أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 2nd November,2001 العدد:10627الطبعةالاولـي الجمعة 17 ,شعبان 1422

تحقيقات

بنت صالحة صنعت مالم يصنعه أشقاؤها الثلاثة:
فرح وترح أمام غرفة الولادة يحدده نوع المولود ذكراً أم أنثى؟!
القلق الذي ينتاب الأم الحامل بسبب هذه المعضلة قد يؤثر في صحة الجنين
* تحقيق منار الحمدان:
الانجاب نعمة من الله عزوجل وقد تتحول في نظر البعض لنقمة، فحينما تكون الزوجة لا تنجب سوى الاناث فتُقابل هذه الهدية من الرب بالوعيد واللوم على زوجته وقد ينتهي الأمر بالطلاق. كما توجد فئة أخرى تحاول البحث عن زوجة أخرى بحجة انجاب ذكر.. وهنا سنقدم نماذج جمعناها، عدد من حكايات النساء اللواتي يوضحن لنا مدى معاناتهن من تلك الظاهرة الى جانب نوعية أخرى يكون أزواجهن ممن لا يرضون بما قسمه الله سواء تجاه اعاقة في مولوده أو نقص. كما يوجد من يترجم عدم رضاه بسلوكيات غير مقبولة شرعا ولا منطقيا كما سنتعرض لما يخلفه ذلك من تأثيرات واضطرابات نفسية ومشاكل زوجية شائكة وما يصاحب ذلك من تغيرات فسيولوجية كما يحمل لنا ضيوف التحقيق قصصا في ثناياها أشبه ما يكون بمعجزة الاهية.
أنا خُلقت فافعل ما تشاء
في البداية تحدثت الينا الأخت جواهر القديري عن حادثة سمعتها من والدتها أبقاها الله فتقول: تلك المرأة المسكينة التي كان جميع نسلها اناثا وحينما علم زوجها بحملها ألقى عليها عبارات التهديد والوعيد وحسب ما قال:«ان ولدتِ هالمرة بنت أبطلقك» الى غير ذلك من عبارات التوعد بالويل فتأثرت الزوجة من جراء ذلك ولاحظ عليها الطبيب الذي يتابع حالتها ذلك وحاول استجوابها عن سبب ضيقها وحزنها وبعد الحاح الطبيب صارحته بما يدور في مخيلتها وحاول تهدئتها وبعد ولادتها شاهد الجميع على يد الطفلة كتابة باللون الأسود من الرب عزوجل (أنا خُلقت فافعل ما تشاء» والملفت في الأمر انه كلما كبرت البنت كلما كبر الخط، وقالت ذلك بنفسها المرأة التي تروي القصة لأم جواهر.. فهي رأتها بأم عينها.
لأي حد وصل عدم الرضا بما قسمه الله
كما التقينا بالأخت أم طارق التي أضافت ان هناك من الرجال من لا يرضى بما قسمه له الرب وذكرت ما حدث لقريبتها التي حينما عملت «التصوير الجيني» اخبرتها الدكتورة انه اتضح لها ان الجنين سيكون معاقا ويغطيه لون داكن أسود ملتف حوله وفور ما سمع الزوج بذلك تخلى عن زوجته واتجهت لمنزل أهلها وبعد مضي عدة أشهر انجبت الطفلة بمنظر جميل جدا فكانت شديدة الجمال وطبيعية جدا أما اللون الأسود الداكن الذي كان ملتفاً عليها فهو تبارك الرحمن شعر جميل أسود طويل جدا أدهش الجميع وحينما سمع والد الطفلة بذلك حاول ان يسترجع زوجته.. الى أي حد وصل عدم الرضا بما قسمه الله.
اللي يجي من الله حياه الله
والتقينا بالأخت هيفاء علي فتقول زوجي من النوعية التي ترضى بما قسمه الله لها فلقد انجبت أربع بنات وبعد ذلك انجبت ذكرا ثم أنثى والباقي ذكور بشكل متتال تبارك الرحمن فمن رضي فله الرضا من الله وكلها نعمة الله الذكر والأنثى. المهم ان يكون صالحا وبارا ذكرا أو أنثى وبصحة جيدة.
