| شرفات
يعمد البعض ولاسيما السيدات الأوروبيات وغيرهن الى الذهاب للبحر بهدف تلوين أجسامهن «بالبرونز» ويتم ذلك غالبا بطريقة مغلوطة، كما يبين ذلك طبيب الجلدية الكبير«برونتيير» فيقول:«المؤكد بأنه من الحماقة ان يعمد المرء إلى تلوين جسده بأشعة الشمس، وألا يتفاءل المرء كثيرا بفوائد الكريمات وملينات الجلد ومحاولة إخفاء التجاعيد عن طريقها.
ونورد هنا المقابلة التي أجرتها مجلة النوفيل أوبسرفانور الفرنسية مع طبيب الجلدية المعروف روبير برونتيير بمناسبة صدور كتابه الأخير بعنوان «الجمال وتطور الطب»
ورد في كتابك دكتور بأن تعرض جلدك للشمس يعني أن تشيخ باكراً، هل تريد من ذلك عدم تشجيع القراء بقضاء عطلتهم على شط البحر؟
نعم إني لا أشجع للتعرض للشمس، هذه حقيقة، ومعروفة منذ قرن تقريبا، ففي عصرنا وحدهم الفلاحون وساكنو الجبال لديهم الجلد البرونزي السليم. وإذا استطاع بعض مصممو المساحيق والموضة تدمير بشرة النساء البرجوازيات، فإن التطور الاجتماعي وبعض المفاهيم الخاطئة جاءت للقضاء على ما تبقى. ففي أيامنا هذه يعمد المرء في إجازته للتفكير في كيفية ان يحول جسمه الى لون برونزي. وأنا أعرف كباقي الناس بأنه من الجميل التعرض للشمس ولمداعبات أشعتها الناعمة. ان أشعتها هي الأمل الأخير للنجاة من إحباطات الحياة، كما ان جميع النشاطات في الهواء الطلق هي حاجة ومتعة وهذا شيء معروف. ولكن يؤسفني إعلامكم بأن الذبول السطحي والتجاعيد وجفاف الجلد والبقع المخضبة التي تلاحظ عند المرأة التي يقل عمرها عن الخمسين سنة، كل هذه الآثار تعود للشمس.
التراخي الشيخوخي
* هذا غير ممكن، ألا يوجد أسباب أخرى غير الشمس؟
إن المورث الجيني يدخل في الحسبان وكذلك طريقة العيش أيضا: التربية البدنية وتضخم العضلات لها تأثيرها، لو أخذنا بعين الاعتبار تنشيطها لتركيب مادة «الكولاجين» التي نحتاج اليها كثيرا. لكني أكرر بأن تسرب الشيخوخة لجلد ووجوه النساء قبل مرحلة انقطاع الطمث يعود قبل كل شيء الى تأثير الشمس. وكانوا فيما سبق يسمون هذه الظاهرة ب«تراخ شيخوخي» الى ان اكتشفوا بأن هذه الظاهرة لا تنجم إلا عن تأثير أشعة الشمس فوق البنفسجية. وصاروا يسمونها من الآن فصاعدا ب«التراخي الشمسي».
وعندما نشاهد امرأة في الخمسين ما زالت محتفظة بجمالها ولسوء الحظ عددهن ليس بالكثير هذه المرأة لا تعرض وجهها للشمس. ولن نفاجأ إذا كانت هذه المرأة في عمرها الثلاثين في قمة جمالها وصفاء بشرتها النضرة ورياضية المشية، وتتمتع بشرتها بنضارة الصبية المراهقة.
* إذن هذه الجمالية تتطلب من المرأة وضع قبعة عندما تقوم بالرياضة؟
هذه المرأة يجب ان تغطي وجهها دائما تحت الشمس، أي لا تعرض وجهها للشمس «365» يوما في السنة. وسواء كان الجو ماطراً أو هناك وجود رياح لابد من استخدام كريم شمسي خاص. كما أنها تضع أيضا تحت الكريم الشمسي كريماً آخر هرمونياً، وفوق ذلك كانت تضع بودرتها التزيينية. وكل امرأة ستقوم بهذه الخطوات نفسها سيكون من المؤكد بأنها ستتجاوز عمرها الخمسين ببشرة سليمة تماما.
امرأة الظل
* إذن يجب ان تختار المرأة بين أمرين: الجسم البرونزي أو بلاد الشمس كما يجب حسب رأيك دكتور الاختيار بين لبس البحر والشامات الجمالية السرطانية على الساقين؟
ان سرطانات الجلد تظهر غالبا عند النساء على سيقانهن واتضح ذلك منذ بدأت بارتداء الميني جوب. وهذا شيء مؤكد وتختلف عن سرطانات بشرة الوجه باختلاف درجة التعرض للشمس. ففي استراليا حيث الشمس تمثل نسبة النساء المصابات بالنصف من المجموع العام وهناك الثلث في تكساس.
