| الثقافية
وسط ذلك الظلام الحالك والغيوم الكثيفة في كبد السماء على صوت الرياح وأغصان الشجر فتحت عيني بصعوبة بعد أن أسر النوم أنحاء من جسدي النحيل.
نهضت من على سريري بتثاقل بعد شعوري بقشعريرة تسري في جسدي ونفحات البرد القارس المصحوب بزخات المطر الباردة، لففت معطفي على جسمي، توجهت نحو النافذة.
كانت الريح والمطر يشتدان قوة بعد قوة كلما اقتربت من النافذة.
شددت عليّ معطفي لعله يزودني ببعض الدفء وفجأة ودون مقدمات شاهدت ورقة طائرة في الجو!!
حاولت الإمساك بها ولكنها استقرت على جذع الشجرة.
في أول الأمر لم ألق لها اهتماماً ولكني أخيراً شعرت أنها تحمل شيئاً مهماً.
توجهت بسرعة نحو باب غرفتي، نزلت السلالم وأنا أتعثر. خرجت من المنزل وأنا أقاوم الريح والمطر. وصلت أخيراً إلى الشجرة، مددت يدي وأخذت الورقة بعد جهد جهيد ولكن ماهذا!!
أنا الطفل الجريح!! أنا فلسطين.
أنا الطفل الجريح الذي مات بين أحضان أمه وهي تنظر إليه بنظرات الأسى والحزن وقد شُلّت حركاتها وجف دمعها.
وقفت حائرة وقالت بصوت خافت: إلى متى يستمر غمام الذل الذي ملأ الأفق بسواده؟ إلى متى والمآذن تبكي والمساجد تئن والطفل يصيح والأم تنوح ولكن!!
لم يكن نصيب كل ذلك إلا جدران الصمت الرهيب.
فيا مسلمون لماذا يطول بكم مثل هذا الليل، فأين السفر؟!
وامتزج الحبر بدموعي ولاحت الورقة في الجو إلى بلاد أخرى لعلها تجد من يجيب.
شمس الشموس - الرياض
|
|
|
|
|