أنثى أصلح من الذكور
أما الأخت أم عبدالكريم فلها وجهة نظر أخرى فتقول: الصلاح من الله وليس له أي صلة بذكر أو أنثى وما حدث لأم الجيران دعاني ان اقول ذلك فلقد انجبت ثلاثة ذكور وأنثى والكل يقول الحمدلله أغلب نسلك يا أم سليمان ذكور ومرت السنون وكبروا وتوظف الذكور الثلاثة وكذلك أختهم وتزوجوا جميعا وتوفي والدهم واخرجوا والدتهم من المنزل من أجل بيعه والحصول على المال وكل واحد منهم في منزله آمن مستأمن، مع العلم أن اختهم سبق لها الزواج وانجاب عدد من الأبناء ورجعت لمنزل أهلها بعد حدوث الطلاق وحينما طلب الأخوة الثلاثة بيع المنزل كما ذكرنا مسبقا خرجت الأم ومعها ابنتها وهي ما زالت في فترة الحداد على زوجها واستأجر ابنتها منزلاً واسكنتها معها واشترت الأثاث بنفسها وكذلك استقدمت الخادمة لخدمة والدتها كبيرة السن وكذلك السائق والأخوة الثلاثة على النقيض تماما..
فليس كل ذكر يعني الفوز فقد تكون أنثى أصلح وانفع من ذكر بل أفضل من ثلاثة ذكور كما في هذه القصة الواقعية التي عاصرتها شخصيا وعايشت مشكلتها.
رأي علم النفس
وفي مسار القضية تحدثنا المعالجة النفسية ناديا التميمي من مستشفى قوى الأمن الداخلي مركز الارشاد والعلاج النفسي:
يعتقد البعض ان مراجعي العيادة النفسية فاقدي الأهلية «فاقدين لعقولهم» وهذا كلام غير صحيح فمن يراجع العيادة النفسية هم أناس تتحكم عقولهم بسلوكياتهم وقادرة على التأثير في هذا السلوك بحيث يخرج وكأنه سلوك متزن ولكن تكمن المشكلة في كيف هو اتجاه التفكير. فمن الحالات أحيانا التي تراجع العيادة النفسية زوجات وصلن الى حالة من اليأس والاكتئاب والقلق أو العصبية أحيانا وقد تصل أحيانا الى افكار انتحارية هذا إذا ما حاولت التنفيذ أحيانا لانها لم تعد تعرف ما هو الحل الصحيح فتكون متزوجة ولديها اناث فقط وكلما تعيد الكرة تتكرر مخاوفها من انجاب أنثى مرة أخرى وتتعرض لغضب وغيظ ورفض سواء كان ذلك من زوجها أو من أهله أحيانا ويعاملها بأنها ناقصة وكأن انجاب الاناث نقص.. ولن أناقش هذه النقطة الآن فقد تحسب عليّ لكوني أنثى فالزوج الذي يكيل الاتهامات والوعيد والألفاظ التي تهدم مشاعر جميلة داخل المرأة ويحملها مسؤولية الانجاب.. مع ان حقيقة تحديد جنس المولود هو المسؤول عنه بيولوجيا، ثانيا بارادة الله أولا ولن أصف المرأة بالوعاء كما يقول البعض مع اعتراضي وتحفظي الشديد جدا لهذه الكلمة التي أسمعها لكنها لا تحمل مسؤولية تحديد الجنس أبدا ولكنها تقوم برعايته داخل أحشائها.. فالذي يحدث أحيانا طول فترة الحمل تكون الزوجة خائفةمترقبة كارهه ومحبة لهذا الحمل تعيش متناقضات وأحلام يقظة سلبية وأحيانا ايجابية وضع غير مستقر قلق وخوف دائم كما تتعرض لفقدان الشهية وعدم القدرة على النوم وتلجأ للعزلة من المجتمع وكذلك الميل الى الوحدة وتراودها محاولات يائسة لما ينوي أن يفعله الزوج إذا كانت المولودة أنثى وينتابها شعور بكره الجنين واللوم والغيظ من هذا الزوج الذي يرفض ان يغير سلوكه أو قناعته وقد يؤثر ذلك في سلوكياتها سواء اتجاه الجنين أو مع الزوج أو مع ذاتها. ويصل أحيانا الى محاولات إما التخلص من الجنين أو من