| تحقيقات
* تحقيق وتصوير عبدالله بن محمد العماري:
يعد حي المرقب «شرق شارع البطحاء» من الاحياء الشعبية القديمة في مدينة الرياض بل انه يعد من اوائل الاحياء خارج اسوار الرياض القديمة ويكفي ان هذا الحي يضم في احد اجزائه المدرسة التذكارية التي اهداها اهالي الرياض لجلالة المغفور له الملك فيصل بعد قدومه من احدى رحلاته الخارجية، ، كل هذه الاهمية التاريخية للحي لم تشفع لهذا الحي ان يكون كغيره من احياء مدينة الرياض، ، «الجزيرة» تجولت في الحي وخرجت لكم بالتحقيق التالي:
إعادة تأهيل
في البداية التقينا بالمواطن سعود الدوسري الذي ابدى انزعاجه الشديد من الاهمال والتهميش لهذا الحي ويقول ان هناك احياء عديدة ظهرت بعد حي المرقب بسنوات الا ان هذه الاحياء لم تهمش وتهمل مثلما يحدث لحي المرقب وكأن هذا الحي ليس من احياء مدينة الرياض بالرغم من ان الحي يضم في داخله كثافة سكانية كبيرة وبالرغم من كونه من اوائل الاحياء التي ظهرت في مدينة الرياض خارج اسوارها وطالب الدوسري الجهات المختصة بالاهتمام بالحي حتى لو وصل الامر الى اعادة تأهيله وتطويره من جديد ويؤيده في ذلك محسن صالح احد سكان الحي ايضا ويضيف ان هناك مناطق اعيد تأهيلها وتطويرها بسبب عشوائيتها مثل المنطقة المركزية في المدينة المنورة وغيرها داعياً إلى الاستفادة من مثل هذه التجارب،
المنازل تحولت الى مستودعات
ويشير المواطن سعيدان الوابلي الى اهمال الحي أغرى بعض ضعاف النفوس الى استغلال العديد من منازل الحي وتحويلها الى مستودعات ومخازن بالرغم من منع جهة الاختصاص لمثل هذه الاعمال مبينا ان هذا الحي لو وجد المتابعة والرقابة من فرق السلامة بالدفاع المدني ومرور مراقبي البلدية على الحي لما حدث هذا الشيء الذي يعد خطراً على المجاورين لهذه المستودعات التي تم تحويلها من منازل الى غرض التخزين وهي لم تعد لذلك اصلاً،
ويؤكد احد المواطنين طلب عدم ذكر اسمه ان هذه المستودعات لا تمتلك اي وسيلة من وسائل السلامة وحتى ان وجدت فهم يضعون طفاية حريق واحدة لا تقدم ولا تؤخر لو حدث حريق لا قدر الله خصوصاً وان المواد المخزنة في هذه المستودعات هي مواد سريعة الاشتعال كون اغلبها مواد تجميل وتدخل الكيماويات في تصنيعها بشكل رئيسي، ويشير هذا المواطن الى ان هذه المستودعات تعود ملكيتها لاصحاب محلات ادوات التجميل والاكسوارات اضافة الى اصحاب محلات الاحذية وهؤلاء الاخيرون يقومون بتخزين كميات كبيرة غير مهتمين بما ينجم عن ذلك من تعريض حياة سكان الحي للخطر مشيراً الى ان اهالي الحي بدأوا يهجرونه وينتقلون منه الى احياء اخرى بعد ان ملوا من مثل هذه التصرفات التي لم يهتم من يقوم بها بمشاعر سكان الحي الذين يرون حيهم يتحول من حي سكني الى منطقة مستودعات وهم لا حول لهم ولا قوة في هذا الامر ويختتم حديثه متسائلاً ماذا لو نشب حريق في احد هذه المستودعات ماذا ستكون النتيجة وهل سيسلم اهالي الحي من ذلك،
احتلال الشارع وإغلاقه
ويشير عبدالسلام احمد احد سكان الحي ان احد اصحاب هذه المستودعات المخالفة لم يكتف بتخزين البضائع في المبنى الواقع في الحي بل زاد على ذلك بأن قام باغلاق الشارع لكي يحلو له التحميل والتنزيل كيفما شاء وذلك الشيء لم يكن ليحدث لو وجد مثل هذا التاجر وامثاله متابعة ورقابة شديدة من قبل مراقبي البلدية الفرعية الذين مازالوا في سبات عميق بالرغم من شكاوى سكان الحي المتكررة التي ربما للواسطة والمحسوبية دور كبير في عدم الاستجابة لها،
منازل مهجورة
