| عزيزتـي الجزيرة
إلى متى سوف تعيش هكذا مغفلاًَ، متغافلاً، مستغفلاً تغلفك الطيبة وتحيط بك من جوانبك، وزواياك في زمن لا مكان لك فيه، ولا وجود لك فيه، ولا اعتبار لك فيه، لا لشيء..! إلا لأنك طيب ولا مثيل لك وحلية نادرة الوجود، يا لها من معادلة صعبة والأصعب منها أنت.. ويا لك من مغفل أيها القلب الطيب . اسمح لي أن أقول لك ذلك، وأنت ترى من قلوب البشر ما يغير، ويبدل لون شعر رأس الإنسان شيباً، ويصدأ له الذهب، وهم كثر حولك عن يمينك وعن يسارك، ألا ترى تلك القلوب التي داست عليك، وجعلتك مداساً لها وطعنتك من حيث لا تعلم، وجعلتك تنزف دماً، وألماًَ، وجراحاً غائرة لا شفاء لك منها، ألا تستيقظ من غفلتك وطيبتك الساذجة إلى درجة الغباء.
أيها القلب الطيب لا بد أن تنهض من سباتك العميق وتخلع عنك رداء الطيبة الممجد لديك والمقدس، وتلبس رداء الكذب، والخداع، والتزييف، والغش، والقسوة. لكي تعيش بين تلك القلوب المتراقصة قسوة وإيلاماً، وإلا فلترحل إلى عالم آخر تبحث فيه عمن يماثلك، ويطيب جراحك، وآلامك، بعيداً كل البعد عن جو هذه القلوب الكئيبة والمملة واللئيمة، والملوثة بمكروبات القسوة والخداع والغش.. فلا مكان لك هنا أيها القلب الطيب.. فلتمسك بيدي ولنرحل معاً!!
نورة الدعجاني - الرياض
|
|
|
|
|