حياتها أو قد تقوم أحيانا بالتفكير بعقاب الزوج على أي مستوى وأضافت ان المرأة تبقى في فترة الحمل على موقد طوال التسعة أشهر من اضطرابات نفسية مختلفة بين شديد ومتوسط وإذا كانت لحظة الوضع ان جاءت أنثى فنعلم ما سيفعله الزوج ولكن إذا جاء كما يتمنى ولدا ولكنه معاق اعاقة بشكل عام تحمل عدة تصنيفات لمختلف الاعاقات فمن سيكون المسؤول هل هي الزوجة نعم فالاضطرابات النفسية التي كانت فيها أثرت على نمو الجنين بشكل سليم داخل أحشائها ولكن هي لم ترد ذلك والمتسبب الحقيقي الذي جعلها في جحيم تسعة أشهر هو الزوج هو الذكر ولكنه معاق أو الأنثى ولكنها معاقة.. إذاً ما الفائدة الآن اعترض الزوج على أنثى سليمة فقد تكون هي في المستقبل أفضل بمائة مرة من ذكر معاق وكلما نظر لذلك الطفل المعاق يتذكر انه هو السبب في ذلك وانه امتحان من رب العالمين له وأراد الله ان يلقنه درسا والعلاج في مثل الحالات السابق ذكرها هو علاج سلوكي غير دوائي يهدف الى برنامج علاج سلوكي يضم الزوجين معا في جلسات علاجية يقوم كل واحد بالتكلم عن معاناته للزوج أو الزوجة وكذلك أفكاره وأحاسيسه وهنا عادة ما يتم تعديل الأفكار اللاعقلانية المولدة لسلوكيات مرضية ذات التأثير السلبي المرضي على الشخص نفسه ومن حوله باحاسيسه السيئة وعند تعديل الأفكار يتم تعديل السلوك والأحاسيس ووضحت ان ذلك يكون عبر استراتيجيات بتدريب الأشخاص على التعامل في مواقف مختلفة بطريقة مختلفة عما اعتيد حلها في السابق وعند النجاح في تجاوز هذا الموقف بتأثيرات عما في السابق بشكل أوتوماتيكي يصبح من الأسهل تعديل أفكار في مواقف أخرى مرتبطة.
فالحالة النفسية المضطربة ليست جزئية منفصلة عن الانسان أو سلوكياته أو تفكيره أي أن الاضطراب لا يصيب هذه الجزئية فقط ولكنها مسبحة ذات خرز متعدد في حبل واحد وعند انفلات خرزه واحدة تنفلت عدة خرزات أخرى ثم بعدها يتم التعامل مع الزوجة التي تعرضت لما يسمى في العلاج النفسي الى سوء معاملة سواء لفظي أو سلوكي حتى تعود الى حالتها من الاتزان والاستقرار النفسي والتكيف الصحي السليم مع زوج يدعم ويؤيد متكيف مع عائلته ومع المجتمع لتحقيق حياة صحيحة ونفسية منتجة لنتائج نامية متكيفة صحية.
الرأي الطبي
وحدثتنا من الجانب الطبي الدكتورة ميرفت عبدالباسط أخصائية نساء وولادة قالت أولا وقبل كل شيء فهذا تقدير من رب العالمين وبالنسبة لتحديد نوع النسل فالمسؤول عنه الرجل فأثناء الجماع يخرج الحيوان المنوي من الرجل والكرموسومات في الحيوان المنوي تكون 23 كرموسوما يحمل w c أما المرأة فتكون لديها 23 كرموسوما c c وحينما يتحد c من الرجل مع كرموسومات المرأة c+c فتجنب أنثى وفي حالة اتحاد w من الرجل مع أي من الكرموسومات عند المرأة فالنتائج ذكر w+c= ذكر.
أما حينما تتعرض الحامل لتهديد من قبل الرجل بحجة أنها أنجبت أنثى ولو أنجبت في هذا الحمل أنثى فهذا من المؤكد سيؤثر على جنينها فالطفل في رحم أمه يشعر بكل تأثير وكأنه في الخارج لدرجة ان الموسيقى لها تأثير عليه وهو غير متواجد في الخارج فحينما تتعرض الأم لغضب أو ضيق فسيؤثر ذلك على جنينها فيحدث له اضطرابات ويكون عصبي المزاج.
