ان ملك أسبانيا يضطركم الى اعتناق المسيحية.. افعلوا ذلك ما دمتم لا تستطيعون ان تفعلوا شيئا آخر.
2 فيما يتعلق بتجريدكم من أملاككم، اجعلوا أولادكم تجارا حتى يجردوا المسيحيين من أملاكهم شيئا فشيئا.
3 فيما يتعلق بمحاولات قتلكم اجعلوا أولادكم أطباء وصيادلة لعلهم يقتلون المسيحيين.
4 فيما يتعلق بهدم معابدكم، اجعلوا أولادكم كهنة واكليريكيين لعلّهم يهدمون كنائسهم.
5 فيما يتعلق بالمضايقات الكثيرة الأخرى التي تشكون منها، رتبوا أموركم بحيث يصبح أبناؤكم محامين واعملوا على ان يتصلوا بشؤون الدولة، ويتولوا مناصبها دائما، وبوضعكم المسيحيين تحت حكمكم قد تحكمون العالم وتنتقمون منهم.
6 لا تنحرفوا عن هذا النظام الذي نعطيه لكم، لأنكم ستجدون بالتجربة انكم على الرغم مما أنتم عليه من مهانة، فستصلون الى القوة الحقيقية.. «ص210 من بروتوكولات حكماء صهيون وتعاليم التلمود».
فهم بما يثيرونه بخفية في كل مجتمع من فتن، وما يبثونه من فرقة بأي اسلوب يرونه في كل زمان ومكان، فإنما يطمحون الى قيام دولة داود الملك التي تستمر بأيديهم الى يوم القيامة، وقد وضَّحوا علمهم هذا في البروتوكول الرابع والعشرين الذي وضعه ممثلو صهيون من الدرجة الثالثة والثلاثين وهذه هي اعظم واكبر وأرقى رتبة في الزعامة الماسونية في العالم «السابق ص203 207».
وقد عرف خطرهم على أمريكا الرئيس بنيامين فرانكلين، فقال منبّهاً الشعب الأمريكي إلى خطر اليهود في خطابه في المؤتمر الذي انعقد لإعلان الدستور الأمريكي سنة 1789م ما يلي:
هناك خطر عظيم يهدد الولايات المتحدة الأمريكية وذلك الخطر هو اليهودية. أيها السادة: حيثما استقر اليهود نجدهم يوهنون من عزيمة الشعب، ويزعزعون الخلق التجاري الشريف، انهم كوَّنوا حكومة داخل الحكومة، وحينما يجدون معارضات من أحد فإنهم يعملون على خنق الأمة مالياً، كما حدث للبرتغال واسبانيا الى ان قال: إذا لم يمنع اليهود من الهجرة الى الولايات المتحدة بموجب الدستور ففي اقل من 100 سنة سوف يتدفقون على هذه البلاد، بأعداد ضخمة تجعلهم يحكموننا ويدمروننا، ويغيرون شكل الحكومة التي ضحينا وبذلنا لاقامتها دماءنا وحياتنا، وأموالنا وحريتنا الفردية.
إني أحذركم أيها السادة، اذا لم تمنعوا اليهود من الهجرة الى أمريكا الى الأبد، لأنهم خطر على هذه البلاد، وسوف يلعنكم أبناؤكم وأحفادكم في قبوركم، لأن عقليتهم تختلف عنا، حتى لو عاشوا بيننا عشرة أجيال فإن النمر لا يستطيع ان يغير جلده «المصدر السابق 214 217» بختنصّر : قال ابن عباس ملك ما بين المشرق والمغرب اربعة: مؤمنان وكافران، اما الكافران: فالفرخان وبختنصّر. وكان بختنصر اول حياته مقعدا، وفقيرا جدا، وكان في خيمة على قارعة الطريق يمرُّ به المسافرون فيلقي أحدهم عليه الكسرة، ويأخذ بأنفه.. فارتقى امره وتدبيره الى ان كان مقرّباً من الفرخان.. وقد روى حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ان بني اسرائيل لما اعتدوا في السبت وعلوا وقتلوا الأنبياء عليهم السلام، بعث الله عليهم ملك فارس بختنصّر، وكان الله ملَّكه سبعمائة سنة، فسار إليهم حتى دخل بيت المقدس، فحاصرها وفتحها، وقتل على دم زكريا عليه السلام سبعمائة ألف، من بني اسرائيل، ثم سبى أهلها، وبني الأنبياء وسلب حلي النساء، وحلي بيت المقدس، واستخرج منها سبعين ألفا ومائة ألف عجلة من حلي، حتى اورده بابل.
قال حذيفة رضي الله عنه: فقلت يا رسول الله لقد كان بيت المقدس عظيما عند الله؟ قال: أجل فبناه سليمان بن داود عليه السلام، من ذهب ودرّ وياقوت وزبرجد، في طرفة عين فسار بختنصّر بهذه الأشياء حتى نزل بها بابل، فأقام بنو اسرائيل مائة سنة يعذبهم المجوس، وأبناء المجوس، فيهم الأنبياء وأبناء الأنبياء.
ثم إن الله رحمهم لما تابوا فأوحى الله الى ملك من ملوك فارس يقال له: كورس.. وكان مؤمنا: أن سر إلى بقايا بني اسرائيل حتى تستنقذهم فسار كورس ببني اسرائيل، ودخل بيت المقدس حتى رده الله فأقام بنوا اسرائيل مطيعين الله مائة سنة، ثم إنهم عادوا في المعاصي فسلط الله عليهم «ابطناغوس»، فغزا ثانياً بمن غزا مع بختنصّر، فغزا بني اسرائيل حتى أتاهم ببيت المقدس، فسبى أهلها، وأحرق بيت المقدس، وقال لهم: يا بني اسرائيل، ان عدتم في المعاصي، عدنا عليكم في السباء، فعادوا في المعاصي فسير الله عليهم السباء الثالث؛ ملك رومية يقال له: «فاقس بن اسبايوس» فغزاهم في البر والبحر، فسباهم وسيّر حليّ بيت المقدس، وأحرق بيت المقدس بالنيران، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فهذا من صفه حليّ بيت المقدس، ويردّه المهدي إلى بيت المقدس، وبها يجتمع الأولون والآخرون».
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال: كان افسادهم الذي يفسدون في الأرض مرتين: قتل زكريا عليه السلام ويحيى بن زكريا، فسلط الله عليهم سابور ذا الأكناف، ملكا من ملوك فارس، من قبل زكريا، وسلط عليهم بختنصر من قبل يحيى «يراجع في هذا تفسير السيوطي الدر المنثور، وفيه روايات أخرى 5 : 241».
|
|
|
|
|