|
| مقـالات
كنت في أحد أيام شهر رمضان المبارك وبعد صلاة التراويح خارجاً من أحد أبواب التوسعة التي تمت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ولعله أحد الأبواب الصغيرة المجاورة لباب العمرة الصغير أو باب إبراهيم أو باب الزيادة ليس هذا المهم، ولكن ما سمعته وأنا أخرج إلى باحة المسجد.
سمعت رجلاً تركياً يتحدث إلى صديق له، ويقول بالتركية«أركاداش عمارت مسجد حرام شوك قوزال برنجي» وترجمتها: يا أخي إن عمارة المسجد الحرام رائعة ومتقدمة.
شوك تُنْطق بتاء قبل الشين، وتعني جداً، وقوزال: القاف لفظها في العامية مثل كلمة «قوم» فالقاف مضمومة مخففة، وتعني جميل في كلمة«جميل جداً».
التفت إليه، وتحدثت معه بلغتي التركية المكسرة التي تعلمتها في مكة المكرمة بدكان والدي رحمه الله أثناء مواسم الحج، حيث تعمل الدولة السعودية رعاها الله والشعب السعودي لخدمة الحجيج، قلت له سائلاً: أي عمارة رائعة ومتقدمة تعني؟ وسؤالي كان بالتركية: «عثمانلي عمارت أو سعودي عرب ستان عمارت؟»
قال لي: إن العمارة العثمانية أدت دورها، ولكن التوسعة السعودية خصوصاً الأخيرة عن عمارة راقية متقدمة ورائعة، وقد قدمت الحكومة السعودية مثلاً كبيراً للبذل في خدمة بيوت الله تعالى والإسلام، وأحسنت صنعاً عندما أبقت التوسعة العثمانية جنباً إلى جنب مع التوسعة السعودية، لتشاهد ذلك الأجيال، ليعرفوا مدى قرب المملكة العربية السعودية من الإسلام وخدمته في مركزه الغالي.
هذه أقوال من قلب رجل عادي عبّر عن مشاعره بصدق عندما لامس قلبه روعة الجمال في البناء وحقيقة الإنفاق له ولا مثال له من أبناء الأمة الإسلامية لايراد بذلك حمداً ولا شكوراً.
أما عبارة «متعلمين يا أخويه»، فقد سمعتها من مصري من صعيد مصر تحدث إليه صديقه، قائلاً:«طبعاًَ باللهجة العامية» ما فيش سعودي يأتي إلا ويأخذ القرآن ليقرأ، فأجابه صديقه على الفور«متعلمين يا أخويه»، فالتفت إليه قائلاً: العلم موجود في كل مكان، لكي أعلم منه ما يعني، فقال: يا ابني أنا أقصد علم القرآن الكريم وعلم ربنا، ففهمت أنه يقصد اهتمام المملكة العربية السعودية بتعليم العلوم الشرعية.
هذه نعمة نحمد الله عليها أن التعليم الديني والتعليم الدنيوي يسير جنباً إلى جنب في مملكة الخير والفضل، فمنذ أن كان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وزيراً للمعارف، وبعد ذلك ومازال رعاه الله.
هذه النعم نرغد فيها، ظهرت آثارها جلية في عشرين عاماً ماضية، صحة وتعليم واقتصاد وثقافة وفكر ورياضة وفنون وإنجازات حضارية لاتحصر بعدد تذكر فتشكر فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، نسأل الله الشكر ليمدنا بالمزيد نشكره على فضله الذي وهب لنا دولة تعتز بالإسلام، وتحكيم الشريعة، وتحفظ للإنسان حقوقه، وترعى مصالحه، والحمدلله رب العالمين.
|
|
|
|
|