أما بالنسبة للطفل المعاق الذي يعيش مع أسرته فيجب ان يدرسوا كيف يتعاملون معه وله موقفه الطبيعي.
وأوجه بعض الارشادات لتفادي السلبيات المترتبة صحيا على الجنين:
فممنوع تعاطي الكحوليات قبل حدوث الجماع فذلك يؤثر على الأم فيحدث ولادة مبكرة كما يمكن حدوث تشوه الطفل لو كان هناك نسبة كحوليات بنسبة عالية فذلك يؤثر على الحيوان المنوي في الرجل، وكذلك التدخين فله تأثير سواء أثناء الحمل أو قبل فأثناء ا لحمل يؤثر على المشيمة حيث يقلل كمية دم المشيمة بكثرة وفي حالة كون الأم مدخنة ويتبع ذلك بعض الأحيان تأثيرات سلبية جانبية.
وكلمتي الأخيرة أنه على كل أم وأب يرزق بابن معاق أو مشوه يؤمن بأن ذلك قضاء الله وقدره ويسلم أمره لله ويعرف ويدرس كيف يتعامل مع ابنه ويحاول أن يستفسر ممن لهم تخصص في ذلك فقد يكون ذلك امتحان من الله عزوجل.
رأي علم النفس
ومن جانب الأخصائية النفسية ايمان أبوحطب:
تقول بالنسبة لمجتمعاتنا العربية تفضل الذكور فحينما تتزوج المرأة أول شيء متوقع منها انجاب ذكر وحتى لو انجبت المرأة أنثى وبلغت من العمر خمس وعشرين سنة فلا تسمى باسم هذه الأنثى ولو انجبت ذكرا ولو كان عمره سنة واحدة فتسمى مباشرة باسمه والمرأة قبل الحمل تقلق ان انجبت أنثى حتى نظرة البعض للمرأة نظرة قاصرة ويعتبرون البنت عبئا ثقيلا وهم ونسمع منهم عبارة «هم بنات من المحيا الى الممات» ولذلك نجد أغلب النساء في فترة الحمل يصبن بحالة خوف واضطراب وقلق وتوتر ويترجمن ذلك بالتأكد والاستجواب مع الطبيب بعد اجراء صور تلفزيونية للجنين في أسرع لحظة لمعرفة نوع الجنين والتأكد من كونه ذكرا ولا يتوقف القلق لهذاالحد فقط.
فقد تتضح أيضا من خلال الصور التلفزيونية للجنين بعض المشاكل على سبيل المثال كالاعاقة العقلية التي يمكن كشفها من خلال أخذ عينة من السائل الأمينوسي أو اتضح ان الطفل منغولي وبالنسبة للأم إذا علمت بذلك فستصاب بحالة من الاحباط والقلق وهذا يؤثر على الجنين مستقبلا وثبت علميا ان الحالة النفسية للأم أثناء الحمل تؤثر على تقبلها لطفلها ورعايتها له ولذلك يجب على الأم الايمان بالله أولا والثبات وتقبل ذلك وقد يكون ذلك امتحانا من الله عزوجل وعلى الأب مؤازرة الأم ودفعها للأمام وتعزيز ذلك بالمواساة وعدم اظهار الضجر والضيق والوقوف الى جانبها نفسيا واجتماعيا فذلك له أكبر الدعم لها بالذات وهي في هذا الوضع الحرج وحتى لو ولد ذلك الطفل وكبر يجب ان يعامل كالطفل الطبيعي فلا نشعره باعاقته ولا نبعده عن مجتمعه ونغلق عليه الأبواب عن العالم الخارجي وبالنسبة لوالدته وأسرته عموما يجب مراعاة حقوقه كانسان فهو محتاج للرعاية والحنان والعناية المكثفة.
فأود توجيه كلمة لكل أسرة معاق تقديم الرعاية الخاصة وحفظ حقوقه وعدم حرمانه عن مجتمعه الخارجي واستقبال الضيوف فذلك قد يؤدي للعزلة والانطواء وفي حالة تطوير مهاراته الاجتماعية ومواهبه فإن ذلك سينتج لنا مستقبلا رجلا نافعا لوطنه.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved