| مقالات في المناسبة
وأبيض وجهٍ يستسقى الغمام بوجهه
ربيع اليتامى عصمة للأرامل |
إنه إمام المسلمين، خادم الحرمين الشريفين، والحق أقول إنه ربيع اليتامى عصمة للأرامل.
حقاً إنه لمن دواعي السعادة والبشر والسرور الذي يملأ الفكر ويشع من الوجدان أن نعيش مرور عشرين عاماً على ذكرى بيعه والدنا وقائدنا الملك فهد بن عبدالعزيز أيده الله لمنجزات مضت وطموحات آتية بالخير وتحقيق الأهداف بإذن الله.
لا أدري من أين ابتدىء وأنا أتشرف بكتابة هذه الأسطر عن والدنا وقائدنا العظيم، تعجز الكلمات وينعقد اللسان لوصف ما في الجنان، وبقدر ما يعجز اللسان فإن الفكر أيضاً يعجز بحصر إنجازاتك حفظك الله، وإن كنت أعرف أنك لا تحب الإطراء ولكنني أجد لزاماً عليّ أن أبث مشاعر تشهد لها إنجازاتك المشهودة والتي سطرت بأحرف من نور في صدر صفحات تاريخ نهضتنا الخالد.
لقد عملت حفظك الله ليل نهار حتى أصبحت بلادنا نموذجاً فريداً في شتى المجالات، اكتسبت مكانة عالمية مرموقة على الصعيد العالمي مما جعلها دولة إسلامية تنعم بالأمن والسلام فضلاً عن تأثيرها الاستراتيجي في كل المستجدات على الساحة الدولية.
لقد قدت مسيرة التطور متسلحاً بعقيدتك الإسلامية، واخترت أن يعلو لقبك فوق كل لقب وأنت ترعى أقدس مقدسات الإسلام وتدافع عنها ارتباطاً بهذه الأرض المباركة التي اختارها الله مهبطاً لرسالة خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم، وبها يكون الحرمان الشريفان، كان جل اهتمامك حفظك الله هو شؤون الإسلام والمسلمين وفي هذا السياق أصدرت أمرك الكريم بإنشاء وزارة للشؤون الإسلامية وضعت حجاج بيت الله نصب عينيك ووفرت لهم كل ما يتطلبونه في أداء فريضتهم بأمن وسلام.
لقد شمرت منذ الأزل عن ساعد الجد والاجتهاد بمزيد من الاعتناء بالنهضة العلمية كأول وزير للمعارف فقمت بإنشاء المدارس العلمية والصناعية، وتحققت بفضل الله ثم بفضلكم تلك النهضة التي يشهد لها الجميع فعبَّ الناس من بحار العلوم ونهلوا من قاموس المعارف «هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون».
إن عملك الدؤوب المخلص امتداد لما قام به والدكم المغفور له الملك عبدالعزيز ومن بعده الملك سعود والملك فيصل والملك خالد رحمهم الله خلق لدينا إيماناً لا يتزعزع بأن ملوكنا أدوا أدوارهم بوطنية نفخر ونعتز بها، ومن حقهم أن نضعهم في مكانتهم التي يستحقونها بكل الإجلال والتقدير، وها نحن اليوم يا خادم الحرمين الشريفين في عهدك الميمون نعيش حضارة بديعة انصهرت فيها حيوية المفاهيم والأفكار، وحيوية الإدارة العليا، وحيوية المجتمع، وخلق ذلك دولة عالمية يضرب بها المثل وأصبحت أجل تعبير عن عالمية الدولة الإسلامية.
تشهد لك يا سيدي الرياض، وجدة، والطائف في لمّ الصدع العربي، فما من أزمة عربية أو إسلامية إلا وكان دورك واضحاً جلياً في احتوائها، إنه دور الحكمة والموعظة الحسنة سطرت صفحات مشرقة في عنوان الوحدة الإسلامية.
إنك فهد الإنسان الذي امتدت إنسانيتك إلى غير شعبك حيث حفل سجلك الإنساني بفائق عطفك أمام البائسين في جميع أنحاء العالم الذين ينتظرون الأكف الرحيمة المحسنة، لقد أمسكت لهم رمقهم وصنت لهم حقوقهم في الحماية والأمن، آثرت وبلغت بالفضل منازل العظماء، وما منحك الأوسمة الدولية والجوائز العالمية إلا شاهد على ذلك ومنها على سبيل المثال جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام.
أنت فهد بن عبدالعزيز الرجل الهمام الجسور الذي تخطى الحواجز متخطياً المشاكل والمعوقات حتى وصل بالمملكة إلى ما هي عليه الآن، القائد الذي يتسم بقوة الإرادة والشجاعة التي تبرز في أحلك المواقف وأدق الظروف، عندما يخاطب عقول الآخرين يخاطبهم بالمنطق والدقة، يحس كل من يستمع إليه وهم كثير أنه والد عظيم وصديق حميم، استطاع أن يحفرله مكانة خاصة ومميزة جداً في القلوب وجدير به أن يتوج على عرش القلوب ويحظى بمحبة شعبه وشعوب الأمة العربية والإسلامية.
كلمة حق يجب أن يقرأها ويسمعها الجميع هي تلك الكلمة التي سجلها التاريخ بأنك يا فهد كنت وستظل إن شاء الله ملكاً مخلصاً لوطنه وشعبه وأمته.
وأبتهل ختاماً إلى المولى جلت قدرته وتقدست أسماؤه أن يديم عليك نعمته ويزيدك من منته ويمنحك العمر الطويل ، ويحفظ سمو ولي عهدك الأمين، وسمو النائب الثاني وإلى مستقبل زاهر مشرق بإذن الله.
والله الهادي والموفق إلى سواء السبيل.
عبدالعزيز بن مسفر القعيب
هيئة الرقابة والتحقيق الرياض
|
|
|
|
|