| متابعة
* بيروت رضوان عقيل:
أشاد نائب الأمين العالم ل«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم بمواقف المملكة العربية السعودية التي اتخذتها من أحداث أفغانستان و «حزب الله» ورفضها مواجهة إغفال القضية الفلسطينية مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية تعطي إسرائيل ما تريد وتحرم العرب الكثير واستنكر الهجمة الإعلامية الأمريكية والغربية على المملكة وحيا مواقف ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز تجاه لبنان.
واعتبر أن الموقف اللبناني الرسمي والشعبي حول «المقاومة الإسلامية» هو أفضل رد على إدراج أمريكا «حزب الله» على اللوائح الإرهابية وتوقع ضغوطا أمريكية ستمارس على لبنان.
التقت «الجزيرة» قاسم في مكتبه في الضاحية الجنوبية في بيروت وكان معه الحوار الآتي:
* ماذا تقولون بعد الهجمة الأمريكية التي تعرض لها «حزب الله» وإدراجه على لوائح المنظمات الإرهابية؟
إن الموقف اللبناني الرسمي والشعبي المتضامن حول المقاومة هو أفضل رد على وضع «حزب الله» على لائحة الإرهاب ودليل على أن للحزب رصيد شعبي وهذا ما ينسجم مع وطنيته وعمله من أجل تحرير الأرض وبالتالي فإن أي ادعاء أمريكي هو عدوان جديد على الحزب ولبنان وإيراد الأمريكيين لاسم الحزب في هذا الشكل هدفه خدمة المشروع الصهيوني لأنه لا يوجد شيء مباشر عرضته الإدارة الأمريكية في ما يتعلق ب «حزب الله» سوى ما له علاقة من موقف العدو الإسرائيلي ونعتبر هذا الأمر شرفاً لنا وسنتابع مقاومتنا.
ونقول إن استمرار التماسك العربي هو الحل في مواجهة إسرائيل ووضعنا على لوائح الإرهاب أمر لا يعنينا.
* هل تؤيدون الموقف اللبناني المتخذ تجاه حزب الله مئة في المئة؟
الموقف اللبناني جيد جدا وللمرة الأولى يجمع اللبنانيون على المستوى الشعبي والرسمي على موضوع واحد وتكون الآراء متماسكة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ومن كل تلاوين الفئات اللبنانية مما يؤكد على أهمية «المقاومة الإسلامية» وعلى سلامة الموقف الذي شعر فيه الجميع أنه مستهدف.
* ألا تخشون من ضغوط أمريكية وغربية على السلطة اللبنانية؟
نتوقع أن تمارس ضغوط أمريكية على السلطة اللبنانية وقد بدأت من خلال جولات السفير الأمريكي في لبنان فنسنت باتل وما أوصله إلى المسؤولين فضلا عن كلام كوندليزا رايس في البيت الأبيض ووزير الخارجية كولن باول الذين هددوا لبنان باقتصاده. لكن ما نعتقده أن هذه التهديدات لا يمكن أن تصمد ولا تأتي بثمارها إذا بقي الموقف اللبناني متماسكاً لأن الأمريكيين يراهنون دائما على إيجاد شرخ وخلافات في المجتمع اللبناني. وأكرر أن الموقف المتماسك يمنعهم من تحقيق أهدافهم . ونذكرهم أن لبنان المهتز يهزهم جميعاً ولا يقتصر الأمر على مجرد عقوبة تمارس في حق لبنان.
* تقولون إن مزارع شبعا المتنازع عليها لبنانية ومن حق لبنان استرجاعها وتحريرها لكن ثمة من يقول إن هذه المزارع سورية ما المطلوب من سوريا لتوضيح هذه المسألة الشائكة؟
كان عندنا قرار يفاخر به لبنان هو القرار 425 الصادر عام 1978م وينص على انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية ولم يطبق هذا القرار خلال 22 عاماً من الاحتلال إلى أن حصل التحرير ومع ذلك بقيت مساحات من الأراضي محتلة مثل مزارع شبعا من هنا ونحن أمام التجربة السابقة والتجربة الفلسطينية الحالية وأمام كل التطورات والمعطيات لا يمكننا استعادة أرضنا وحقوقنا وتحرير أسرانا إلا بالعمل المقاوم. من هنا نحن مستمرون في مقاومتنا ولولا جهوزية المقاومة وحضورها في شكل مباشر لسمعنا عن اغتيالات وانتهاكات في قرى ومدن لبنانية كثيرة تحت عنوان تجفيف منابع الدعم للقضية الفلسطينية لأن إسرائيل يمكنها توفير الذرائع بسهولة وان تخترع أي عنوان من عناوين العدوان.
