| الثقافية
كم من الخطوات تاهت عن الدروب، كم من الخفق الذي أصر على الرحيل من بين ثنايا الروح!! كم كانت انحاءات الزمن التي اخذت من حياتي وايامي قاسية وكثيرة، كم بحثت طويلا هنا وهناك عن صداقة يمكن ان تحملني من كل ذلك وتصيغ معي أبجديات البداية في كل مرة افقد فيها طريق بوابات الوصول!! وفشلت مرة ومرتين وثلاثاً.. بحثت رغم انك حولي.. وما زلت ألوم نفسي لم أبحث وعالمك الواسع الواسع جدا يحضنني.
كان مطرك في كل مرة يغسل عن قلبي آثار الخوف!!
كان شدوك دائما اقوى.. أقوى.. من ضجيج آلامي..
كنت ميناء الامان.. ومرفأ الثقة الذي أطرح على حدوده آلامي!!
كنت وجه الحياة الآخر.. الوجه الذي لم يشعر بوجوده سوى الذين سعدوا بالوجود داخل حياتك.
صديقتي..
هل قرأت يوما عن صداقة يصفون أصحابها بالمثالية؟!
عن صداقة يقول بعضهم انها نادرة.. ويقول البقية انها معدومة!
عن صداقة تشعر اصحابها بالتوحد.. والعطاء المستمر.. والدفء الذي لا ينقطع.
لو سألوني عن كل ابجديات هذه العلاقة الانسانية فلن اجيب بسوى صديقتي التي تترجم لهذا العالم كله معاني الصداقة..
هند هي عالمها.. بدايتها ونهايتها.. وكل تفاصيلها.
صديقتي..
تسعة اعوام من حياتي توجها وجودك ورغم وجود اكثر من قلب توقعت ان يكون قريبا مني في اكثر من موقف الا ان حضورك كان اقوى.. كانوا يشرقون يوما ويغيبون آخر!! اما انت فكان حضورك اقوى من الغياب وأثبت من كل الظروف كنت حقا اول من يقف معي في احزاني وأكثر من يشعرني بأن قلبه يخفق الى جانب قلبي في افراحي.
أتعلمين يا صديقتي ما عدت أحزن او أندم على اي علاقة اقفلت طرقها وبواباتها ورحلت ابكي على ايامها ولحظاتها التي خسرت لأنني حقا اشعر بأن صداقتك جمعت لي كل ما في تجاربي القديمة التي تعرفين.
عزيزتي..
هل تسمحين لهذا القلب الذي توجك وصداقتك على عروش كل علاقاته وتجاربه بأن يسكن دائما في مملكتك .. ان يتعلم من نبضك .. من عطائك .. ان يتقن الحب الذي لا يزرع بذوره النقية سواك.
ان يظل دائما.. دائما بقربك وبداخلك؟
|
|
|
|
|