| متابعة
* القاهرة مكتب الجزيرة عثمان أنور
أنصاف زكي :
مقدمات ظاهرة الأفغان العرب أدت إلى النتيجة الحالية، فالبحث والتنقيب في تجربتهم وبدايتها ودوافع وأسباب هجرتهم إلى أفغانستان أدت إلى المأزق الحالي الذي يواجهونه حالياً ورغم أن مصيرهم أصبح رهنا بإدارة التحالف الشمالي والقوات الأمريكية إلا أن العديد من المفكرين والمحللين وخبراء الاستراتيجية يطالبون بمحاولات فتح باب عودة لهم وضمان محاكمة عادلة لمن تثبت جرائمة.
الجزيرة تواصل تحقيقها الموسع عن الأفغان العرب ومستقبلهم ومصيره ودلالات تجربتهم والدروس المستفادة منها.
بداية يقول الدكتور أحمد يوسف مدير معهد البحوث العربية لا شك أن الأفغان العرب هم الهدف الأول لعمليات القتل الوحشي التي تتم في أفغانستان ولا يستطيع أحد أن يحكم أو يحدد الطريقة التي سيقتلون بها أو شكل النهايات، والمهم أنها واحدة وهي الموت لأن التحالف الشمالي وأمريكا لن يرضوا بديلا لذلك والحديث عن المحاكمات العادلة أو تسليمهم لبلادهم تفعل بهم ما تشاء.. مجرد عدد من الفرضيات التي لا تتحقق في الواقع لأن الأفغان العرب هم في نظر أمريكا والتحالف الشمال مصدر لكل القلاقل والتوترات التي تشهدها أفغانستان وأمريكا. وما يحدث الآن من قتل وذبح على وجه الخصوص للأفغان العرب يؤكد وجود اتجاه للتخلص منهم وإغلاق هذا الملف الذي يسمى الأفغان العرب، ويقوم الإعلام الأمريكي والعربي بالتجهيز حاليا لما يمكن أن تسميه ثورة مشاعر مضادة ضد هؤلاء الأفغان العرب وبالتالي أي شخص منهم حتى لو استسلم سوف يتم قتله، يؤكد ذلك أن التحالف الشمالي لديه عنف ثأري تجاههم وإذا أضفنا ذلك إلى منظومة القوة العسكرية الغربية فإن المصير سيكون مؤلما.
وتجربة الأفغان العرب واضحة لا تحتاج إلى تعليق وأعتقد أنه من المفروض حاليا على الدول العربية التدخل لحماية هؤلاء وان تقوم الهيئات والمنظمات الإسلامية بدور في محاكمة الذين ارتكبوا جرائم عنف منهم أمام المحاكم، غير أنني كما قلت سابقاً هذا الافتراض لا يتحقق على أرض الواقع نظرا للحالة العدائية المستحكمة للتحالف الشمالي وأمريكا.
ويقول د. محمد سيد سعيد نائب مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام: أولا تجربة الأفغان العرب نشأت في ظل ظروف قامت فيها الدول العربية بإرسال شبابها للمساعدة في الحرب ومساعدة الأفغان ضد الغزو السوفيتي وذلك بالتعاون مع أجهزة المخابرات الأمريكية.
ولكن لم يكن هناك سبب وجيه لخوض حرب بعيدة عن بلادنا في الوقت الذي نحن فيه كنا عاجزين عن صد التوسع الذي تقوم به إسرائيل في بلادنا وكانت بلادنا أولى بشبابها وترتب على ذلك أن المخابرات الأمريكية وخاصة الباكستانية كانت تؤثر على مواقف وآراء الشباب وتوظيفهم لصالحها وبعد ذلك امتدت الظاهرة إلى البوسنة والهرسك وغيرها.
وعندما تركت أمريكا موضوع أفغانستان استمر هؤلاء الشباب في التطرف ومحاولات إزاحة حكومة بلادهم وتوزيع اتهامات بالكفر وشن هجمات ضد شعوبهم وكانت هذه واحدة من أسوأ مراحل التاريخ الحديث في مصر.
