| أفاق اسلامية
رمضان هو شهر القرآن الكريم، وهو شهر الصيام الركن الرابع من أركان الاسلام، وهو الشهر الذي فيه ليلة خير من ألف شهر، وهو الشهر الذي امتلأت الكتب والمجلدات بفوائده الجليلة، ومزاياه الفضيلة، وصفاته الكبيرة، وثوابه العظيم، يقول تعالى كما في الحديث القدسي الشريف:(كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به)، وبذلك فإن الله تعالى أراد أن يكون جزاء ذلك كبيراً كبيراً بما يتناسب مع أهمية هذا الركن الأساسي من أركان الاسلام الحنيف.
لقد كان رمضان وعلى مدار العصور والأزمان شهراً للاسلام وللحياة الاسلامية مر به وعبره ومن خلاله تمت عمليات كبيرة للدعوة الاسلامية، ولقد تبينت فائدة الصيام بشكل مؤكد بحيث عرفها البعيد والقريب والعدو والصديق سواء على صعيد الناحية النفسية والاجتماعية والحياتية والثقافية، أو على صعيد الجسد والصحة والقوة والسلامة.
ورغم كل ما ذكرناه فإن النفس البشرية تبقى أمارة بالسوء، وتدخل العديد من مبدعات الأمور وحديثها المستهجن وجديدها غير المقبول، فرمضان أحلناه أكلاً ونهماً ومشرباً وملئاً للبطون وحشواً لها بشكل يسيء لرمضان، ويسيء لنا ولأجسادنا ولصحتنا، وكم هم الذين يسعفون الى المستشفيات عقب الافطار أو خلال السحور؟!.
أما الناحية الأخرى فهي أن نهار رمضان قد صار وقتاً للنوم ليس إلا، وهكذا فقد رمضان خصوصيته وتميزه وفائدته، فأين فوائد الصيام، وأين هو الذي ينام في نهاره، ليصحو في ليله ليأكل ويأكل فقط من معاني الصيام وخواصه وفوائده؟
لقد صرنا نكيف دواماتنا، وأعمالنا وتصرفاتنا لتنسجم مع هذه السلوكية الخاطئة طعاميا أو على صعيد النوم والصحو، وصرنا نغير بأوقات الدوام بما يتوافق مع أمنيات النفس الخاطئة.
الأمر بسيط اخوتي، والحل أبسط، لنعد قليلا كما يريده منا أسلافنا، لننظر لغايات الاسلام النبيلة، لننظر لما يريده منا رب العباد، لننظر للسعادة بمعناها النفسي والجسدي، بمعناها الروحي والمادي، لو نظرنا هكذا لوجدنا مدى الخطأ الذي نحن فيه ولعرفنا كيف نتخلص من ذلك، ونطبق ما يجب أن نطبقه.
رمضان شهر عمل وجهد وعطاء وقرآن وخيرات وصدقات وبالتأكيد، فإنه ليس شهراً للنوم والأكل والشرب. والله الهادي الى سواء السبيل.
alomari1420@yahoo.com
|
|
|
|
|