|
| أفاق اسلامية
الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى رسالة المسلم لإخوانه المسلمين ولغيرهم من أصحاب الديانات الأخرى، ولا تنجح هذه الرسالة إلا إذا كانت وفق المنهج الحق الذي أمر به الله عز وجل نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم (ادْعُ إلى سَبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) «النحل: 125»، وحتى مع غير المسلمين يكون الأمر كذلك إنفاذاً لأمر الله تبارك وتعالى (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلاّ بالتي هي أحسن) «العنكبوت: 46».
وحين فضّل الله سبحانه وتعالى أمة الإسلام على غيرها من الأمم إنما لأنها أمة دعوية تدعو إلى الحق وصراط مستقيم، فخيرية هذه الأمة مرتبطة بخصائصها الواردة في قوله تعالى: (كنتم خير أُمة أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) «آل عمران:110».
وعلى الدعاة التأسي بقدوة الأمة ونبراسها المضيء الرسول الكريم صلوات الله وسلامه الأتمان الأكملان عليه فقد امتدحه الله عز وجل في الذكر الحكيم (وإنك لعلى خُلق عظيم) «القلم:4» فكانت أخلاقه صلى الله عليه وسلم عاملاً أساسياً في هداية الكثير إلى ديانة الإسلام، وعلى الدعاة كذلك التنبه إلى ما حذّر منه سبحانه وتعالى في قوله الحق (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) «آل عمران: 159».
فعلى الدعاة ألاّ يكتفوا باعتمادهم على علمهم فحسب، بل إن من الأهمية في هذا الميدان أن يكون للحكمة مجالها، وكذا التنوع في أساليب الدعوة بين ترغيب وترهيب مع العناية بأسلوب الحوار وإقامة الحجة فضلاً عن الاهتمام بالنظريات العلمية والاكتشافات، ولو تأملنا مظاهر الإعجاز العلمي في القرآن والسنّة لوجدناها ميداناً خصباً للدعوة إلى الله تعالى.
كما أن على الدعاة أن يفرقوا بين الدعوة إلى الله تعالى في المجتمعات المسلمة وبين هذه المهمة في المجتمعات غير المسلمة فلكل مقام مقال إذ لا بد على سبيل المثال من العناية بأسلوب التدرج في الدعوة مع المهتدين الجدد ومع غير المسلمين نركز على القضايا الإيمانية الأساسية دون الدخول في تفصيلات فرعية ومن ثم يكون التواصل التدريجي للجوانب الأخرى.
وبالله التوفيق.
* الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي لشؤون المساجد والدعوة والتعليم
|
|
|
|
|
