| أفاق اسلامية
* سراييفو خاص ب «الجزيرة:
يؤكد مدير مركز خادم الحرمين الشريفين الإسلامي الثقافي في سراييفو الشيخ سلمان بن ناصر العبيد أن المسلمين في البوسنة والهرسك بحاجة لمعرفة أمور دينهم الصحيح، والتسلح بالعلم الشرعي والدنيوي لمجابهة الهجمة الشرسة التي تستهدف وجودهم وعقيدتهم.
وقال العبيد في حواره مع «الجزيرة» ان للمركز جهودا جليلة في ذلك منها الحفاظ على الهوية الإسلامية، ويتمثل ذلك في تنظيم البرامج العلمية والدورات الشرعية للذكور والإناث.
وبيّن أن المسلمين في البوسنة أصبح لهم وجود سياسي واجتماعي أفضل من السابق ولكنه ليس بالمستوى المنشود .. وفيما يلي نص اللقاء:
الشيخ سلمان العبيد
* وقّعت مؤخرا مذكرة تعاون بين وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد والمشيخة الإسلامية في البوسنة والهرسك لإدارة وتشغيل مسجد خادم الحرمين الشريفين في سراييفو، فما أبرز ما تضمنته المذكرة وأثرها على تنشيط الدعوة في المسجد؟
توقيع الاتفاقية بين وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة والمشيخة الإسلامية في البوسنة والهرسك، كان بشأن إدارة وتشغيل مسجد خادم الحرمين الشريفين في سراييفو، والمركز الثقافي في مدينة موستار، أما مركز خادم الحرمين الشريفين الثقافي في سراييفو، فهو تحت إدارة وإشراف وتشغيل الوزارة كاملاً 100% ولا يحتاج إلى توقيع اتفاقية مشتركة، حيث المركز مستقل بملكية الأرض والتصاريح في سراييفو لوزارة الشؤون الإسلامية من الجهات الرسمية في الحكومة البوسنية.
* هل هناك تعاون بين مركز خادم الحرمين الشريفين الثقافي والمراكز الإسلامية الأخرى في البوسنة وخارجها، وفيم يتمثل هذا التعاون؟
من أبرز أهداف المركز التعاون الثقافي البناء مع كل من يريد خدمة الإسلام في المراكز والمؤسسات والجمعيات الخيرية في البوسنة والتي على منهج الكتاب والسنة، وفق أهداف وأنظمة ولوائح المركز بما يكفل استمرار التعاون المثمر بين المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً والمجتمع بجميع شرائحه في البوسنة والهرسك. ويتمثل التعاون في:
إقامة دورات ثقافية علمية موسمية وغير موسمية.
دورات في الحاسب الآلي.
دورات طويلة المدة لتعليم اللغة العربية من خلال الدراسة في أربع قاعات دراسية ومعمل لغة بأجهزة متطورة.
استخدام قاعة المحاضرات المتطورة بأجهزة العرض والترجمة لإقامة أنشطة المراكز الأخرى فيها.
فتح باب المكتبة العلمية 18 ساعة يومياً لطلاب العلم والدارسين والباحثين، والتي تعد أكبر مكتبة باللغة العربية في أوروبا الشرقية وبها وحدات حاسب آلي مربوطة بشبكة الإنترنت ومزودة ببرامج خاصة للباحثين.
إقامة المنافسات الرياضية في الصالة الرياضية المغلقة.
تقديم خدمات الطالب «التصوير، الطباعة، النسخ..» في وحدة التصوير والنسخ الورقي الملون والعادي في المركز.
زيارة المعرض الدائم في المركز والذي يحتوي على نماذج تبرز النهضة الحضارية التي تعيشها المملكة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني حفظهم اللّه، وكذلك عرض نماذج مما قدمته الهيئة العليا لمساعدة البوسنة والهرسك خلال تسع سنوات.
