| تحقيقات
* الفوارة منصور الحربي صالح الدواس:
تمثل الفوارة مركزاً إدارياً يرتبط بإمارة القصيم مباشرة حيث تقع الفوارة على بعد 170 كيلو مترا الى الغرب من مدينة بريدة على الطريق الذي يربط القصيم بحائل مرورا بالبتراء الفوارة سميراء ثم حائل،
وقد عاشت الفوارة نقلة حضارية كسائر مناطق مملكتنا الحبيبة،
ولكن رغما عن ذلك تأخرت بعض الخدمات في الوصول الى الفوارة مما أقلق المواطنين فيها، ويأتي سد الفوارة (الحلم) محور حديثنا واستطلاعنا اليوم، حيث نقترب من المواطنين لنحاول إلقاء الضوء على أوجه معاناتهم، حيث التقينا بدءا سالم بن محمد بن نحيت رئيس مركز الفوارة في منطقة القصيم الذي قال: بأن الفوارة قد قامت عام 1345ه على ضفاف واد كبير ينحدر من جبال الخرشاء والتين وجرار وهيفاء، وقد سميت بهذا الاسم لأن المياه كانت تفور وتجري على الأرض على شكل عيون دونما كلفة في استخراجها، وكان الأهالي يستثمرون هذه المياه في الزراعة حتى أصبحت المنطقة زراعية بوجه عام، فضلاً عن الأماكن الرعوية المنتشرة بهذه المنطقة كمراعي الوشم ومشاحيد والخيمة وغيرها، مما ساهم في تكاثر السكان بهذا الجزء الهام من منطقة القصيم،
وتدل الإحصاءات الحالية أن تعداد سكان الفوارة حوالي اثني عشر ألف مواطن وخمسة آلاف مقيم،
ومدينة الفوارة غنية بمعالمها الأثرية من قصور وعيون وآبار مثل عين ابن نحيت وعين ابن بليهد وعين الباهلي، ومن الآبار بئر جرار وبئر العليشية وبئر الوديكة، وغير ذلك من الآثار التي لا أستحضرها كاملة الآن،
نعمل بالزراعة
ثم التقينا نقاء بن غازي التويجري الحربي الذي قال: بأن الفوارة كما يعرفها أكثر أهالي المنطقة بلدة مترامية الأطراف وتتبعها عدة قرى كلها تحمل اسم الفوارة وقد يحصل بعض اللبس عند الحديث عن جزء من الفوارة في حين أن الفوارة أكبر بكثير من هذا الجزء،
ويمتهن أهالي الفوارة الزراعة منذ عهد قديم فيما كان جل اقتصادهم طوال السنين يعتمد على الزراعة التي كان محصولها مجديا، ولكن الجفاف وقلة الأمطار التي عمت المنطقة أديا الى تأثير مخل بسير الزراعة، وقد فطنت حكومتنا الرشيدة أيدها الله الى ذلك فأوكلت لوزارة الزراعة دراسة إقامة سد يغذي الفوارة ومزارعها، وقد فرغ من هذه الدراسة عام 1411ه تقريبا ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن وهو جاهز حيث استكملت دراساته ولم يبق سوى التنفيذ، حيث ارتفعت المعاملة لقسم السدود بوزارة الزراعة والمياه بالرياض، وبقي السد بانتظار التمويل حيث يعد الأول في الأهمية بين ثلاثة سدود بالقصيم والثالث بين سبعة سدود في الوزارة،
1400 مزرعة
ولو نظرنا الى عدد المزارع التي كانت قائمة وتستفيد من وجود السد نجدها قريبا من ألف وأربعمائة مزرعة وذلك قبل ما يزيد على عشر سنوات ولكنها تناقصت بسبب الجفاف وعدم خروج السد الى النور الى أقل من سبعمائة مزرعة، في حين أن كثيرا من المزارع التي توقفت عليها التزامات مالية بشكل قروض من البنك الزراعي بالفوارة أجبر أصحاب هذه المزارع على تسديدها من جيوبهم الخاصة في حين أن مزارعهم لم تعد ذات جدوى،
فلو تم إنشاء هذا السد لأمكنت الاستفادة من مياه السيول التي تذهب هدرا كلما سالت الوديان والشعاب، في حين أن المواطنين ينظرون إليها بحسرة تؤول الى وادي الرمة الذي ينقلها بعيدا فضلا عما تبخره الشمس وما يتسرب الى باطن الأرض في أماكن متباعدة فلا تمكن الاستفادة منه!
أصبح ضرورة
كما قال نواف عبدالله الزغيبي بأن السد أصبح ضرورة ملحة خاصة بعد التدني المخيف لمنسوب المياه الجوفية مما أدى الى جفاف الكثير من مزارع المنطقة ولكن يبقى الأمل قائما بالله ثم بالمسؤولين الذين لا يألون جهدا في خدمة المواطن والوطن حيث نرجو أن تصل إليهم أصواتنا عبر جريدتنا «الجزيرة»،
قروض وإعانات
ثم تحدث للجزيرة مدير مكتب البنك الزراعي بالفوارة الأستاذ فراج عبيد الحربي وقال: إن للبنك الزراعي دوراً بارزاً في التنمية الزراعية ورفع الكفاءة الإنتاجية للقطاع الزراعي باستخدام أفضل الأساليب العلمية والتقنية الحديثة ويقدم خدماته في جميع أنحاء المملكة ومن ضمنها مكتب البنك الزراعي بالفوارة الذي بدأ نشاطه بإقراض المزارعين بالفوارة وما جاورها عام 1397ه ويقدم خدماته لاثنتين وخمسين قرية وعدد المتعاملين معه (20100) مزارع وبلغ إجمالي القروض المقررة للمزارعين (165، 806، 138) وما تم صرفه من القروض من بداية نشاط المكتب وحتى نهاية شهر ربيع الأول لعام 1422ه مبلغ وقدره (425، 728، 136) كما بلغ إجمالي ما تم صرفه من إعانات غير مستردة مبلغاً وقدره (346، 908، 50)،
كما أنه تم خلال بداية العام المالي الحالي وحتى نهاية شهر ربيع الأول صرف مبلغ وقدره (177، 774، 1) وما تم صرفه من الإعانات من بداية العام المالي الحالي وحتى نهاية شهر ربيع الأول (936، 369) وكان لصرف القروض والإعانات الأثر الملموس في تطور النهضة الزراعية في ظل دعم حكومتنا الرشيدة لهذا القطاع الحيوي الهام،
|
|
|
|
|