| الثقافية
في سكون الليل، أمام شمعتي بعيداً عن أنظار الجميع بعثرت خواطري، ونفضت عنها غبار السنين، لأسطِّر أقسى الذكريات..
ذكرى تمنى قلمي أن يجف مداده قبل أن أنثرها، وتتمزق أوراقي قبل أخطها.. أنها ذكرى رحيلكم يا إخوتي..
تذكرت أياماً عشناها معاً.. مرت كأسراب الحمام الصغير التي نشاهدها كل صباح.. كانت أمتع أيام حياتي..
رحلتم .. ورحلت معكم مشاعري، وتركتموني في ظلمة الليل أناجي النجوم وحدي وتداعب الأحزان جفني، وتقتل الاشواق وعدنا بالبقاء معاً للأبد.. مرت أيام عديدة وما زلت أراكم في كل مكان.. في غرفتي الصغيرة المليئة بالذكريات الجميلة.. وعندما أطالع ظلام الليل أرى بريق أعينكم في نجومه، وحين أغمض جفني أراكم في حلمي..
لم رحلتم وتركتموني وحيداً أصارع ذكرياتكم الحزينة وطيفكم في كل ابتسامة جميلة!!
لمَ رحلتم دون أن تودعوني؟! تركتموني أصحو على بكاء أهلي على موتكم ورحيلكم الأبدي..
لم رحلتم وتركتم قلبي يزداد أنينه؟! هل تذكروني في مكانكم الذي ترقدون فيه الآن؟! يا لحماقتي أخاطبكم.. أناجيكم.. وأنتم لا تدرون بحالي..
أزددت ألماً وأنتم لا تبالون..
أما الآن فيحق لك يا قلمي أن تجف.. ولك يا أوراقي أن تتبعثري.. سوف أمزقك يا دفتري وأضعك في صندوق صغير وأكتب عليه «قبر ذكرياتي» وتذوب شمعتي ويذوب الأمل بنسيانكم..
عبدالمجيد محمد الحزيمي
كلية المعلمين بالرياض
|
|
|
|
|