| العالم اليوم
* رام الله نائل نخلة:
لم يكن الشهيد أحمد حسن مرشود الذي تعرض لحادثة الاغتيال في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية صباح الاثنين من الشخصيات السياسية أو المنظرة التي تقف على شاشات التلفاز صباح مساء، احمد مرشود قضى حياته من اعتقال الى اعتقال الى اغتيال ولذلك كان عمله النضالي والجهادي دائماً في الظل.
ولد الشهيد القائد عام 72 في مخيم بلاطة القريب من نابلس وعاش بين عائلة مهجرة من قريتها الدوحة شمال فلسطين المحتلة عام 48 وفي زقاق المخيم تعلم مرشود معنى البعد عن الوطن وقد تكون حياة اللجوء صقلت منه شخصية ديناميكية اعتمدت عليها الحركة الإسلامية ليس فقط في مدينة نابلس وانما في الضفة الغربية.
مع بدايات الانتفاضة الأولى عام 87 التحق احمد مرشود بجامعة النجاح الوطنية في كلية الشريعة الى جانب المعتقل عبدالناصر عيسى عطا الله القائد العسكري وقتئذ لمجموعات كتائب عز الدين القسام في شمال الضفة الغربية وكانت هذه المرحلة من المراحل المهمة في حياة الشهيد الذي التحق بالعمل الاسلامي في الجامعة وكان من رواده ولأن عطا الله كان على علم بشخصية المرشود ألحقه في العمل التنظيمي، مع بداية دراسته في الجامعة قامت قوات الاحتلال باعتقال المرشود وحُوكم بتهمة تزعمه للعمل التنظيمي في المخيم.
بعد خروج احمد مرشود من المعتقل الذي قضى فيه سنتين عاد إلى مقاعد الجامعة وكان الاعتقال بالنسبة له شحنة للاستمرار في العمل الجهادي والنضالي.
التحق المرشود بالعمل العسكري مع بداية العام 1991 وشكل خلالها مجموعة من الخلايا التي عملت في منطقة الشمال الفلسطيني.
في العام 1992 اعتقل الشهيد وتم التحقيق معه لمدة 145 يوماً وبشكل عنيف اظهر خلاله صلابة المجاهد الذي يؤمن بعدالة قضيته، وتم تحويل الشهيد إلى المحكمة العسكرية حيث اصدرت قرارها بحبس الشهيد سبع سنوات ونصف سنة.
المعتقل .. سبع سنوات من العطاء
بدأت رحلة الشهيد في الاعتقال من معتقل نابلس المركزي وتنقل خلال الاعتقال الى اكثر من عشرة معتقلات، طوال هذه الفترة كان رفيق ابو مرشود الدائم هو الكتاب والمصحف فكثير من اولئك الذين حالفهم الحظ والتقوا مع المرشود في سنوات اعتقاله يعرفون تلك العلاقة الوثيقة ما بين الشهيد والكتاب فهو دائم القراءة، دائم المطالعة.
في العام 1998 تم نقل الشهيد إلى معتقل مجدو ولان الشهيد لا يعرف الكلل أو الملل قام بتشكيل اللجنة الإعلامية للمعتقلين وكان هو على رأسها كان دور هذه اللجنة العمل من داخل المعتقل لنشر قضايا المعتقلين وابراز معاناتهم.
واستطاع الشهيد الذي كان يتمتع بذكاء مميز ان يوصل صوت المعتقل وسائل الإعلام والمحلية والعالمية كافة.
هذا إضافة الى تشكيله نظام إحصاء في داخل المعتقل مما شكل احصائيات دقيقة لكافة المعتقلين ولا تزال الأخبار والمقالات التي وصف بها الشهيد وضع المعتقلين شاهداً على الدور الذي لعبه احمد المرشود.
كان المرشود يتصل من المعتقل بكافة الصحفيين بالذات المتمركزين في منطقة نابلس لينقل لهم الأخبار التي يعج بها معتقل مجدو وكان على رأس هؤلاء الصحفيين الشهيد الصحفي محمد البيشاوي والذي كان في حينها يدرس الصحافة في جامعة النجاح.
|
|
|
|
|