| محليــات
متى يفتح «المبدعون» ذواكرهم كي يقولوا كلَّ الذي خزَّنته هذه في عقولهم؟.. عن هذه المرحلة التي يشهد كلُّ الذي «يعيش» على ما فيها بدءاً بالصوت، والمشهد، والكلمة، والحركة، ومن ثمَّ الأثر، العابر في الحِسِّ، أو الماثل في الواقع؟..
متى يتفجَّر الإبداع الإنساني كي يحفر على الورق، والأشرطة، وفي كافة الأوعية مااستوعبته هذه الذواكر عن كلِّ الذي يحدث؟..
وما الذي سيكون عليه مشهد الإبداع لما تفرغه الذواكر؟..
أوَليس هناك حقائق قد لا تُصدَّق؟...
أوَليس هناك أكاذيب قد لا تفنَّد!...
أوَليس هناك خلطٌ جُبلت عليه الطبيعة البشريَّة؟..
أوَليس هناك ما يقال، وما لا يقال!...
وكيف يتمُّ الفصل، أو الربط، بين ما هو كذب، وما هو صدق، بين ما هو حقيقة، وما هو خيال، بين ما هو خلطٌ، وبين ما هو تفصيلٌ؟..
وكيف تتمُّ متابعة خيوط النوايا فيما سيُفرَّغ في أوعية الحفظ، مما ستستوعبه هذه الأوعية..؟!..
ومن الذي سوف يفعل؟
من الذي سوف يفتح ذاكرته كي يفرِّغها؟!...
من الذي سيحرص على تفريغها في صدق متناهٍ؟.. ودون زيادات أو حذف؟
ومن الذي سيغلقها للأبد دون أن يسمح لها، أن يتسرَّب منها شيء ما حتى أقلَّ القليل؟
ومن الذي سوف يفتح جزءاً منها، وينتقي ما يفرِّغه منها، ويحفظ ما لا يريد في انتخابيَّة مقصودة؟..
وعندما يحدث ذلك.. ترى..! متى سوف يحدث؟
ثمَّ من هم الشهود على ما سيفرَّغ؟..
هم أنفسهم الذين شهدوا المشهد؟.. أم الذين لم يشهدوه؟
وهل الشهود على دراية بما هو صدق وبما هو كذب؟ وحتى عندما يكونون على دراية، هل سوف يكون في قدرتهم، أو حتى يتمُّ برغبتهم، تصنيف كلِّ سلَّةٍ بما فيها على انفراد؟...
أم سيكون هناك خلطٌ أيضاً؟.. وتضيع الحقائق..
وهل لو ضاعت الحقائق أو فُقدت، أو ابتُسرت سوف يكون هناك من سيبحث عنها؟ يجدِّف لها؟.. يصلها، ويوصلها؟..
وإذا كانت هناك وثائق الصورة، والصوت بوصفها أدقَّ الوثائق وأصدقَ الشهود ستكون من مخلَّفات حضارة وعلميَّة الإنسان المعاصر، فهل ستكون سليمة عند تفريغ الذواكر كي تكون الحجَّة؟... أم سوف تعبث بها يدُ الإنسان حسب نواياه!.
والإنسان المعاصر الشاهد على المشهد الإنساني الإنساني العام فوق الأرض، أوَ ليس هو مع كلِّ حضوره يتفاوت الآن في معرفة الفاصل، بل الفواصل بين سلَّة الصدق وسلَّة الكذب، بين سلَّة الحقيقة، وبين سلَّة الزيف؟..
فكيف سيكون حال من سيفرِّغ ذاكرته.. بعد مضي ردحٍ من الزَّمن دون أن يدع عاملاً من العوامل يعبث بها، وينحت منها، ويطمس على شيء ممَّا فيها؟
تُرى عند ذلك، بعد زمنٍ لا تقوى فيه الذواكر على الصِّدق المطلق، من سوف يكون بجوار الشَّمس، وبجوار القمر كي يستمع إلى شهادتهما من البشر؟ كي يكون على يقين إلى أيِّ السلَّتين يُرْكن ثقته؟.
|
|
|
|
|