| أفاق اسلامية
هذه الدنيا تعب وعناء وشقاء.. هذا يشكو مرضاً وسقماً، وذاك يشكو تعباً وفقراً، والآخر يشكو ظلماً وجوراً، والخامس هماً وديناً...!
يفكر البعض بما أصابه وكأنه لم يصب به ألا هو! ويفكر الآخر بالتخلص من ذلك بأي شيء ينسيه ذلك العناء! ويفكر قليل الإيمان بأن ينهي نفسه ليتخلص من ضيقه يظل الطريق أمامهم مسدوداً، ومظلماً وكلهم يبحثون عن السعادة الحقيقية.. ليست سعادة المال ولا سعادة المنصب والجاه وغيرها من أمور هذه الدنيا الفانية، إنها سعادة الدنيا والآخرة بها يتجرع المرء عناء وشقاء هذه الدنيا بنفس راضية مطمئنة يعلوها الإيمان بالله تعالى والرضا بما أصابه، ويعلم علم اليقين أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وان ما أصابه بما كسبت يده، ويعفو ربنا عن كثير... يتأمل كتاب الله ليبحث عن السعادة الحقيقية فيجدها في أية معانيها عظيمة وطريقها سهل لمن وفقه الله فيسعد ذلك المرء في دنياه واخرته.
قال جل ذكره وتقدست أسماؤه (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).. حياة طيبة في الدنيا فيعيش فيها سعيداً وفي الآخرة (ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).. ان هذه الآية الكريمة لتحتاج منا إلى وقفة ثم إلى تأمل وتدبر بما فيها من معان عظيمة ثم إلى عمل وجد وصبر ومصابرة على عمل الخيرات، ومن يتصبر يصبره الله ويعينه على الخير (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين).. وفقنا جميعا للعمل الصالح وجعلنا مباركين أينما كنا.
|
|
|
|
|