وشكلت المقاومة حتى الآن رصيداً دفاعياً للبنان. ونقول بصراحة إنها العمل الوحيد والممكن من أجل متابعة التحرير واستكماله.
* البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير قال إن «حزب الله» حزب لبناني ساهم في انسحاب الإسرائيليين من الجنوب لكننا ما زلنا نسمعه في خطبه يدعو السلطات اللبنانية إلى إرسال الجيش إلى الحدود مع إسرائيل وسحب الأسلحة من جميع الأطراف وهو يقصد سلاح المقاومة بالطبع من دون أن يسميها؟
إذا كان المقصود «حزب الله» بهذا الكلام فنحن أعلنا مراراً أن الحزب يحمل سلاحاً لمواجهة إسرائيل ولا يستخدمه في الداخل بل يعتبر أن السلاح فتنة إذا جرى استعماله ضد اللبنانيين، ونحن نخالف رأي غبطة البطريرك إذا كان يقصد «حزب الله» لأن سلاحنا هو قوة للبنان ولمواجهة المخططات الإسرائيلية المتمادية ولا يصح أن يطالب بإسقاط عوامل قوتنا لنعيش ضعفاء أمام إسرائيل كي تتحكم بنا كيفما تشاء ونحار كيف نواجهها. وسلاحنا هو لمصلحة لبنان والقضية الفلسطينية في الصراع مع العدو الصهيوني وليس أمراً داخلياً له علاقة بالحسابات الضيقة ونزاعات الطوائف.
وبالعودة إلى مزارع شبعا فإننا نقول إنها أرض لبنانية وهذا ما أعلنته سوريا أيضاً ونحن نتعامل معها على هذا الأمر الذي يفرض علينا الحفاظ على سلاحنا لمتابعة تحريرها.
* لكن سوريا لم تثبت رسمياً أن مزارع شبعا لبنانية؟
تكفينا التصريحات السورية التي تقول إن هذه المزارع لبنانية.
* ثمة ثلاثة شبان من لبنان على لائحة الإرهاب الأمريكية أبرزهم عماد مغنية هل هؤلاء أعضاء في «حزب الله»؟
نحن لن نستجيب للإدارة الأمريكية في إعطائها أي معلومات حول أي شخص إذا كان ينتسب إلى الحزب أم لا كي لا نتحول إلى معدي تقارير ولا إلى مسهلين للمهمة الأمريكية التي تريد الاعتداء على اللبنانيين، من هنا قررنا أن لا ندخل في لعبة الأسماء وأن لا نجيب على هذه المعلومات الأمريكية لأننا لا نريد أن نقدم أي معطيات تنفع الإدارة الأمريكية.
* ما صحة ان عماد مغنية يمثل موقعاً قيادياً بارزاً في جهاز أمن «حزب الله»؟
الإجابة على هذا السؤال مثل الذي سبقه.
* أفادت السلطات الإيرانية أن مغنية غير موجود على أراضيها؟
ليس لدي أي معلومات في هذا الشأن.
* يردد أن مغنية يعيش في الضاحية الجنوبية وسط حراسة أمنية مشددة؟
لا أريد الإجابة على هذا السؤال أيضاً.
* هل من جديد في موضوع الأسرى الإسرائيليين لديكم؟
ولماذا لم تصدقوا الرواية الإسرائيلية التي أفادت أن أسراها ماتوا؟ أصدر الأمين العام ل«حزب الله» السيد حسن نصر الله المكلف بهذا الملف بياناً واضحاً واعتبر فيه ان الموقف الإسرائيلي هذا هدفه استدراج الحزب إلى لعبة إسرائيل في كيفية التعاطي مع ملف المعتقلين وهي لعبة مكشوفة وفشلت.