* باختصار هل تعيش النساء محجبات أو في الظل؟
المحجبات في موريتانيا بحال أفضل من أولئك النساء اللامحجبات. أي أننا لسنا متساوين أمام الشمس.
إن نماذج الناس في ايرلندا شقر وبعيون خضراء ولديهم بقع شقراء وتحترق دائما دون ان يكونوا برونزيين ولا يتوجب عليهم التعرض للشمس. انهم أقوياء وبشرتهم ليس لديها الوسائل لتشكل درعاً صباغاً للحماية. ولكن عندما يعتقد ذوو البشرة البرونزية بأنهم محميون فإنهم مخطؤون. وان لم يعودوا يتلقون ضربات الشمس لكن لا يلبثون الاكتشاف إلا أن بشرتهم مستمرة بتأثرها بأشعة «uv» وتشكيلها «خلايات من الشمس الحارقة».
إن الاستخدام السليم للشمس هو في البداية ألا يتم بطريقة غبية. فعليك ان تتحاشى من التعرض لأشعة الشمس بين الساعة الحادية عشرة صباحا حتى الثالثة بعد الظهر هذا الوقت الذي تكون فيه الشمس بأوج سمتها. وألا يبقى المرء مبللا بالماء بعد خروجه الى الشط وان يستخدم كريماً شمسياً فعالاً.
* بعد الذي ذكرته دكتور يتضح ان النساء اللاتي يذهبن بريق بشرتهن أنهن حمقاوات وغير مباليات أو بسيطات جدا؟
أنا لم أقل حمقاوات بل على العكس، لكن أحيانا تكون سذاجتهن بلا حدود.
العطار وما يفسده الزمن
* إذن لا يمكن القول : إن دهون التجميل المخترعة في أيامنا هذه لا يمكنها ان «تفرمل» ما يفسده الزمن؟ ولا حتى ذلك الكريم الياباني المنتشر الغالي الثمن الذي له دعاية كبيرة «وهو الأغلى في العالم»؟
لا شيء يبرر ان يصل سعر أي كريم لثمن كبير جدا. ان الكريمات التي اتحدث عنها أسعارها معقولة، كما ان هذه المتطلبات لا تكلف الكثير.. ان كل المخترعات من المساحيق صنعت لإضفاء المظهر اللائق المتناسب والمتوافق مع الشكل الأمثل بذوقه التزييني. وتفضل امرأة العصر حاليا المنتجات التي تعطي الاحساس بالانتعاش الذي يشعر بالراحة والسهولة في الزينة. من هنا تتميز كل الكريمات الخفيفة ذوات البنية الاستحلابية الزيتية التي تتبخر في الماء بسرعة. ومن البديهي بأن النساء لا يستطعن وقف تلف البشرة وفسادها بشكل نهائي لكنهن يستطعن تصحيح التشوهات لزمن ما أو تأخير حصولها لفترة أطول.
* أنت تؤكد أن التلف الناجم عن الزمن لا يمكن ابطاله، أين إذن الخلاص؟
حاليا في الكريمات ذات البنى المشكلة من فيتامين «A» الأسيدي، أو ذوي البنى الهرمونية. الأولى كانت مستخدمة لعلاج حب الشباب. وقد اكتشف مؤخرا بأنها يمكن أن تترك آثاراً مزعجة ناجمة عن مادة «uv» فتنبهوا الى منتج الكولاجين وتنشيط خلايا البشرة. ويجب الانتباه لعدم الخلط بين الكريمات المزودة بفيتامين A الأسيدي وكريمات أخرى تحتوى على فيتامين A سيىء الصنع. في هذه الحالة من الأفضل شراء مرهم يستخدم لاحمرار بشرة الأطفال وسنحصل على ذات النتائج الايجابية.أما الكريمات ذات البنية الهرمونية فيمكن استخدامها كاجراء احترازي حمائي من سن الأربعين. ان النساء اللاتي يستخدمن نموذج 30 غراماً خلال أربع أو ستة أسابيع ليس لديهن عمر النشاط في وسط شمسي مشابه لأولئك اللائي لا يستخدمن النموذج 30 غراماً.
* باختصار، هل يمكن الحفاظ على الجمال، عن طريق وصفة طبية؟
وكل هذه الأدوية المعروفة حاليا بارشاداتها، أليست في بعض الأحيان خطيرة؟ ولاسيما وان هناك أدوية فيها مواد مخنثة تستخدم عادة كعلاج لسرطان البروستات ولديه آثار جانبية ربما بهدف تخفيف الشعر الجلدي وإزلته لدى النساء.
