|
| الاولــى
 *
* بون عواصم العالم الوكالات :
أفادت مصادر متطابقة ان المندوبين الأفغان إلى مؤتمر بون بدأوا أمس الخميس يوما ثالثا وصعبا من المفاوضات بعد ان بحثوا حتى ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية تركيبة السلطة الانتقالية في أفغانستان في وقت بدا فيه كما لو ان هناك تعمدا للتكتم حول أنباء التطورات العسكرية التي لم يتسرب منها سوى استمرار الحشود الأمريكية قرب مدينة قندهار المعقل الأخير لطالبان كما طال التكتم المذبحة التي تعرض لها الأسرى في مزار الشريف.
غير ان التحالف الشمالي في أفغانستان قال أمس الخميس انه سيسمح لمنظمة العفو الدولية بالتحقيق في مقتل مئات الأسرى من المقاتلين الأجانب ممن كانوا في صفوف حركة طالبان الذين قاموا بتمرد في مزار الشريف بشمال البلاد.
وقال محمد هابيل المتحدث باسم التحالف الشمالي «ليس لدينا مشكلة في هذا الشأن، لن تكون هناك عقبة أمام منظمة العفو الدولية للقيام بالتحقيق».
وقال التحالف الشمالي إن جميع الأسرى البالغ عددهم 600 وبينهم باكستانيون وعرب وشيشان قتلوا مع 40 من مقاتليه خلال ثلاثة أيام شهدت معارك دموية حسمت لصالح التحالف بمساعدة من الطائرات الأمريكية.
وبحسب دبلوماسي أوروبي «ثمة اتفاق واسع على شكل السلطة» الانتقالية المكلفة بإدارة شؤون البلاد إلى ان يعقد في الربيع مجلس «لويا جيرغا» تنبثق عنه حكومة جديدة.
وأضاف المسؤول من الاتحاد الأوروبي طالبا عدم ذكر اسمه ان المندوبين «يعملون الآن على توزيع السلطات والمناصب بين الأحزاب والأشخاص»، وأوضح «انها المرحلة الصعبة». ويلعب الاتحاد الأوروبي دور المراقب في المؤتمر.
وبعد عقد اجتماعات ضمن كل مجموعة وإجراء محادثات ثنائية، اتفق المندوبون منذ بدء المؤتمر على الخطوط العريضة لمفاوضات حول السلطة الانتقالية.
وأعلن يونس قانوني رئيس وفد تحالف الشمال «الائتلاف» الذي يسيطر على كابول انه «يأمل في التوصل إلى نتائج ايجابية وبناءة في غضون يومين أو ثلاثة» حول سبل العملية السياسية الانتقالية.
وأشار قانوني إلى إمكانية حصول انفتاح في المفاوضات ولم يستبعد نشر قوة متعددة الجنسيات خلال الفترة الانتقالية في إطار اتفاق سلام شامل.
وكان تحالف الشمال يرفض حتى الآن بشكل قاطع مثل هذه الفكرة. وأكد وزير خارجية تحالف الشمال عبدالله عبدالله ذلك من كابول.
وقال مساء الاربعاء على شبكة «سي.ان.ان»: «سندرس» إمكانية نشر قوة دولية مضيفا «نحن لا نرفضها».
وقال مسؤولون يوم الاربعاء ان التحالف الشمالي الذي يسيطر على أغلب أراضي أفغانستان وافق على الخطوط العامة لآلية لتقاسم السلطة مع ممثلي الملك السابق.
وقال مساعد كبير ليونس قانوني رئيس وفد التحالف الشمالي في المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة بشأن مستقبل أفغانستان لرويترز «اتفقوا على إقامة مجلس مؤقت ولكن آلية اقامته ستناقش لاحقا».
وأضاف المساعد «ما سيناقش هو كم عدد الأشخاص الذين يتعين مشاركتهم فيه ومن يتعين مشاركته في المجلس».
وسيكون المجلس سلطة تشريعية معينة لها صلاحية تعيين حكومة مؤقتة لتسيير شؤون البلاد لعدة شهور. ويجري التحالف الشمالي محادثات مكثفة مع أنصار ملك أفغانستان السابق وفصيلين أفغانيين آخرين في بون تحت رعاية الأمم المتحدة.
وبدأت مؤشرات تظهر مساء الاربعاء على ان التحالف الشمالي وافق على الخطوات الأولى لخطة قد تؤدي إلى تشكيل حكومة مؤقتة، ويأمل الدبلوماسيون ان تمهد مثل هذه الحكومة الطريق أمام إجراء انتخابات في غضون عامين تقريبا.
وباستثناء مؤتمر بون لم يرد سوى القليل عن أخبار أفغانستان الأخرى فقد أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أمس الاول الاربعاء ان شخصين هما امرأة وطفل قتلا حين سقطت رزمة من المساعدات الإنسانية على منزلهما في شمال أفغانستان.
وهذه هي المرة الأولى منذ بدء العمليات العسكرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تعلن وزارة الدفاع الأمريكية مقتل مدنيين برزمة من المساعدات الإنسانية.
وأوضحت القيادة المركزية الأمريكية في بيان ان «امرأة وطفلا قتلا عندما سقطت على منزلهما حزمة تحتوي مواد مساعدة إنسانية كالقمح والأغطية وتجهيزات للاحتماء من البرد».
وأضافت القيادة ان المنزل يقع في شمال مدينة مزار الشريف بالقرب من الحدود مع أوزبكستان.
وأكدت ان «الولايات المتحدة تأسف لأي خسائر بشرية تذهب سدى».
مشيرة إلى ان «اختيار المواقع لإلقاء المساعدات الإنسانية احتاج إلى كثير من الوقت والاهتمام».
وكانت الرزم موجودة في حاوية ألقتها طائرة عسكرية أمريكية من ارتفاع شاهق. وذكر مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية انهم لا يعرفون عدد الرزم التي أصابت المنزل، لكن كلا منها تزن 550 أو 850 كيلو، حسب محتوياتها.
وقد أبلغت القيادة بمقتل المدنيين عبر فريق أمريكي للاتصال كان موجودا بالقرب من المكان الذي كان من المقرر إلقاء المساعدة فوقه.
طالع المتابعة
|
|
|
|
|