ومن هنا أيضا تجربة الأفغان الجزائريين الذين دخلوا في المسلسل الجهنمي للعنف في الجزائر والمعروف بعدد من المذابح الأكثر قسوة وعنفاً وإجراماً في تاريخ الإنسانية ووصلت إلى زرع ألغام وقنابل في الأسواق وذبح أسر بأكلمها ونشر حالة من العنف شارك فيها الجيش والأحزاب والجماعات أحيانا المواطنين.
كما نرى شيئاً من ذلك في حالة السودان وكذلك في حالة مصر في عقد التسعينات وبعض نتائجها في السعودية.
والدروس المستفادة منها أنه من الضروري مواجهة التطرف قبل انتشاره وتكوين شبكات واسعة وهذا شيء بالغ الأهمية فهؤلاء الشباب من أبناء الأمة وكان يمكن الاستفادة منهم وخاصة أن عندهم نزعة دينية ولو أنها لم تتطرف وتنمو بصورة عشوائية كان بالإمكان السيطرة عليها وأن نحول هذا الجهاد إلى الجهاد الأكبر وهو الجهاد مع النفس وتحويل هذا الجهاد إلى النمو والنهضة في بلادهم، وبالتالي الدرس الأهم على الإطلاق هو الاتجاه إلى الشباب قبل سقوطهم في العنف ومنحهم فرصة للتراجع والعلم سواء في المجال العام أو الخاص، وهذه الإجابة الوحيدة لمواجهة موجة التطرف التي كانت تنمو بصورة سرطانية بين الشباب.
أيضا المشاركة في تعليم الشباب والعمل على تنشيطه سياسيا فإحدى المصائب في الأفغان العرب جهلهم بشؤون السياسية العصرية وعجزهم التام عن فهم النكبة التي يعيشونها حالياً بعد أن نسجوا حول أعناقهم مشنقة حقيقية.
ناهيك عن الفهم العصري والحد الأدنى من المعرفة السياسية أمر مهم بالنسبة للشباب حتى لا يقع في أخطاء قاتلة مثل الأفغان العرب واختيارهم السيىء للقضايا التي يدافعون عنها ومع ذلك أعتقد بضرورة الدفاع عنهم وكذلك الاتصال بالدول المجاورة وأهمها باكستان والتعامل بروح القانون.
وأعتقد أننا يجب أن نتعامل معهم بروح الرحمة والقانون وهذه رسالة لتنوير الفكر العربي ولفهم الإسلام بصورة جيدة للدول العربية ولا بد أن يكون للدول العربية دور في هذا الموضوع بغض النظر عن موقفنا من الإرهاب والقضاء عليه.
وإذا سقط هؤلاء الشباب أسرى فلا بد أن تطبق عليهم اتفاقيات جنيف كما أن أي معلومات عن الأسرى العرب لا بد أن توفر من خلال الصليب الأحمر أو الهلال الأحمر وأن تبذل الحكومات العربية جهوداً حميدة لمعرفة معلومات عن الأسرى وأن تؤكد أن لهم حقوقاً ولا يجب أن نتركهم للانتقام الأسود أو نتركهم يقتلون بدون أي أساس من القانون الدولي والحضارة والرقي.