كثافة الشعر وتساقطه
كل شيء له حدود. ان مرض اكتثاث الشعر لا يعني تزايد وبر الخروف فقط بل انه يترافق غالبا بتساقط الشعر وبزيادة فرز دهنية وحب الشباب أيضا. من هنا يأتي التلف الجلدي والنفسي للفتاة بطريقة خطيرة.. ولهذا نجد ان دواء معاكسا للذكورة متحدا بهرمونات انثوية له نتيجة مبررة لاستخدامه: مثل امرأة كانت تنظف جسمها وساقيها كل عشرة أيام، وستتوصل بعد استعمال الدواء لأن تقوم بهذه العملية كل شهرين أو ثلاثة. أما بالنسبة للوبر يتوجب عدم ازالته بأي شكل من الأشكال فهو يسقط من تلقاء نفسه.
* استخدام مركب المينوكسيديل في البداية لمعالجة ارتفاع الضغط الشرياني هل هو حقا مفيد لوقف تساقط الشعر؟
في الحقيقة ان هذا الدواء سجل حالة نجاح واحدة من بين ثلاث حالات لدى الرجال. ونتائجه لا تأتي سريعة فإنه يجب الانتظار عاما كاملا لمعرفة فيما إذا ضيع المرء وقته وماله أو أن هذا الدواء أعطى نتيجة ناجحة. ولكن حتى وقتنا الراهن لا يوجد ما ينبت الشعر من جديد.
وقد نصادف أحيانا رجلا لديه استعداد للانتحار لأنه ببساطة أصلع الرأس، فهو لا يحتمل هذا التغيير الحاصل في شكله.. وتجد آخرين محبطين لهذا السبب، وتكذب بعض النساء وهي تصرح بأنها لا تزعجها وجود صلعة رجالية لديها.. وبالطبع هؤلاء النسوة حالتهن أخطر من حالة الرجال.
وكثيرون يطالبون التطعيم الذي يعطي نتائج جيدة.. وتبين حالة تساقط الشعر لدى النساء بأنه ليس له علاقة بالمحيط الجلدي المتعلق ب«دورة فروة الرأس أو زيادة افراز غدد الجلد الدهنية. كما ان بعض الوبر مبرمج بحيث يتساقط والبعض الآخر يبقى كالوبر الموجود على جانبي الرأس وخلفه. وهذا الوبر الأخير يمكن نقله وزرعه من جديد في الأماكن التي سقط منها الشعر ويعمر طويلا..
التجاعيد
* وبخصوص التجاعيد ماذا تقول دكتور؟
إن هذه المشكلة كبيرة وهناك سعي دائم لدى الجميع لمحاولة التخفيف من مآسيها النفسية على بعض السيدات، وتلجأ بعضهن الى طرق يمكن وصفها بالسوريالية.
الحقيقة انه سجلت بعض النتائج الى غوركي تيكس وهو مركب كيميائي يشكل بالتكثيف نسيجاً متماسكاً، وهو مستخدم سابقا بنجاح في جراحة ترميم الأوردة الدموية ومفروض انه يغطي التشققات الجلدية.. لكن الأدمة «باطن الجلد الذي تحت البشرة» ليس لديها المقدرة في احتمال المقاومة لهذه المادة. كما ان لهذا الدواء مضاعفات جانبية في حال التوقف عن الاستعمال فيما بعد. واحتمال ظهور انتفاخات حمراء قاسية ومؤلمة.. ونذكر ان المركبات المستخدمة لملء خطوط التجاعيد هي ذات نتيجة أفضل ويعمد لأخذ مواد هذه التركيبة من الدهون المقتطعة من المؤخرة حيث تتسرب المواد الشحمية في الجلد بشكل عام خلال بضعة أسابيع وليس لها أية مضاعفات أخرى.
* من كل ما سبق ماذا تنصح دكتور؟
إن حقنات الكولاجين الحيوانية هي وسيلة جدية وتترجم مظاهر التحمل بظهور بعض الخطوط الحمراء في أماكن التجاعيد في الوجه. وللأسف تكون النتائج في حالة النجاح الغالبة مؤقتة ويمكن ان تستمر النتائج المرضية لستة أشهر وكذلك لسنتين.
* إذن سيعيش المرء وهو يراقب اللحظة التي ستظهر فيها التجاعيد من جديد بعد ان اختفت لفترة؟
نعم هذا هو خيار الإنسان، ولكنه اختيار وجودي.
عن مجلة الأوبرفاتور
|
|
|
|
|