ويؤكد عبدالله العمر احد سكان الحي السابقين انه لكون الحي قديماً حيث ان اغلب مبانيه من الطين فانها تعرضت للهجر ولعدم الاهتمام بهذه المنازل ادى الى انهيار بعض منها وهو الشيء الذي يشكل خطراً على سكان الحي خصوصاً ونحن مقبلون على موسم امطار وهو الشيء الذي يزيد من نسبة سقوط هذه المنازل الطينية ويذكر العمر انه قبل عدة اعوام سقطت الواجهة الامامية من احد هذه المنازل الطينية على احدى السيارات المتوقفة بجانبه مما ادى الى حدوث اضرار جسيمة بالسيارة كادت ان تمتد الى صاحبها لولا لطف الله ويضيف العمر ان مخاطر هذه المنازل لا تتوقف على خطر السقوط فحسب بل هناك العديد من المخاطر مثل خطر الحريق ناهيك عن المخاطر الامنية العديدة التي لا تخفى على احد من جراء وجود مثل هذه المنازل المهجورة دون حسيب او رقيب،
نفايات وأغراض مشبوهة
ويشير المواطن سعدون الحمود الى ان هذه المنازل المهجورة والمشرعة الابواب ان كان بها ابواب اصلاً حيث ان اغلبها قد تجد اجزاء من جدرانها قد انهارت واصبح الدخول اليها سهلاً استغلت لأغراض مشبوهة او كونها تجمعات لاشخاص غير اسوياء وان هذه المنازل المهجورة ايضاً اصبحت مرمى للنفايات كما ان بعضها اصبح مجمعاً للتالف من الخبز حيث يتم اطعامها للاغنام كعلف،
شوارع لم تسفلت
وبعد ذلك التقينا بأحد سكان الحي ويدعى احمد السليمي الذي اشار الى وجود بعض الشوارع لم تتم سفلتتها الآن ولا ادري ما السبب بالرغم من ان الحي قديم جداً بل ان هناك احياء ظهرت مؤخراً وتمت سفلتتها ام ان امانة مدينة الرياض تجامل احياء على حساب احياء اخرى وليت الامر توقف على ذلك بل ان المنازل الواقعة على مثل هذه الشوارع حرمت من خدمات عديدة مثل النظافة وغيرها حيث يقوم السكان بخدمة النظافة بجهود ذاتية منهم،
وأخرى ضيقة
ويشير السليمي الى ان معظم شوارع الحي ضيقة وليست هذه المشكلة والكلام للسليمي بل ان المشكلة من كون الحي يربط بين شارعي طارق ابن زياد والبطحاء مما يشكل ضغطا على هذه الشوارع التي لا تحتمل مثل هذ الكثافة من السيارات مما يؤدي الى وقوع الكثير من المشاكل ومعاندة سائقي السيارات بعضهم البعض حيث ان هذه الشوارع لا تتسع الا لسيارة واحدة وحين يرفض احدهم الرجوع الى الخلف فانه تحدث حينئذ المشاكل التي تتطور الى التشابك بالايدي وقد تصل الى ان يقوم احدهم بايقاف محرك سيارته واغلاقها وتركها من عرض الشارع دون مراعاة لشعور الآخرين وهذه الحادثة هي شيء بسيط من العديد والعديد من المشاكل التي تحدث بسبب ضيق الشارع،
التوسعة هي الحل
ويقترح محمد الدوسري توسعة الشوارع الضيقة الموجودة في الحي خصوصا وان معظمها تحده منازل سكان الحي من جهة وتحده من الجهة الاخرى مقبرة مسورة وهي مغلقة منذ اكثر من اربعين عاماً فلو تم اخذ جزء من هذه المقبرة وتوسعة الشارع بهذا الجزء كان ذلك افضل ولكن قبل كل ذلك يجب علينا اخذ الرأي الشرعي في هذا الاقتراح للتأكد من عدم وجود اي موانع شرعية،
لا إنارة
ويستغرب الدوسري من عدم انارة الحي حتى هذا الوقت فبالرغم من ان الحي يضم كثافة سكانية كبيرة وكونه من اوائل احياء الرياض الا ان هذا لم يشفع له لدى امانة مدينة الرياض لينال حظه من الانارة مختتما حديثه بأن سكان الحي ملوا من الوعود المتكررة بانارة الحي التي نسمع انها ستنفذ ولكن لا شيء من ذلك حدث،
المركز الصحي لا يكفي
ويذكر احمد العسيري احد سكان الحي ان المركز الموجود في الحي لم يعد بامكانه تقديم الخدمات الطبية لسكان الحي بسبب وجود ضغط كبير عليه كونه يخدم احياء عديدة مثل حي العود وغيره اضافة الى حي المرقب وان حي المرقب لوحده بحاجة الى مركز صحي خاص فما بالك وهو يخدم حي العود الذي يحتاج الى اكثر من مركز صحي كونه يضم كثافة سكانية كبيرة جداً ناهيك عن الاحياء الاخرى ويتساءل العسيري هل من المعقول ان يبقى مركز صحي اكثر من خمسة عشر عاماً دون تطويره لاستيعاب اعداد اكبر مختتما حديثه بمطالبة جهة الاختصاص الاهتمام بهذا الموضوع،
من الجولة
يبدو ان البلدية الفرعية لا تعلم عن وجود الحي او انها تتجاهل مشاكله وهذا الشيء الذي يظهر لأي زائر للحي،
مخالفات بالجملة وانعدام النظافة ابرز الملاحظات،
يجب على الدفاع المدني والبلدية الفرعية تكثيف جهودهم للقضاء على المستودعات المخالفة،
|
|
|
|
|