ويرى الدكتور كمال حبيب من مؤسسي تنظيم جماعة الجهاد:
ان المصير الذي يواجهه الأفغان العرب هو مصير مفجع وقاس ولكن أرى أن الأفغان العرب لا حيلة لهم في ذلك ويجب إنقاذهم وفي تقديري ان الأفغان العرب لم يخطئوا في الذهاب إلى أفغانستان وعندما ذهبوا في البداية كانت النية حسنة وكان هناك توجه عام وقد دخلو أفغانستان بتسهيلات دولية كثيرة وذلك لمواجهة وصد العدو السوفيتي حينذاك غير أن الأمور أفلتت فيما بعد، فالاتحاد السوفيتي كان يعتبر عدوا في هذا الوقت وكان الجهاد فرض عين وهذا أمر مجمع عليه من الناحية الفقهية وليس محل خلاف فإذا اعتدى أحد على بلاد المسلمين فيصبح الجهاد فرض عين على كل مسلم في هذا البلد وعلى من يليها من البلدان، كما انني أعتبر الحملة الأمريكية الحالية على أفغانستان عدوانا فأمريكا لم تقدم أدلة قاطعة على ثبوت تهمة تفجير برجي التجارة العالمي في أمريكا على ابن لادن وتنظيم القاعدة ومن ثم يجب الجهاد مع أفغانستان والجهاد فرض عين وعلى ذلك أرى أن الأفغان العرب لم يخطئوا في الذهاب إلى أفغانستان، ولكن ما يحدث حاليا هو أن التحالف الشمالي يصب ولاءه لأمريكا ويقوم بعمليات القتل والذبح ضد الأفغان العرب بل يقيدون الأفغان العرب ولكن هذا الأمر مرفوض فتحالف الشمال إذا اعتبر الأفغان العرب وطالبان خارجين عن الشريعة، فالشريعة تقول لا يجوز قتل الأسير فإذا كسرت شوكته لا يجوز قتله أو استحلال دمه وماله ويصبح له كافة الحقوق ودماؤه وحياته لها حرمتها، كما أن من منظور القانون الدولي فالأسرى الذين تم تسليم أسلحتهم يكونون في حكم المدنيين وتنفى صفة العسكرية عنهم، وبالتالي فالوحشية التي نراها الآن لم تحدث في تاريخ البشرية وهي وصمة عار في جبين أمريكا وجبين التحالف الشمالي، كما أن أمريكا قد استخدمت أسلحة لم تستخدم في تاريخ البشرية وقد أعطت ضوءا أخضر لعمل حمام دماء بمعنى الفتك بالأفغان العرب والتخلص منهم بأي ثمن وأمام هذا أرى ضرورة التدخل لحمايتهم من حمامات الدماء هذه والعمل على عودتهم لبلادهم ومحاكمتهم بها محاكمة عادلة.
خطر الإبادة الجماعية
أما الكاتب الصحفي والمفكر د. إيمان يحيى فيقول:
الأفغان ظاهرة موضوعية نشأت كنتيجة من نتائج الغزو السوفيتي لأفغانستان، وكان لها مبرر شرعي لكنها في تطورها فيما بعد الغزو وعقب انفجار الحرب الأهلية هناك قد أخذت منحى نظريا وعمليا متطرفا ابتعد عن جوهر الإسلام السمح، لكن تلك الظاهرة لها جانبها الاجتماعي الذي لا يمكن تجاهله فهناك الآلاف من الأفغان العرب يتعرضون الآن لخطر الإبادة بدعوى مكافحة الإرهاب، وإذا انهمر سيل دمائهم فلن يتوقف عن حدود أفغانستان ولكنه سيصل إلى بلادهم ويصنع كراهية وثأر لا حد له لدى أسرهم وذويهم ويخطئ من يظن أن الإرهاب قضي عليه بالتصفية البدنية بل ان العنف والتصفية سيعودان غولا كبيرا من الكراهية والحقد والإرهاب المبرر.
لذا تبدو أكثر الحلول العملية هو معاملة هؤلاء العرب الأفغان كأسرى حرب وترحيلهم إلى بلادهم حيث تتم محاكمة من يثبت تورطه في جرائم قتل وترويع أمام المحاكم محاكم مدنية عادية، أما الآخرون فيجب استيعابهم عبر برنامج مدروس بعناية لادماجهم في المجتمع، ناهيك عن أهمية العمل الدعائي والدعوة لمجابهة التربية الفكرية التي أنبتت هذا الفكر المتطرف الخارج عن إطار الإسلام ورجعيته. ولا يغيب عن ذلك كله المعالجة الاجتماعية لبروز تلك الظاهرة وخاصة في مجتمعات تعاني من غياب العدالة الاجتماعية بل وأحيانا غياب مساحة التنفيس الديمقراطي.
