| عزيزتـي الجزيرة
نبع الخير ومورد العطاء وميدان التسابق والتنافس.. ساحة العبادة والإيمان.. لطالما انتظرناك يا شهر العبادة يا واحة الزهد والإيمان.. كم هي السعادة التي تملأنا والفرحة التي تغمرنا ونحن نعيشك الآن يا نهر التدفق بالعطايا والصدقات.. يا شهر الخير والقرآن.
يا لك من شهر جميل بروحانيتك بتلاوة القرآن وتراتيل الآيات وأنوار المساجد وترانيم المصابيح نحن يا شهر الراحة ولذة الزاهدين في هذه الدنيا مسافرون طال ليلنا وابتعد الطريق وأنهكنا المسير وكوانا حر الهجير وأنت يا دار العابدين وليل القائمين محطتنا للوقوف وأرض التزود بالوقود.. أنت شجرتنا التي نستظل بها ونقطف أينع ثمارها.. أنت يا بكاء القانتين النهر الجاري الذي نشرب ونغتسل منه ونحط على ضفافه رحالنا.
رمضان أهلاً بك ضيفاً كريماً عزيزاً على نفوسنا حبيباً على قلوبنا نحن بك يا شهر الدعاء فرحون مسرورون.. لأننا سنملأك إن شاء الله بالدعاء سنفرغ بك شحناً كبيرة.. كثيرة من البكاء جئتنا يا رمضان الخير وكلنا شوق إليك.. نحث الخُطا جرياً وركضاً إليك.. متعطشون يا شهر المغفرة لصيامك ومتلهفون لقيام ليلك وصلاة تراويحك.. يا رمضان الرحمة والعتق من النار جئت في وقت نحن بأمس الحاجة إليك.. مآسينا كبيرة وطعاننا موجعة ودموعنا غزيرة.. جروحنا يا شهر الدعاء ما فتئت تنزف يا رمضان «الدعاء» «تداعت علينا الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها» أصبح لنا في كل مكان مظلمة وفي كل زاوية جراحات وأحزان في أرض الأقصى أطفالنا «يُقتلون» والبيوت تهدم والنساء والأسر تمزق وتشرد تحت مسمى الدفاع عن النفس ومكافحة الإرهاب والعنف وشارون «الإرهابي» يعدنا يوما بعد يوم بأن السلام لا يتحقق إلا عندما نمسح القرى الفلسطينية ونهدم البيوت على من فيها حتى لا تكون مأوى للإرهاب، ونقصف كل طفل يحمل بيده حجراً لأنه بذرة إرهاب.. وفي أفغانستان حمامات دماء.. وفي الشيشان وفي الفلبين وفي كشمير.. في كل أرض وتحت كل سماء لنا أطفال يصرخون ونساء تصيح وتبكي وليس لنا حول ولا قوة إلا برفع أيدينا إلى الله والتضرع له بالدعاء، دعاء المضطر وربنا سبحانه وتعالى وعدنا بالنصر ووعدنا بإجابة الدعاء المخلص الصادق.
عزيزي المتلقي هذا الشهر الكريم نعمة كبيرة من الله جل وعلا وفرصة سانحة للتزود منه بكل خير بالذكر وبالصلاة وبقراءة القرآن وتدبره وتمعنه وإخراج الزكوات والصدقات وكذلك بالدعاء الخالص الصادق، وتحين الأوقات القريبة من الإجابة وقت السحر وعند الإفطار وبين الأذان والإقامة وأثناء السجود وفي التشهد الأخير فسارع أخي الحبيب إلى هذا المورد والمنهل الذي لا تكدره الدلاء ولا يتوقف ولا ينضب وحاول أن تملأه بما ينفعك في آخرتك ويكون لك رصيداً تقابل به الله جل وعلا.
وفي هذا الشهر الكريم لا بد أن تغيّر من برنامجك وطريقتك وتلتمس برنامجاً وطريقة تشع نوراً وخيراً في هذا الشهر الكريم.
ولا يكون برنامجك مملوءاً بالسهر واقتراف المعاصي ومتابعة المسلسلات الهابطة التي تذهب عنك روحانية هذا الشهر الكريم وتشرب قلبك قسوة وبعداً عن كل خير.
أخي الكريم اجتهد في هذا الشهر المتدفق من كل خير املأه بالدعاء واصدق مع الله في كل حركة وفي كل كلمة تنطلق من لسانك أو من تحت «ريشة» قلمك ولا تبخل على إخوانك المضطرين المتضررين الذين أنهكتهم الحروب وجلست بهم وحاصرتهم الظروف.. لا تبخل عليهم بكلمات بسيط ترسلها وقت السحر إلى الله أن ينصرهم ويفك أسرهم ويرفع عنهم ما هم فيه من فقر وجوع وظلم واضطهاد.
خالد عبدالعزيز الحمادا
ثانوية عبدالإله بريدة
|
|
|
|
|