| عزيزتـي الجزيرة
الإرهاب الصهيوني لم يتوقف، والنزف الدموي اليومي لم يتوقف وقتل الأطفال والنساء وتهديم البيوت وحرق الاشجار لم يتوقف لأن الصهاينة المحتلين لابد أن يروا مناظرالدم والموت والدمار كل يوم وإلاَّ فهم لايعرفون العيش بدون القتل والارهاب...
كل يوم يمر من عمر الانتفاضة يزيدنا عزماً على الاستمرار حتى النصر. كل يوم يقتل فيه طفل أو شاب أو امرأة أو شيخ يذكرنا بعبدالقادر الحسيني شهيد القدس، وسعيد العاص، وفيصل الحسيني وأبوعلي مصطفى.. وابوجهاد وأبواياد وغيرهم من الشهداء والمناضلين الشرفاء على أرض فلسطين.. وكل يوم نجدد العهد ضد الصهيونية والاحتلال وضد السفاح شارون ذي الايادي المخضبة بالدماء.. انه مشعل الاحقاد والاحزان، انه قرصان عنصري من القراصنة المندثرين وديناصور بعث من أزمنة حجرية متخلفة، وعسكري يؤكد بسلوكه أن الصهيونية وريثة النازية، فالقاتل شارون ومن خلفه، والضحية تنزف، والبيوت تهدم، والشجر يحرق والأرض تسرق، والقدس التاريخية في خطر، والمواطن الفلسطيني ينفجر يوماً بعد يوم.. بعد الحجارة بدأ بتفجير نفسه ليموت على أرضه ويدمر مَنْ حوله من الاعداء المحتلين.. ها هي الانتفاضة الباسلة تهز بنية المحتلين.. ومازلت كغيري من أهل فلسطين في الخارج ندعو الله بالنصر فقط، ونتبرع بالاموال فقط، لا نزال في الخارج نبحث هل البيضة أصل الدجاجة أم الدجاجة أصل البيضة، ولا زلنا نفكر كيف نستقبل الضيوف، ونقدم لهم الولائم، حرمنا من هواء القدس واكتفينا بقراءة درجة الحرارة فيها من النشرات الجوية، حرمت أجيالٌ منا كثيرة من القدس فأصبحنا نخلط بين صورة المسجد الأقصى وبين صورة قبة الصخرة، ولا زلنا نشتري كل ما هو مستورد، ونركض إلى مطاعم الوجبات السريعة ندعمها بأموالنا لتبني من أموالنا مستوطنات صهيونية!! علينا أن نصحو من غفلتنا.. أن نرفع رايتنا لاستعادة الحق الفلسطيني، لنتنفس هواءً نقياً، هواء الحرية والانتصار.
كانت فيروز تغني مدينة المدائن، فتنشر فينا الحزن على القدس العتيقة، التي مُنِعَتْ عن مئات الملايين من العرب ومليارات المسلمين، وكان الغضب الساطع حلماً وها هو لا يخمده رصاص الديناصور (شارون) ولا مدافع دباباته، ولا قنابل طائراته.
فأبطال الحجارة يبنون لنا العزة والفخر والاعتزاز فالقدس هي عتبتكم أيها العرب.. وهي بانتظاركم وليعلم شارون أنه قد غاب عن ذهنه أن كذبة الأمن التي أبتزَّ بها الصهاينة والعالم لعقودٍ من الزمن لم تعد تنطلي على أحد وأن اسرائيل منذ اغتصابها لفلسطين وحتى اليوم هي بؤرة الارهاب والجريمة ومصدر التوتر والتهديد وعدم الاستقرار لأن العنصرية والحقد وكره الآخرين تشكل ركائز إساسية للصهيونية وللتربية المنبثقة عنها.
إن مَنْ يمعن في الاساليب والوسائل المستخدمة في المدارس الاسرائيلية والمناهج التي تعتمد تدريسها يرى ما تبثه من سموم الحقد والكراهية لكل شعوب الأرض وخاصة العرب.. إن ما يحصل على أرض فلسطين الغالية ما هو إلاَّ انعكاس لتربية حاقدة يتلقاها الاسرائيليون وهم أطفال ليشكل شارعاً ومجتمعاً لا يعرف إلاَّ القتل والارهاب والسيطرة والحقد على الآخرين.
فقد قام العالم الامريكي (تامارين) والذي عمل وقتاً طويلاً في اسرائيل باختبار أجراه في احدى مدارس الأرض المحتلة شمل (563) تلميذاً و(503) تلميذات تتراوح اعمارهم بين 1014 عاماً أي ما بين الصف الرابع والثامن.
ووجه من خلاله عدداً من الأسئلة منهم (أنت تعرف جيداً هذه الأسطر من سفر يشوع «اقتلوا كل من في المدينة من رجل وامرأة، من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف»).
أجب عن السؤالين الآتيين:
أ هل ترى في تصرف يشوع بن نون تصرفاً صائباً أم خاطئاً ولماذا؟
ب لنفترض أن الجيش الاسرائيلي احتل قرية عربية في الحرب وفعل بسكانها ما فعله يشوع بن نون بشعب أريحا فهل يكون تصرفه في رأيك حسناً أم سيئاً ولماذا؟
وإليكم بعض الإجابات:
* كتب تلميذ في مدرسة مدينة شارون (إن الهدف من الحرب ينحصر في استيلاء الاسرائيليين على البلاد، ولذلك فإن الاسرائيليين أحسنوا صنعاً إذا احتلوا المدينة وقضوا على سكانها نحن لا نريد أن يكون في اسرائيل عنصر غريب.
* وكتبت فتاة: لقد أحسن يشوع بن نون صنعاً حين قتل كل الناس في أريحا لأن همه كان ينحصرفي احتلال البلاد ولم يكن لديه وقت للانشغال بالأسرى.
ويقول الباحث الامريكي إن مثل هذه الأجوبة وردت بنسبة تتراوح بين 66 95% أما الاجابات عن سؤال آخر فقدمه تامارين وهو: أيمكن في وقتنا هذا القضاء على سكان قرية عربية محتلة؟
أجاب 30% من التلاميذ ب(نعم).
هذا نمط من الانماط التي تظهر النزعة العنصرية الحاقدة والمبكرة التي يتلقاها الاسرائيلي والتي تدفعه وتؤثر على سلوكه وقيمه وثقافته ليشكل في النتيجة مجتمعاً يحمل الحقد والكراهية للعرب ولغيرهم، ناهيك عن بقية المؤسسات الإعلامية والعسكرية حيث الحاخام الاسرائيلي يلعب دوراً هاماً في المؤسسة وما يصدره من توجهات تعتبر مقدسة ولايمكن تجاهلها.
هكذا تتم تربية الفرد الاسرائيلي.. فأي حقدٍ أسودٍ يكنه للفلسطينيين والعرب.
ويزيد هذا الشعور وهذا التزمت بالنظرة العدائية شعور الاسرائيليين بأنهم غرباء على هذه الأرض كونها أرضاً لشعب يمتلك تاريخاً وحضارة تضرب جذورها في التاريخ. فمهما طال الزمن لابد من عودة الحق لأصحابه، والتاريخ يؤكد أن الحق هو المنتصر حتماً.. وما انتفاضتنا الباسلة إلاَّ أعظم درس ورسالة لحكام تل أبيب الحاقدين بأنه لابُدَّ من النضال والكفاح حتى النصر بإذن الله.
وسيلة محمود الحلبي
|
|
|
|
|