إتاحة الفرصة لطلاب الجامعات باستخدام وحدة الحاسب الآلي لكتابة أبحاثهم، ودراساتهم في شتى التخصصات وفق نظام منضبط لذلك، كما يمكن إقامة دورات في الحاسب الآلي على أجهزة الوحدة لمختلف المستويات.
* ما الذي ينقص المسلمين في البوسنة؟
أفرزت الحرب الكثير من الآثار السلبية وفي مقدمتها الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها كثير من المسلمين، فهم اليوم بحاجة لمعرفة أمور دينهم الصحيح، والتسلح بالعلم الشرعي والدنيوي لمجابهة الهجمة الشرسة التي تستهدف وجودهم وعقيدتهم ولن يتوفر ذلك إلا بدعم القطاع التعليمي، وزيادة المنح الدراسية لتمكن أبناء البوسة من الدراسة في جامعات المملكة خاصة وفي الجامعات الإسلامية عامة.
* هل تغير الواقع الثقافي للمسلمين البوسنيين في البوسنة بعد التخلص من الحكم اليوغسلافي بما يمثله من ثقافات واتجاهات فكرية غالباً ما تتعارض مع قيمنا وثقافتنا الإسلامية؟ وما جهودكم بالنسبة للمسلمين الجدد حتى تتمكنوا من المحافظة عليهم ونشر التوعية الدينية بينهم؟
بلا شك أن واقع المسلمين الثقافي قد طرأ عليه تغيير إيجابي وبخاصة بعد الحرب العرقية التطهيرية التي قادها الأعداء الصرب، ونشاهد ذلك في الدور الإيجابي للمؤسسات الإسلامية في تلك الفترة، والمتمثل في طباعة وتوفير المراجع الدينية وتقديم كافة أنواع الدعم المادي والمعنوي مما ساعد في المحافظة على هوية المسلمين في هذا البلد، بل إن المسلمين أصبح لهم وجود سياسي واجتماعي أفضل من السابق ولكنه ليس بالمستوى المنشود فلا يزال المسلمون البوسنيون أضعف القوميات الثلاث الموجودة في البوسنة «الصرب والكروات والمسلمين» وهدفنا الأساسي هو دعم المسلمين والوقوف إلى جانبهم لحل أو تخفيف مشاكلهم قدر الإمكان.
* مركز خادم الحرمين الشريفين أصبح من المعالم الحضارية البارزة في البوسنة من حيث التجهيز والإمكانات الموجودة فيه .. كيف يمكن توظيف الإمكانات في خدمة الدعوة الإسلامية الصحيحة؟ وما نصيب المرأة المسلمة من ذلك؟.
المركز يعد من المنارات الحضارية في هذه المنطقة ومما لا يخفى عليكم أن المركز منوط به الكثير من الأدوار المهمة، ومنها الحفاظ على الهوية الإسلامية وتعريف المسلمين بأمور دينهم الصحيح، وتعتبر المرأة من أكثر شرائح المجتمع استهدافا ومن هذا المنطلق يهتم المركز ببرامج تعليم اللغة العربية، وإقامة الدورات الشرعية والمناشط الثقافية الأخرى كما ذكرت سابقا.
* ما الدور الذي يمكن أن تقوم به المراكز الإسلامية لتصحيح صورة الإسلام في الغرب وما السبيل لتحقيق ذلك؟
بلا شك أن الدور كبير والمهام جسيمة والمرحلة حرجة، لذا ينبغي على مسؤولي المراكز الإسلامية توحيد الجهود وتنسيق المواقف والعمل على تنظيم اللقاءات الفكرية وفتح أبواب الحوار الفكري، وتكثيف النشاطات الثقافية للمحافظة على الجاليات المسلمة من خطر الانزلاق والذوبان في المجتمعات الغربية، وأول دور هو عرض الإسلام بالصورة الصحيحة وفق الكتاب والسنة، وأن يكون العاملون في مجال الدعوة إلى اللّه قدوة للآخرين في سلوكهم.
|
|
|
|
|