ويؤكد الدكتور حيدر إبراهيم أستاذ الاجتماع ومدير مركز الدراسات السودانية:
سيشهد الأفغان العرب عملية تصفية كاملة ولن تكون هناك أية إمكانية لمحاكمتهم وسيكون أمام التحالف الشمالي وأمريكا الحل السهل وهو التصفية وهذا بالفعل ما تم البدء فيه كما في حال السجناء من قوات طالبان فقد برز اتجاه التصفية، والأهم ان الدول العربية لا ترغب في عودتهم لأنها في حالة السعي لمحاكمتهم في بلادهم سوف تثير معهم حفيظة الناس وتجلب قلقا داخلها ولذا ترى من الأفضل أن تتم تصفيتهم بعيدا في غمار الفوضى الحادثة الآن، كما ان إقدام أمريكا والتحالف الشمالي على تصفية الأفغان العرب يقدم درسا وعبرة وعظة لأي جماعات أخرى خارجة مثلهم، في ضوء ذلك أعتقد أنه لن يكون هناك تعامل وفق القوانين الدولية أو الصليب الأحمر وسيتم استغلال الفوضى الموجودة حاليا لتصفيتهم والقضاء عليهم.
وعن دلالة تجربة الأفغان العرب والدروس المستفادة منها يقول الدكتور حيدر ان تجربة الأفغان العرب هي آخر مظاهر الحرب الباردة، حيث كان المعسكر الغربي والمعسكر الشرقي يحاربون بعضها بطريقة غير مباشرة ويديرون حروبهم بالوكالة فأمريكا جمعت كل المعادين للشيوعية في معسكر لخلق نوع من الرأي العام العالمي المضاد للشيوعية وقدمت التسهيلات والمساعدات لكل من يريد الحرب ضد أمريكا، ولكنها لم تر الوجه الآخر للمسألة وهي من يكون العدو المقبل وما حدث أن الأفغان العرب انقلبوا على أمريكا وكذلك الدول الصديقة لها، وأعتقد أن هذه التجربة لن تتكرر.
ويقول الدكتور حمدي عبدالرحمن أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة:
أولا يجب البحث في أسباب ظهور ظاهرة الأفغان العرب فقد كانت تعبر عن حالة يأس لمجموعات من الشباب وعدم وجود مناخ أو قناة تستوعبهم وكان خروجهم تحت منطق أيدولوجي معين حيث الجهاد في ذلك الوقت كان مشروعا ضد الروس.. وبعد خروج الروس عاد بعض هؤلاء الأفغان العرب إلى بلادهم وحوكم منهم من ارتكب جرائم في حق بلاده.. والبعض الآخر هاجر بعيدا وهناك من ظل في أفغانستان ولم يجد مكانا غيرها وانخرط في الصراعات الدائرة هناك وبدءا من التسعينات انخرطوا في حركة طالبان وحدث لهم تطور نوعي حيث رأوا أن هذه هي دار الإسلام وأنها أفضل مكان لإقامة النموذج الإسلامي الذي يريدونه، وقد هاجرت العديد من الأسر العربية في ظل حكومة طالبان لتعليم أولادهم وأبنائهم على القيم الإسلامية الصحيحة، لكن المشكلة الكبرى تمثلت في كون هؤلاء المجاهدين المطاردين من بلادهم لم يستطيعوا العودة إلى بلادهم نظرا لأن عليهم أحكاماً، وما حدث الآن من اعتداء على أهداف أمريكية وانخراط أمريكا بقيادة التحالف الدولي كان من بين الأهداف هو ضرب تنظيم القاعدة والقضاء على ظاهرة الأفغان العرب باعتبارهم يتحملون المسؤولية كاملة لما حدث.
على ذلك يجب البحث بطريقة عقلانية عن مستقبل هذه الجماعات بعيدا عن الشعور بالرغبة في الانتقام التصفية الجسدية لأن ما حدث في سجن مزار الشريف هو شعور باليأس والإحباط ويؤكد على أن ردود الفعل غير متوقعة، وفي تصوري أنه ما لم يتم التعامل بعقلانية ووضع سيناريوهات مقبولة للأفغان العرب ستمثل مشكلة ممتدة محفوفة بالمخاطر.