* أعلنتم أنه لا يوجد ل«حزب الله» أي جناح خارجي لكن ثمة عدد من اللبنانيين موقوفين في إسبانيا وأنهم أعضاء في «حزب الله» وحركة «أمل»؟
نكرر ليس لدينا أي فرع خارجي وبالنسبة إلى الموقوفين في إسبانيا أصدر الحزب وحركة «أمل» بيانا نفيا فيه المعلومات المتداولة.
* نلاحظ أن الحزب لا يعير اهتماما كبيرا لموضوع الحريات في لبنان ولم نسمع على سبيل المثال أي تعليق للحزب على دخول القوى الأمنية حرم إدارة الجامعة اليسوعية قبل أيام هل يرجع السبب إلى حسن علاقاتكم مع السلطة؟
نهتم بالموضوعات الداخلية في شكل كبير لكننا في بعض المحطات نرى أن الدخول في سجال ما يمكن أن يسقطنا في دائرة حسابات الآخرين ويبعدنا عن قضيتنا الأولى المرتبطة بالمقاومة وما حصل أخيرا في الجامعة اليسوعية ودخول القوى الأمنية إلى حرمها أمر نرفضه ولكن في الوقت نفسه ما جرى ليس قضية تتطلب السعي لإسقاط الدولة.
* شهدنا بعد تفجيرات 11 أيلول فتورا في العلاقات السعودية الأمريكية فضلاً عن سلسلة من الانتقادات التي تلقتها السلطات السعودية من سياسيين وإعلاميين أمريكيين؟
أعتبر أن المسؤولين في المملكة العربية السعودية وجدوا تجاوزا في الإدارة الأمريكية سيؤدي إلى ضرر كبير على مستوى العالمين العربي والإسلامي ورفضت المملكة الإغفال الأمريكي للقضية الفلسطينية خصوصا أن أمريكا أكدت على حق المشروع الإسرائيلي في المنطقة الأمر الذي شكل انزعاجاً سعودياً. وشعرت المملكة أن الإدارة الأمريكية تغالي في الضغط وإعطاء إسرائيل ما تريد وتحرم العرب كثيرا وتحاول أيضا أن تستخدم إمكاناتهم ودولهم في حربها في أفغانستان، ونرى أن التباين السعودي الأمريكي مبني على قاعدتين هما:
كيفية التعاطي مع المسألة الفلسطينية والتوسع في استغلال الحدث الأفغاني. وحسب ما أعلن الأمريكيون أنهم كانوا يريدون من الدول الإسلامية بما فيها السعودية الدخول مباشرة في حرب أفغانستان وتحمل المسؤوليات وأن لا يكون هناك أي شرط أو حساب له علاقة بالقضية الفلسطينية أي تجزئة الموضوعات لتكون كلها في خدمة السياسة الأمريكية.
* يفهم من كلامكم أنكم ترحبون بالموقف السعودي؟
نشجع مواقف المملكة لأنها هي المطلوبة في تمتين التماسك العربي بغية اتخاذ القرارات الصلبة والداعمة للحق الفلسطيني والرافضة للتفرد الأمريكي. ونؤكد أن أي خطوات تتخذها أمريكا هي خطوات ضد العرب والمسلمين.
* كيف تلقيتم الموقف السعودي الداعم ل«حزب الله»؟
كان موقفاً ممتازاً وقد لمسناه قبل هذه الفترة خلال ما أعلنه الأمير عبدالله أثناء زيارته إلى سوريا ولبنان وتم هذا الأمر قبل تحرير الأراضي اللبنانية. ونصف هذا الموقف بالمتقدم والداعم للمقاومة ولبنان.
* كيف ترون الوضع في أفغانستان؟
تدخل أفغانستان في نفق مظلم ويبدو أنه طويل ومعقد والمطلوب من الإخوة الأفغانيين الحوار والاتفاق والحذر من التدخلات الأجنبية وخصوصا الأمريكية منها.
* ما رأيكم في أسامة بن لادن وهل تصفونه بالمقاوم لأنه وقف في وجه الأمريكيين؟
منذ البداية لا نرغب أن ندخل في هذا النقاش وتقييم شخصية ابن لادن بسبب اختلاف الاهتمامات فيما بيننا حتى لا نقع في تفسيرات في غير محلها.
|
|
|
|
|