سَلامُ اللهِ للقَلبِ السَّليمِ
وَللهام المُتَوَّج بالنُّجومِ
سَلامُ اللهِ للرَّجلِ المُفَدَّى
وَللعَرَبيِّ ذي النَّسَبِ الصَّميمِ
سَلامُ العِطرِ مِنْ نَفَحَاتِ «نجْدٍ»
وَمِنْ كُلِّ المرابعِ والتُّخُومِ
سَلامٌ لَوْ تَحَمَّلَهُ نَسيمٌ
لسَالَ العِطْرُ نَهْراً في النَّسيمِ
فتى «عَبدِالعَزيزِ» وَمَنْ سِواكُمْ
يُرَجَّى للمُعَذَّبِ وَالمَضِيمِ؟
عَظيمَ القَدْرِ هَلْ يَرقى بياني
إلى مَا فيكَ مِنْ خُلُقٍ عظيمِ؟
وكيفَ أعدُّ ما بكَ مِنْ سَجايا
تُنَبِّهُ كلَّ ذي طَرْفٍ نؤومِ؟
لقدْ عَزَّت بكَ الفُصْحى وَغَنَّتْ
طُيورُ العِزِّ بالصَّوتِ الرَّخيمِ
وَأشْرَقَتِ الحَواضِرُ والبَوادي
بنُورِكَ في دُجى اللَّيلِ البَهيمِ
وَسَادَ الأمْنُ حَتّى لا اعْتِداءٌ
وَحتَّى لا مَكانٌ للَّئِيمِ
وَحَتَّى لَوْ أتى شَاكٍ لدَعوى
حَكَمتَ لَهُ بلا سينٍ وَجيمِ
وَلَوْ أوْمَأتَ مِنْ ذُرواتِ «نَجْدٍ»
سَرى كالبَرقِ أمْرُكَ في «القَصيمِ»
وَزيرَ الداخِليَّةِ صُنْتَ عَهْداً
لِشَيْخِ القَومِ وَالطِّفلِ الفَطِيمِ
وكانَ النَّاسُ أَشْتاتاً فَصَاروا
بفَضْلِ حِجَاكَ كالعِقْد النَّظيمِ
«أنايفُ» يا كَبيَر القَدْر حَسْبي
رَبيعُ يَدَيْكَ في الزّمَنِ الهَشيمِ
لَقَدْ دَاوَيْتَ بالتَّقْوى فُؤادِي
وَقَدْ هَدْهَدْتَ بالنُّعمَى كُلومِي
كَأَنْ رُدَّ الشَّبابُ إلى إهَابِي
وَقَرَّتْ ثورَةُ الجُرْحِ الأَليمِ
وَمَنْ مَلأَ البلادَ عُلاً وأمْناً
وَرَوَّضَ كٌلَّ شيطانٍ رجيمِ
وَحَصَّنَ رَمْلَها بَرّاً وَبَحْراً
وَداواها بِمَنْطِقهِ السَّليمِ
كَفيلٌ أنْ يُهَدْهِدَ لي جِراحي
بحكمَتِهِ.. فَبُورك مِنْ حَكيمِ
فتى «عَبدِالعَزيزِ» وَقَفْتَ عُمْراً
مَديداً للمُعَنَّى وَاليَتيمِ
وَذِكْرُكَ كُلْما يُتْلى بنادٍ
يَفوحُ شذَاً كأنْفَاسِ النَّعيمِ
تَتِيهُ شِعَابُ «مَكَّةَ» فيهِ فَخراً
وَيُشرقُ بَينَ «زَمْزَمَ» وَ «الحَطيمِ»
فَتى «عَبدِالعَزيزِ» إليكَ مِنّي
تَحايا جُزْنَ طيَّاتِ السَّديمِ
وَطابَتْ راحَتَاكَ يَدٌ لأمْنٍ
تَحَصِّنُه وَأخرى للعُلومِ
لَقَدْ أغْنَيتَني وَرَعَيتَ حَقِّي
وَفُزْتُ لَدَيْكَ بالشرَفِ المَرُومِ
فَتى «عَبدِالعَزيزِ» وَطابَ غُصْنٌ
نَضيرُ العُودِ مِنْ طِيبِ الأرومِ
لَقدْ طوَّقْتَ بالإحْسَانِ جِيدِي
بمَا أسْدَيْتَ مِنْ دُرّ ٍيَتيمِ
وَلَمْ تَبْخَلْ عَلَيَّ بمَا تَراهُ
يَصونُ العَيشَ في البَيتِ العَديمِ
فَسَالَتْ راحَتَاكَ عَليَّ نُعْمى
وَغُصَّ جَنايَ بالخَيرِ العَميمِ
وَإنْ حَارَ الطَبيبُ بأمْرِ دائي
وَلَمْ يُكْشَفْ لِبَحَّاثٍ فَهيمِ
فَلي أملٌ برَحمنٍ رَحيمٍ
يُعيدُ الرُّوحَ للعَصَبِ الرَميمِ
هُوَ الشَافِي هُوَ الكَافِي المُعافِي
وَليسَ سِواهُ حَقّاً بالحَكيمِِ
وَأنْتَ وَلا أغَالي صُنْتَ عُمْراً
تكَسَّرَ بالمَتاعِبِ وَالهُمومِ
وَلي لِرياضِكَ الغَرَّاء عَوْدٌ
جَديدٌ للعِلاجِ المُسْتَديمِ
شُهورٌ سِتَّةٌ تَمْضي طِوالاً
مُبَرِّحةً على القَلبِ السَّقيمِ
وَهذي مِنّةٌ سَتَظلُّ عِندي
تُجَدّدُ سَالِفَ الفَضْلِ القَديمِ
عَطاياكُمْ بهِ كَشميمِ «نَجْدٍ»
وَليسَ كَعِطرِ «نَجْدٍ» مِنْ شميمِ