ويرى الدكتور أحمد ثابت أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة:
إن الأفغان العرب هي ظاهرة جديدة في إطار الجماعات الإسلامية الراديكالية التي رفضت الواقع السياسي، وجاء الغزو السوفيتي نموذجاً مثاليا للبحث هناك عما تطمح به باعتباره غزوا إلحاديا إضافة لتأسيس نموذج الإمارة الإسلامية أو نموذج الحكم بتطبيق الشريعة الإسلامية، وكان خروجهم بموافقة الدول العربية، وكان الأمر بالنسبة لهم أمرا شرعيا وقانونيا ودينيا إلى أن تحول الأمر بعد ذلك إلى صدام دموي مع بعض الأنظمة العربية بسبب عودة الأفغان العرب إلى بلادهم والتخطيط للقيام بعمليات ضد نظام الحكم وهذا الصدام لفت نظر الأنظمة الحاكمة إلى خطرهم وقاموا بملاحقة هؤلاء.
المشكلة الآن ان المستقبل غامض وشائك ولا يمكن أن نتحدث عنه بسهولة لأنهم يتعرضون حاليا لقتل عشوائي ويصفهم تحالف الشمال بأنهم مرتزقة بينما الأفغان العرب وبخاصة الجيل الأول منهم قد وقف إلى جوار كل الفصائل الأفغانية، ولكن نظرا لانضمامهم لحركة طالبان بداية مع الخلاف مع حكومة رباني عام 1993م أخذ هؤلاء صف طالبان واعتقدوا أنهم يقيمون هناك نموذجاً إسلامياً.
واللافت للنظر حاليا أن تحالف الشمال يعفو عن بعض مقاتلي طالبان بينما يعتقل الأفغان العرب ويتم قتلهم أو يحاكمون كمرتزقه ومن هنا تبدو صعوبة الموقف الحالي للأفغان العرب وضرورة تحرك الدول والمنظمات الأهلية العربية للدفاع عنهم وضمان معاملتهم كأسرى حرب.
أخيرا يقول الدكتور أحمد أحمد كمال أبو المجد المفكر الإسلامي المعروف ووزير الثقافة الأسبق:
إن للأفغان العرب مصيرهم المقدر ونعلم جميعا أنهم الهدف الأساسي في تلك العمليات الوحشية التي تقوم بها قوات التحالف الشمالي والقوات الأمريكية، فليس غريباً تعرضهم للقتل والتعذيب وهم الآن بين شقي الرحى، فهم مرفوضون من جميع الأطراف وحتى بلادهم ترفض استقبالهم.
وتجربة الأفغان العرب هي تجربة تستحق الدراسة والمناقشات الموسعة لأنها تمثل جانبا كبيرا من التفكير العربي والعقلية العربية التي تختلط فيها الحقائق وتنقلب فيها الأحداث وتتبدل حسب المتغيرات والظروف التي يمر بها المجتمع، ففي فترة من الفترات كانت الظروف مهيأة لسفر عدد كبير من الشباب إلى أفغانستان لخوض الحرب ضد العدو والاحتلال السوفيتي لأفغانستان، ولبى الشباب نداء الواجب والدعوة إلى الجهاد وكانت الظروف مهيأة وساعدت العديد من الدول على سفر هؤلاء الشباب، وبعد زوال الاتحاد السوفيتي عاد من عاد وبقي من بقي وانخرطوا هناك في الصراعات الدائرة وانضموا إلى الدعوة التي نادت بإقامة المجتمع الإسلامي الصحيح ولكنهم لم يشاركوا كثيرا في الصراعات السياسية، غير أن الأحداث سرعان ما انقلبت وأصبح صديق الأمس عدو اليوم واعتبر الأفغان العرب وطالبان أن أمريكا هي عدوهم الأساسي وثارت المناوشات في البداية في العديد من البلدان واتهمت أمريكا طالبان وتنظيم القاعدة ورغم أنه لا يوجد مبررات قوية على أنهم قاموا بضرب برجي التجارة العالمي في أمريكا واشتعلت الحرب، وأصبح الأفغان العرب هم الهدف الأساسي سواء للقوات الأمريكية أو قوات التحالف الشمالي وأعتقد أن تجربتهم سوف تتكرر كثيرا ما لم يتم تدارسها وأخذ العبرة والعظة منها..
|
|
|
|
|